الهاجس الأمني يخيّم على مشهد الانتخابات في فرنسا

تناولت صحيفة "ليبراسيون" في افتتاحيتها عملية إحباط الهجوم الإرهابي في فرنسا قبل أيام من موعد الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى والتهديدات التي تلقاها ثلاثة مرشحين. أما صحيفة لوفيغارو فتحدثت عن وجود نوايا لدى عناصر متطرفة لاستهداف فرانسوا فيون. في حين واصلت مجلة لوكانار أنشينيه تركيزها على فيون أيضاً.

الشرطة الفرنسية تحبط هجوماً ارهابياً قبل أسبوع من موعد الانتخابات
خصصت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية افتتاحيتها الأربعاء للحديث عن إحباط الهجوم الإرهابي في فرنسا قبل أيام من موعد الانتخابات في دورتها الأولى، وأيضاً عن تهديدات تلقاها ثلاثة من المرشحين الرئيسيين، مشيرة إلى أن "داعش" والذين يتبنّون أفكاره يريدون الضغط على الفرنسيين من خلال بثّ الرعب. 

ولفتت "ليبراسيون" إلى أنه رغم ما جرى، امتنع المرشحون عن الاستفادة من هذه التهديدات لإنعاش حملاتهم باستثناء مارين لوبان التي أكدت أنها القادرة على حماية الفرنسيين، لكونها لن تتردد في اتخاذ تدابير تتعارض مع الحريات العامة. 

الصحيفة اليسارية انتقدت هذا الموقف معتبرة أن "الديمقراطية ليست عائقاً في مجال مكافحة الإرهاب"، بل لعلّها في كثير من الأحيان على عكس ذلك. 

لماذا فرانسوا فيون المرشح الأكثر كراهية لدى الجهاديين

استهداف فرانسوا فيون ليس أمراً مفاجئاً بالنسبة للمتخصصين في شؤون الجماعات الجهادية
الكاتب جورج مالبرونو في صحيفة "لوفيغارو" رأى أن وجود نوايا لدى عناصر متطرفة فرنسية باستهداف فرانسوا فيون ليس أمراً مفاجئاً بالنسبة للمتخصصين في شؤون الجماعات الجهادية. 

وفي هذا السياق نقل مالبرونو عن رومان كاييه المتخصص في شؤون "داعش" أنه خلال الحملة الانتخابية ظهر فيون من خلال خطابه المرشح الأكثر معاداة للتطرف السنًي حتى أكثر من مارين لوبان، فضلاً عن دفاعه عن مسيحيي الشرق وعدم معارضته لـ"حزب الله" اللبناني الذي يكرهه "الجهاديون".
   
ولفت مالبرونو إلى أن "بروباغندا" تنظيم داعش التزمت الصمت حيال الانتخابات الرئاسية الفرنسية خلال الأشهر الماضية. وفق كاييه فإن الأمر كان أكثر سهولة حين كان المقاتلون الفرنكوفونيون يسيطرون على إعلام التنظيم. في ذلك الوقت كانوا يهاجمون الجبهة الوطنية علماً أنهم كانوا يقرّون أحياناً أن مارين لوبان لا تريد التدخل في الشرق الأوسط أقله عسكرياً. 

"لوفيغارو" قالت إنه بالرغم من أن أجهزة الاستخبارات استبعدت حصول أي هجوم خلال الحملة، فإن المراقبين توقفوا عند عدم حصول أي عمل إرهابي، علماً أن اللقاءات الانتخابية التي يعقدها المرشحون تعدّ أهدافاً سهلة. وأشارت إلى أن الخطر لا يتأتى من داعش الذي يصارع من أجل البقاء في الموصل والرقة، بل من عناصره المحليين الذين يمكن أن يتحركوا حتى من دون أي أمر واضح.  

مكافحة النظام استراتيجية يتشاركها جميع المرشحين

فرانسوا فيون ومارين لوبان وجان لوك ميلانشون وإيمانويل ماكرون
أما صحيفة "لوموند" إن المرشحين الأربعة الرئيسيين فرانسوا فيون ومارين لوبان وجان لوك ميلانشون وإيمانويل ماكرون أعلنوا في لحظة أو في أخرى أنهم ضدّ النظام، لكن مكافحة المنظومة القائمة أو "antisystème" باءت كل المحاولات لتعريفها لكون كل مرشح يعبّر عنها وفقاً لهواجسه الخاصة. 
 
وقالت الصحيفة نفسها إن الأمر يتعدّى كونه مجرد مفهوم سياسي إلى محرك من شأنه التعبئة ضدّ أعداء معلنين، مشيرة إلى أن دونالد ترامب في الولايات المتحدة ومؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي استخدموا هذا الأسلوب على نحو كبير. 

وأضافت "لوموند" أن المرشحين قدموا خلال هذه الحملة اقتراحات عملية لترميم المؤسسات، لكن إيمانويل ميلانشون هو الذي يذهب أبعد من الآخرين في طرحه تخفيض عدد النواب، ومنعهم من توظيف أفراد في عائلاتهم أو حتى تقاسم الغنائم على مستوى المناصب في الإدارات العامة.  

فيون يوظّف سراً صحافياً لكتابة خطاباته

مجلة لوكانار أونشينيه
أما مجلة "لوكانار انشينيه" فواصلت تركيزها على مرشح الجمهوريين فرانسوا فيون، وكشفت في عددها الأسبوعي أن فيون وظّف سراً الصحفي والكاتب في مجلة "ماريان" جوزيف ماسي سكارون من أجل كتابة خطاباته وتدعيمها. 

ونقلت المجلة عن مصدر في "ماريان" أن ماسي سكارون أبلغ الإدارة أنه سيترك العمل وأنه متوقف منذ ثلاثة أسابيع عن كتابة مقالته الأسبوعية. الصحفي المذكور نفى أن يكون موظفاً لدى الشركة المعنية بالحملة الإعلامية لفيون، لكنه رفض التعليق على وجود تعاون بينه وبين مرشح اليمين.