الشرق الأوسط: فرنسا تسعى للحصول على إجماع دولي حول السلام
بالإضافة إلى غياب كلا الفريقين عن هذه المرحلة من المبادرة، فإن خصوصية المشروع تكمن في سعي فرنسا إلى جمع العدد الأكبر من الدول من أجل "التوصل إلى إجماع دولي حول رزمة من المبادىء والتي، في النهاية، ستُفرض على طرفي النزاع من خلال حوافز مهمة: إقتصادية للفلسطيين وأمنية للإسرائيليين".
في الحقيقة، التوقعات الفرنسية متواضعة. حيث يهدف الإجتماع أولاً، ومن دون الدخول في "العوامل المؤثرة" في هذا السلام الصعب المنال، إلى تحريك المجتمع الدولي حول هذه القضية والتي لم تعد تتصدّر الإهتمام العالمي منذ ظهور داعش. ويذكّر أحد الدبلوماسيين أن "آخر مؤتمر دولي حصل عام 2008"، والذي كان برعاية الولايات المتحدة الزاعمة بأنها " المفاوض الأمين" لتقارب إستمر بالفشل لمدة عشرين عاماً. لذا، يوصى اليوم في الكي دورسيه "على ضرورة تغيير النهج القديم."
بالإضافة إلى غياب كلا الفريقين عن هذه المرحلة من المبادرة، فإن خصوصية المشروع تكمن في سعي فرنسا إلى جمع العدد الأكبر من الدول من أجل "التوصل إلى إجماع دولي حول رزمة من المبادىء والتي، في النهاية، ستُفرض على طرفي النزاع من خلال حوافز مهمة: إقتصادية للفلسطينيين وأمنية للإسرائيليين".
ويوضح أحد المقرّبين من فرنسوا هولاند أنه وبعيداً عن قادتهما غير القادرين على التقدم خطوة واحدة نحو الاتفاق، يسعى المؤتمر إلى "أن يلمس الشعبان ما يمكن للسلام أن يقدم لهما" ويضيف "كما نريد أن نستفيد من الفرص المتاحة الآن في الشرق الأوسط". فالفرصة الأكثر وضوحاً هي العداء المشترك اليوم بين إسرائيل والبلاد العربية معاً تجاه إيران.
وتعترف الإليزيه أنها "تختبر التقارب بين بعض الدول العربية وإسرائيل"، بالرغم من التركيز على أن هذا لا يتعلق بإستبدال للدول العربية. لكن هذا الضغط السياسي يرهق إسرائيل التي ترفض المبادرة الفرنسية وكل محاولة، بشكل عام، تسعى إلى فرض السلام على جيرانها.
ويرى بعض الدبلوماسيين في الخارجية الفرنسية بأن التصريح الإسرائيلي بأن "على جميع الدول العربية الإعتراف بأسرائيل" محكوم عليه بالفشل. يذكّرون بأن مثل هذا التنازل لا يمكن أن يحصل إلا في ختام سلسلة من المفاوضات وذلك عندما تُبصر الحكومة الفلسطينية النور. من جهة أخرى، يوضح أحد المقرّبين من "فرنسوا هولاند" أنه "ليس هناك إلاّ موقف فرنسي واحد".