هل إيران هي الرابح الحقيقي من الكباش الأميركي - الروسي؟
الهجوم الأميركي على قاعدة الشعيرات السورية تلقته إيران على أنه رسالة من واشنطن لكل الأطراف التي تقاتل إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد بأن مهلة السماح التي منحتها الولايات المتحدة لكل المتورطين في الحرب السورية انتهت.
وقال علي هاشم في مقالته إن الهجوم الأميركي تلقته إيران على أنه رسالة من واشنطن لكل الأطراف التي تقاتل إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد بأن مهلة السماح التي منحتها الولايات المتحدة لكل المتورطين في الحرب السورية انتهت. ونقل عن مسؤولين في طهران أن الهجوم الصاروخي كان أقرب إلى مناورة سياسية منها إلى تغيير كامل في الاستراتيجية.
وقال مصدر عسكري في مركز قيادة حلفاء سوريا لـ"المونيتور" "إن الهجوم الأميركي كان خطوة سياسية"، مضيفاً أن البنتاغون أبلغ الروس بالغارة قبل حصولها مما منحهم فرصة تحذير السوريين وسمح لكلا الجانبين بإخلاء القاعدة قبل الهجوم". وقال المصدر "كان من الواضح أنه لم تكن هناك نية لقتل أحد إنما لإيصال رسالة إلى الروس".
ولفت الموقع إلى أن المسؤولين الروس والسوريين والإيرانيين عقدوا مشاورات هاتفية على مستوى رفيع في التاسع من نيسان/ أبريل، من خلال اتصال الرئيس الإيراني بنظيره السوري واتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس روحاني فضلاً عن الاتصالات التي جرت بين وزيري الدفاع الروسي والإيراني، مشيراً أيضاً إلى اتفاق بين مستشار الأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السوري علي مملوك حول تنسيق الخطوات.
وفي هذا السياق قال الأستاذ الجامعي في جامعة طهران محمد مرندي "إن الإيرانيين مقتنعون بأن الولايات المتحدة كانت تعرف مسبقاً أن لا علاقة للحكومة السورية أو الجيش السوري بالهجوم الكيميائي" لذلك "لم يريدوا تحقيقاً حيادياً وهاجموا القاعدة الجوية السورية من دون الخشية من تسرب أي مواد كيميائية".
ورأى مرندي أن "ترامب تحت ضغط كبير في الداخل بسبب العديد من النكسات ووسائل الإعلام العدائية. لذلك نفذ هذا الهجوم بما يثير إعجاب المؤسسة الأميركية والإعلام وبما يصرف الانتباه عن مشاكله".
من جهة ثانية قال "المونيتور" إن إيران دانت الهجوم الأميركي مباشرة بعد حصوله، بيد أن الإدانات لم تكن بمستوى الحدث. هنا يقول مسؤول إيراني رفض الكشف عن اسمه لكاتب المقال "إن الرسالة كانت موجهة للروس الذين هم من كانوا على تواصل مع واشنطن وينسقون معها"، مضيفاً أنه "لم يكن على طهران الرد بالنيابة عن موسكو. حين أعلن الروس موقفهم دعمناهم وسندعمهم بصفتهم حلفاءنا".
وأضاف المسؤول نفسه "إن وجهة نظرنا منذ البداية كانت بأنه من غير الحكمة المراهنة على سياسات ترامب. نحن نعتقد أن الرئيس الأميركي لا يملك خطة واضحة وأن ضربته مؤشر على ذلك" مضيفاً أن الإيرانيين على ثقة بأنه "دفع إلى ذلك من خلال مستشاريه العسكريين والأمنيين الذين يعملون حالياً على انخراط بلدهم مباشرة في الأزمة السورية". وتابع المسؤول أنهم كانوا يقومون بذلك بهدوء في شمال سوريا أما هنا فالرئيس الأميركي مجرد مسيّر"، متسائلاً عمّا إذا علم ترامب بأنه "في أعقاب الهجوم على قاعدة الشعيرات استفاد إرهابيو داعش من الضربة وهاجموا حقول النفط القريبة".