تحوّل في حرب اليمن

أصداء المجزرة التي ارتكبت بحق المدنيين في العاصمة اليمنية صنعاء ترددت في الصحف الغربية التي انتقد بعضها في الآونة الأخيرة استمرار الدعم العسكري الغربي وتحديداً الأميركي والبريطاني للسعودية بعد سنة ونصف على عمليتها العسكرية في اليمن واستهداف المدنيين في أكثر من مرة.

هل يعيد الغرب النظر في دعمه العسكري للسعودية بعد مجزرة صنعاء؟

استشرفت صحيفة "نيويورك تايمز" "تحولاً" في حرب اليمن في ضوء "الهجوم الذي أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وأطلق العنان للقوى السياسية بما من شأنه تغيير مسار الحرب في اليمن على نحو جذري".  

وقال لوغنلي ألاي المحلل في مجموعة الأزمات الدولية التي تتابع الأحداث في اليمن "إن المذبحة في قلب العاصمة يمكن أن تعيق أي عودة إلى المفاوضات التي تهدف لإنهاء الصراع، مع حشد الدعم في الشمال للتصعيد ضد السعودية".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير تحدث عن المداولات داخل الإدارة الأميركية أنه "بعد سلسلة تحذيرات خاصة بشأن الغارات التي قتلت مدنيين، الهجوم الأخير هو الأكثر خطورة حتى الآن، والإدارة الأميركية بحاجة لمراجعة الوضع".  

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن "الولايات المتحدة لا تزود التحالف السعودي بمعلومات حول أهداف في اليمن لكنها تساعد السعودية في حراسة حدودها وتقوم بتدريب سلاح الجو السعودي وتزويده بالوقود" مضيفة إن "هذا هو الدعم الذي يمكن تقليصه بعد مراجعة سياسية".

وفي سياق متصل نقلت عن السفير الأميركي السابق في اليمن توماس كراجسكي قوله "إن الوضع في اليمن بات لا يطاق وعلينا تحمل مسؤولياتنا تجاهه" معتبراً أن الوقت حان لممارسة الولايات المتحدة الكثير من الضغط على السعوديين الذين "عليهم أن يدركوا أن هذه الحرب ليست لصالحهم إن لم يكن على الأرض ففي ساحة الرأي العام العالمي".  

 

بدورها توقفت صحيفة "إندبندنت" عند تعهد الحكومتين البريطانية والأميركية بزيادة الضغط الدبلوماسي على حليفتهما السعودية في أعقاب قصف صالة عزاء مكتظة في العاصمة اليمنية صنعاء السبت.  

ورأت الصحيفة البريطانية في "الهجوم الذي يعتقد على نحو كبير أن طائرات التحالف بقيادة السعودية هي التي نفذته والذي قتل أكثر من 140 شخصاً وأصاب أكثر من 600 آخرين" واحدة من "أعنف مجازر الحرب الأهلية في البلاد".  

وأشارت "اندبندنت" إلى ما عبرت عنه واشنطن بأن دعمها للسعودية في قضايا الأمن ليس "شيكاً على بياض" وتحذير بريطانيا من أن قرارها تصدير الأسلحة إلى الرياض المثير للجدل سيخضع لمراجعة مستمرة ودقيقة.

ونقلت في هذا الإطار عن المتحدث باسم الحكومة البريطانية "أن بريطانيا تأخذ مسألة تصدير الأسلحة على محمل الجد" مضيفاً "أن الاختبار الرئيسي لعملية تصدير الأسلحة المستمرة إلى السعودية هو معرفة ما إذا كان هناك خطر واضح بأن هذه الأسلحة ستستخدم في انتهاكات للقانون الدولي".