هل تخشى واشنطن كشف قدراتها الاستخبارية لموسكو؟
ما تحتاجه الولايات المتحدة وروسيا هو تجاوز حالة انعدام الثقة بينهما من أجل تنفيذ عمليات مشتركة ضد الجماعات الإرهابية في سوريا. لكن كلتاهما قلقتان من المخاطر الاستخباراتية الجدية التي ينطوي عليها تبادل المعلومات العسكرية.
لا اجتماعات مقررة بين لافروف وكيري (أ ف ب)
انهار وقف إطلاق
النار تقريباً في سوريا مبدداً آمال الجانبين الروسي والأميركي بإمكانية التعاون
على نحو إيجابي في قتال داعش والجماعات المسلحة الأخرى.
السبت الماضي أصدر
جون كيري ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي
استنكاراً لدور روسيا في تصعيد العنف في سوريا. وقال مسؤول في وزارة الخارجية
الأميركية إن كيري ولافروف لم يتحادثا منذ يوم الجمعة وإن لا اجتماعات مقررة
بينهما.
بين البلدين سنوات
من الشكوك المتبادلة التي يجب تجاوزها. بعد الحرب الباردة وصلت العلاقات الروسية
الأميركية إلى أدنى مستوياتها. واشنطن وحلفاؤها فرضوا عقوبات على موسكو بعد الأزمة
الأوكرانية وضم القرم.
إن العلاقة
الأميركية الروسية معقدة. على سبيل المثال تعتقد الولايات المتحدة أن الكرملين لعب
دوراً بناء في زيادة العقوبات الدولية على إيران خلال الفترة الأولى من ولاية
أوباما وفي الضغط على طهران للقبول بالاتفاق النووي. لكن في الوقت نفسه عمل
فلاديمير بوتين بانتظام على مواجهة مصالح الولايات المتحدة كما يقول مسؤولون
أميركيون. كما أن موسكو وواشنطن تعاونتا في أفغانستان.
ما يحتاجه الجانبان هو تجاوز حالة انعدام الثقة بينهما من أجل تنفيذ عمليات مشتركة ضد الجماعات
الإسلامية. لكن كلاهما قلقان من أن تبادل المعلومات العسكرية ينطوي على مخاطر
استخباراتية جدية.
وفق كريس هارمر
المحلل في معهد دراسات الحرب في واشنطن فإن التنسيق المباشر في ما يتعلق بالعمليات
العسكرية ستكون له نتائج عكسية للغاية على مصالح الأمن القومي الأميركي، ويتأتى
ذلك من خطر كشف الولايات المتحدة عن مسألة حساسة مرتبطة بقدراتها الاستخباراتية.