تقرير سرّي للأمم المتحدة يتهم التحالف السعودي بقتل مئات الأطفال اليمنيين
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تكشف عن مسوّدة تقرير للأمم المتحدة يتهم التحالف السعودي بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من خلال استهدافه الأطفال في اليمن مما يعرض التحالف لوضعه على القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال. الأمر الذي دفع السعودية لتجنيد الدعم الأميركي في محاولة لحثّ الأمم المتحدة على التراجع عن نشر التقرير.
وجاء في مسوّدة التقرير أن "التحالف السعودي ارتكب "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان ضد الأطفال العام الماضى، مما أسفر عن مقتل 502 طفلاً وإصابة 838 آخرين" وأن "قتل الأطفال وتشويههم ما زال أكثر الانتهاكات انتشاراً لحقوق الأطفال في اليمن". وأشارت المجلة الأميركية إلى أنه "أكثر من نصف المصابين بالهجمات الجوية في الفترة التي شملها التقرير هم من الأطفال الذين قتل منهم 349 طفلاً على الأقل وأصيب 333 آخرون". وقالت مصادر للمجلة "إن التحالف الذي تقوده السعودية هو القوة الوحيدة في اليمن التي تمتلك طائرات ومروحيات حربية، مما يزيد حتمال مسؤوليتها عن هذه الأعمال".
ونقلت "فورين بوليسي" عن مصادر أن معدة التقرير فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالنزاعات المسلحة والأطفال، أبلغت كبار مسؤولي الأمم المتحدة أنها تنوي التوصية بوضع التحالف السعودي على القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال.
وأمام هذا الواقع حثّ مسؤولون سعوديون سرّاً الأمم المتحدة على إجراء محادثات على مستويات عالية جداً قبل نشر التقرير كما جنّدوا الولايات المتحدة التي طالبت الأمم المتحدة بعدم إدراج التحالف السعودي وضغطت عليها من أجل إدراج الدول المسؤولة مباشرة عن هذه الجرائم على نحو فردي. لكن وفق مسؤولين فإن هذا الأمر معقد لأن التحالف لا ينشر معلومات حول أي من مشاركات دول التحالف في عمليات محددة.
وسيتعين على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتخاذ القرار بعد أن يعلن التقرير النهائي
في وقت لاحق من هذا الشهر مما يعني أنه أمام معضلة صعبة: فإما أن ينتقد التحالف السعودي مع ما يعنيه ذلك من إثارة مواجهة مع إحدى أكثر الحكومات العربية تأثيراً فى الأمم المتحدة. وإما أن لا يتصرف وعندها سيواجه اتهامات
بتقويض التزام الأمم المتحدة بحقوق الإنسان.
يذكر أن غوتيريش سعى في شباط/ فبراير الماضى إلى ايجاد حلّ وسطي، مقترحاً على كبار مستشاريه أن تؤجل الأمم المتحدة نشر التقرير من 3 إلى 6 أشهر للسماح للتحالف بتحسين سلوكه. بيد أن مكتب محامي الأمم المتحدة الخاص بالأطفال يخشى من أن يعرّض هذا التأخير الأمم المتحدة للانتقاد.
وقالت غامبا إن التقرير النهائي الذى ما زال قيد النقاش مع مختلف مكاتب الأمم المتحدة و"لم يتم وضع اللمسات الأخيرة عليه" لافتة إلى أن لا قراراً نهائياً حتى الآن بشأن الدول التى ستدرج على القائمة السوداء. ونفت غامبا علمها بالمحاولات التى تقوم بها الولايات المتحدة لمعارضة إدراج التحالف السعودي كما لم تؤكد أو تنفِ المعلومات بشأن توصيتها بإدراج التحالف السعودي في القائمة.
المجلة الأميركية قالت إن البعثة السعودية في الأمم المتحدة رفضت التعليق على هذه المعلومات.