صحف غربية: تحرير الموصل لا يعني نهاية داعش
الصحف الغربية ترى أن هزيمة داعش في الموصل وتحرير المدينة لا يعنيان نهاية التنظيم الذي اكتسب بعداً عالمياً وبات فكراً ملهماً لمنفذي الهجمات الإرهابية في العالم.
وتحت عنوان "داعش المنهار لكن القوي يعود إلى جذوره المتمردة" كتبت الصحيفة أن "إعلان ما يسمى دولة الخلافة كان محطة هامة لمقاتلي داعش المتطرفين. استعراضهم للعنف وايديولوجيتهم المروّعة ساعداهم على السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق وجذبا إليهم جحافل من المقاتلين الأجانب وأنشأوا إدارة قائمة على البيروقراطيين والمحاكم وآبار النفط. الآن دولتهم هذه تنهار.
ونقلت الصحيفة عن حسن حسن الباحث في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن قوله أن ما جرى هو بمثابة "ضربات كبيرة لداعش لأن مشروع بناء الدولة قد انتهى، وليس هناك دولة خلافة بعد الآن، بما من شأنه تراجع الدعم والمجنّدين في صفوف التنظيم" لكن "داعش أضحى اليوم منظمة عالمية وقيادته وقدرته على النمو مرة أخرى لا تزال موجودة".
الصحيفة لفتت إلى أن الأمر لا يقتصر على فكر داعش بل أيضاً وجوده الميداني في العراق، حيث قالت "بالرغم من فقدان داعش سيطرته على المدن الرئيسية لا يزال من المبكر القول إن داعش أضحى بلا مأوى" مشيرة إلى استمرار سيطرته على تلعفر والحويجة وبلدات أخرى وجزء كبير من محافظة الأنبار.
من جهته كتب باتريك كوكبرن في آخر مقالاته من العراق عن
الاعلان الرسمي الوشيك لتحرير الموصل ونقل عن مراقبين عراقيين أن الأمر
"سيستغرق يومين أو ثلاثة لكن لدى الحكومة كل الحق في القول إن المعركة الكبرى
في الحرب ضدّ داعش انتهت فعلياً".
الكاتب في صحيفة "اندبندنت" البريطانية نقل مشهد الاحتفالات بتحرير
المدينة لكنه قال إنه بالرغم من انتصار القوات المسلحة العراقية إلا أن هذا لا
يعني أن داعش انتهى حيث شنّ هجمات مضادة خارج الموصل أحدها في ناحية القيارة جنوب
المدينة في 5 تموز/ يوليو حيث سيطر 160 من مقاتلي داعش على أربع قرى.
وتابع الكاتب أن داعش استشرف منذ وقت طويل خسارته للمدينة وزرع خلايا نائمة
ومقاتلين يمكن أن يخوضوا الحرب، مشيراً إلى وجود مخاوف في المناطق المحررة من عناصر داعش الذي قد يكونوا حلقوا ذقونهم
وبدلوا ملابسهم بحيث لا يمكن تحديدهم.
وقال كوكبرن إن من بين الأسباب التي أطالت معركة الموصل محدودية عديد القوات
القتالية الفعالة مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من المعركة خاضها جهاز مكافحة
الإرهاب وشعبة الطوارئ والشرطة الفيدرالية الذين بلغ عددهم جميعاً أقل من 10 الاف
رجل.
وتابع الكاتب أن الحكومة تعاني من صعوبة في إحكام سيطرتها على المناطق المحررة
بسبب العدد المحدود للقوات المقاتلة مشيراً إلى أن داعش عانى من هزيمة كبيرة في
الموصل لكنه سيكون قادراً على البقاء على قيد الحياة والقتال مجدداً.