قراءة روسية للضربة الأميركية: حكم مسبق يحمّل الأسد المسؤولية
رئيس لجنة مجلس الإتحاد للشؤون الدولية قسطنطين كوساتشوف يقول إنّ الضربة الأميركية بصواريخ كروز لقاعدة جوية في سوريا لديها غرض غير معلّن وهو وضع "ختم بالبارود" على حكم مسبق يحمّل الأسد مسؤولية الهجوم الكيميائي في إدلب، مشيراً إلى أنها "وقعت بعد أيام قليلة فقط من تلقي إشارات من البيت الأبيض بإن مصير الأسد ونظامه لم يعد أولوية وأن الجهود يجب أن تنصّب على محاربة الإرهاب وإيجاد حل سياسي في سوريا".
ترى موسكو أنّ الضربة الجوية الأميركية لسوريا هي بمثابة إصدار حكم الإدانة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب. ويقول رئيس لجنة مجلس الإتحاد للشؤون الدولية قسطنطين كوساتشوف إنّ "الضربة الأميركية بصواريخ كروز لقاعدة جوية في سوريا هذه الليلة، بالإضافة إلى الغرض المعلن وهو معاقبة الجاني، هناك غرض آخر وهو وضع ختم بالبارود على حكم مسبق يحمّل الأسد مسؤولية الهجوم الكيميائي في إدلب". وبنظر كوساتشوف فإنّ "الكثير في هذه المأساة لا يزال مجهولاً، إذّ توجد ثلاث روايات على الأقل لهذا الحادث المأساوي وتتراوح بين وقوع انفجار في المصنع الذي يملكه المسلحون جراء قصف، واستخدام السلاح الكيميائي عمداً من قبل المسلحين أنفسهم، وتحميل مسؤولية هذه المأساة للسلطات السورية". أما الرواية الثالثة، هي الأقل منطقية، لأنّ الأسد تخلّص من مخزون الأسلحة الكيميائية التي لا ينبغي أن يكون لها أي أثر في مستودعات الجيش السوري. ويشير السيناتور الروسي إلى اختيار توقيت الضربة، قائلاً إنها "وقعت بعد أيام قليلة فقط من تلقي إشارات من البيت الأبيض بإن مصير الأسد ونظامه لم يعد أولوية وأن الجهود يجب أن تنصّب على محاربة الإرهاب وإيجاد حل سياسي في سوريا". ويستنتج كوساتشوف أنّ أطروحة "عدم أولوية إسقاط الأسد غير موافق عليها سواء في البنتاغون أو في وكالة المخابرات المركزية"، لذا أوجدوا لترامب على الفور "أدلة دامغة" تثبت تورط دمشق في الهجوم الكيميائي. ويسأل المسؤول الروسي "كيف لا نتذّكر هنا قارورة كولن باول سيئة الصيت بمسحوقها الأبيض". ويقول عضو مجلس الاتحاد، إنّ صواريخ "كاليبر" الروسية سوف تستمر في ضرب الإرهابيين، وبالمقابل ستتساقط صواريخ كروز أميركية بين الفينة والفينة على القوات الحكومية السورية التي تخوض حرباً على الإرهاب. وختم كوساتشوف في تعليق نشره على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك "أخشى أنه بمثل هذا النهج فإن التحالف الروسي -الأميركي المرجو لمكافحة الإرهاب في سوريا الذي قيل عنه الكثير بعد وصول ترامب إلى الحكم قد وئد قبل ميلاده. كم كانت جيدة البداية، لكن، للأسف ترامب بدأ يشيد الجدار".