خيرت فيلدرز.. ترامب هولندا
تشهد هولندا انتخابات تشريعية الأربعاء المقبل. صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية تسلّط الضوء على خيرت فيلدرز السياسي الهولندي الذي يرفع شعار معاداة الإسلام وخروج هولندا من الاتحاد الأوروبي. فمن هو فيلدرز أو ترامب الهولندي؟
بعد ثمانية أشهر وفيما كان ترامب يفاجئ أميركا بفوزه في الانتخابات اتجهت الأنظار نحو هولندا حيث يمكن للشعبوي الهولندي المعادي للإسلام أن يفوز في الانتخابات التشريعية الأربعاء من دون أن يعني ذلك بالضرورة أنه سيصبح رئيساً للحكومة حيث لا يبدو أي حزب حتى الآن مستعداً لمشاركته الحكم.
في عمر الثامنة عشرة عاماً سافر خيرت إلى إسرائيل حيث عاش في أحد الكيبوتزات. يقول شقيقه بول إن هذه التجربة التي استمرت لعام ساهمت من دون شك في تكوين رؤيته. لم يعد من هناك معادياً للإسلام بل عاد مؤيداً لإسرائيل على نحو كبير.
اختار فيلدرز حزب اليمين الليبرالي. هناك التقى من سيصبح لاحقاً معلّمه فريتز بولكنشتاين الشخصية الأبرز في الحزب الذي كان أول من تجرأ على طرح قضية الهجرة الجماعية عام 1991 والتساؤل حول مدى تناسب الإسلام مع النموذج الغربي. لم يكن فيلدرز الأكثر حنكة من بين التلاميذ الذين جذبوا المعلم لكنه كان دون أدنى شك الأكثر جذباً للانتباه ليشق طريقه سريعاً داخل الحزب نتيجة قدرته الكبيرة على العمل ومهاراته التقنية التي حظيت باستحسان على مستوى الأمن الاجتماعي.
بيد أن الأمور تغيرت مع
رحيل بولكنشتاين والتحول الذي جرى داخل الحزب. فيلدرز الذي بدا صلباً في مواقفه
تجاه الإسلام خصوصاً خلال رحلاته إلى الشرق الأوسط بصفته مستشاراً برلمانياً، وجد
نفسه معزولاً في اليمين.
بيد أن الأمور ازدادت سوءاً بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001. في تلك المرحلة تأثر
فيلدرز بالسياسي الليبرالي المثلي بيم فورتيون، الشخصية الكاريزماتية التي ظهرت
على الساحة السياسية معلنة أن الإسلام "المتخلّف" خطر على النموذج
الهولندي، قبل أن يتمّ اغتياله. ثم أصبح صديقاً لأيان حرسي علي النائب الهولندية
من أصول صومالية والتي دعت هولندا إلى التنبه لخطر الإسلام.
كلا الإثنين أرادا أن يخلقا إسلاماً هولندياً مؤطراً على نحو صارم. لكن تحالفهما
قسم الحزب الذي ظلّت الغالبية فيه على ما يبدو تؤمن بتعدد الثقافات وبالإجماع على
الطريقة الباتافية التي تفضّل التسويات لحلّ النزاعات.
القطيعة مع الحزب جاءت على خلفية قضية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث رفض الحزب تأييد اقتراح فيلدرز رفض دخول
أنقرة إلى الاتحاد. في عام 2006 أنشأ حزبه وتبنى مواقف أكثر تطرفاً من الإسلام
داعياً إلى منع القرآن وإقفال جميع المساجد. كما وصف الاتحاد الأوروبي
بـ"النازي" وأقام علاقات مع أوساط أميركية معادية للمسلمين.
يقول مايندرت فينيما كاتب سيرة حياة فيلدرز "أنا يساري لكني لا أتشارك رأي
الكثير من المحللين الذين يصفونه بالعنصري. قطع علاقته بالنظام على خلفية قضية
الإسلام لقناعته بأن هناك مشكلة حقيقية مع هذا الدين لكنه ليس ضد المسلمين
كأفراد". مع ذلك لا يقلل فينيما من أفكار فيلدرز "الخطيرة جداً"
كونها يمكن أن تؤدي إلى "تطهير عرقي حقيقي".
في أوساط مؤيديه كثيرون يعترفون بأن زعيمهم يذهب بعيداً في مقاربته للإسلام
في ظل تأييده لإقفال المساجد ومنع القرآن وهو ما لم يذهب إليه ترامب أو حتى مارين
لو بان.
في أمستردام الكل ينتظر بفارغ الصبر المناظرة بين فيلدرز ورئيس الوزراء مارك روته.
يتوقع عضو مجلس بلدية هوفدورب بول ماير فوز مرشحه فيلدرز تماماً كما حصل مع ترامب،
مرجحاً حصول اضطرابات إذا أقدمت الأحزاب الأخرى على استبعاده في حال فوزه.