عناصر غربيون من داعش ينشدون العودة إلى بلدانهم

صحيفة "وول ستريت جورنال" تنقل عن دبلوماسيين محاولات عناصر انشقوا عن داعش التواصل مع حكوماتهم من أجل العودة إلى بلدانهم.

150 غربياً منشقاً عن داعش تواصلوا مع حكوماتهم وبعثاتها الدبلوماسية في تركيا
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن تواصل عناصر غربيين منشقين عن داعش مع حكوماتهم مناشدين إياها المساعدة في إعادتهم إلى بلدانهم.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين يمثلون ست بعثات دبلوماسية غربية في تركيا أن بعض هؤلاء توجه إلى البعثات الدبلوماسية في تركيا، وآخرين بعثوا برسائل سرية إلى حكوماتهم يطلبون فيها المساعدة للهروب من المناطق التي يسيطر عليها داعش في سوريا.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن "الغربيين الذين يريدون الهروب من داعش هم إما من المقاتلين أو من الذين جرى إغراؤهم للانضمام إلى دولة الخلافة وأعلنوا ولاءهم لها، ومن الذين يجدون أنفسهم الآن في حالى يرثى لها". ونقلت عن الدبلوماسيين الغربيين "أن قرابة 150 مواطناً من ست دول طلبوا المساعدة للهروب أو هربوا من تلقاء أنفسهم. وأضافوا إن طلبات المساعدة تأتي على شكل اتصالات هاتفية أو قصاصات ورق يتم تهريبها من سوريا. لكن على طالبي المساعدة أن يصلوا إلى تركيا في رحلة يمكن أن تكون مروعة".

وتابعت الصحيفة أنه "بمجرد وصولهم إلى تركيا يتم احتجاز الغربيين واستجوابهم من قبل الاستخبارات التركية على الأقل لشهر قبل تسليمهم لسفاراتهم حيث يقابلهم مسؤولون استخباراتيون من بلدانهم وسط تضارب في الأولويات". في هذا الإطار لفت مصدر بلوماسي أوروبي في اسطنبول إلى أن الوكالات التي ينصب اهتمامها على الاستخبارات الأجنبية تريد معلومات عن الرقة فيما الوكالات المهتمة بالشأن الداخلي تريد المساعدة في الكشف عن أي شبكات متطرفة في بلدانها.  
وعبر الدبلوماسيون عن شعورهم بأنهم يعيشون صراعاً بين الحاجة لتقديم الاستشارة للمواطنين الذين يحاولون الهرب من داعش والقلق المتأتي من كون الكثير من هؤلاء قاتل إلى جانب التنظيم المتطرف.

الصحيفة نقلت عن والد إحدى المراهقات اللواتي التحقن بداعش تلقيه رسالة منها قبل ستة أشهر تقول فيها "أبي ساعدني، أريد الخروج من هنا لكن لدي الآن طفل صغير". وقال الوالد الذي قام بمحاولات عديدة لإقناع ابنته بالعودة من الرقة، أنه طلب مساعدة حكومته لكن السلطات لا يمكنها القيام بالكثير. وفق مسؤولين حكوميين فإن على الفتاة أن تصل إلى تركيا في البداية. وقال والد الفتاة "إنها لا تزال في الرقة تخشى الهروب مخافة أن يتم الإمساك بها".
 
من جهة ثانية قال مقاتل سابق يسمى أبو شجى ويترأس شبكة لمساعدة المنشقين عن داعش إنه ساعد المئات من هولاء في الوصول إلى تركيا، مضيفاً أن "عناصر داعش أصبحوا محبطين بعد مشاهدتهم ابتزاز المسلحين لإخوانهم المسلمين بعد الغارات التي استهدفت البنية الاقتصادية للتنظيم وهو ما يخالف البروبغندا التي يروج لها داعش في الخارج".