ما التحديات التي تنتظر الرئيس اللبناني الجديد؟
يطرح موقع المونيتور التحديات الداخلية والخارجية التي تنتظر الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون والمواقف المختلفة والوسائل التي قد يستخدمها وما هي آثارها على لبنان.
انطلاقاً من نجاح ميشال عون في الوصول إلى
سدّة الرئاسة بتاريخ 31 تشرين الثاني/أكتوبر الماضي، من خلال تأمين دعم الخصمين السياسيين
في الحكومة ومجلس النواب، حزب الله المدعوم من إيران وتيار المستقبل المدعوم من
السعودية، تطرح قضية تنظيم العلاقة بينهما والمحافظة عليها في ظل كل التحديات
كقضية أساسية يجب ان يعرف الرئيس الجديد كيفية التعاطي معها.
وسيخوض عون معركة شرسة للوصول إلى حلّ بما يخص موقف لبنان من الأزمة السورية، وبرغم أنه أشار أثناء إلقائه القسم
الدستوري بعد انتخابه رئيساً عن ضرورة فصل لبنان عن الصراعات الخارجية إلا أنه
تحدّث عن ضرورة مكافحة الإرهاب واعتماد تدابير وقائية ودفاعية.
فصل لبنان عمّا يدور في المنطقة هو نهج كافٍ
لطمأنة الجهات السياسية المعارضة لمشاركة حزب الله في الحرب السورية، وفي حال
اتخذه عون، سيؤدي ذلك الى تخفيف الضغط الدولي عليه من جهة والى توتر
علاقته مع حليفه الرئيسي حزب الله من جهة أخرى، وبالتالي ستؤثر أيضاً
على الاستقرار السياسي الداخلي.
أمّا الإحتمال الآخر الذي قد يتخذه عون، وهو التزامه بموقفه السابق بالوقوف إلى جانب حزب الله في دعمه للنظام السوري، وتطبيق ما تحدث عنه حول مكافحة الإرهاب واتخاذ تدابير دفاعية استباقية، وهو ما سيؤدي حتماً إلى إثارة فتنة مع الحريري، الذي اختير في 2 تشرين الثاني/نوفمبر من قبل غالبية أعضاء البرلمان ليكون رئيس الوزراء الجديد وسيكون لذلك انعكاسات وخيمة على الرئاسة والبلاد، ناهيك عن الآثار الإقليمية والدولية".
ويطرح كاتب المقال الزميل علي هاشم تساؤلاً حول ماذا سيفعل الرئيس الجديد إذا ما ازداد الصراع السعودي-الإيراني في لبنان؟ مشيراً إلى أن النهج الأسهل الذي قد يتخذه الرئيس عون هو "تجاهل الأحداث، ولكن ذلك لم يثبت فعاليته ولا حتى ضرره في الماضي"، مقدّماً على ذلك دليل عدم وجود موقف لبناني حول إحراق السفارة السعودية في طهران بعد إعدام الشيخ المعارض نمر باقر النمر.
أمّا في ما يخص موقف لبنان مع محاولات المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الأخرى فرض عقوبات على حزب الله وعزله، يذكر هاشم بسياسة النأي بالنفس التي اتخذها رئيس الوزراء السابق تمام سلام، بالإضافة الى رفض وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق خلال شهر آذار/مارس الماضي بيان مشترك لوزراء الداخلية العرب يصنّف حزب الله كمنظمة إرهابية. طارحاً تساؤل حول ما اذا كان الرئيس الجديد سيتعامل بالطريقة نفسها التي تصرفت بها الحكومة السابقة؟ أم أنه سيتخذ موقفاً مختلفاً؟
وتعتبر أزمة اللاجئين السوريين في لبنان من أكثر الأزمات إلحاحاً، وبالتالي من الأولويات الأساسية للرئيس الجديد. خاصةً مع تحذير وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، المقرب من عون، في عدة مناسبات من "مؤامرة" للحفاظ على اللاجئين السوريين في لبنان. سيكون أمام عون حلاً من إثنين، إمّا العمل على جمع أموال لتلبية احتياجات اللاجئين أو ايجاد أساليب لتقليل حجمها. معتبراً أنه من المتوقع أن يرمي عون الكرة في سلّة المجتمع الدولي، إمّا من خلال طلب التمويل لجمع النفقات التي يحتاجها اللاجئون، أو من خلال العمل على الإسراع في توطين اللاجئين في بلدان أخرى، أمّا الخيار الآخر يكمن في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يقوم على استيعاب بعض اللاجئين في مناطق آمنة داخل سوريا.
وستكون من مسؤوليات الرئيس الجديد أيضاً الحفاظ على الأمن على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة. وبالرغم من الهدوء الذي يسيطر على المنطقة منذ سنوات، مع بعض المناوشات العرضية، الا أن ذلك لا يعني أن هذا الهدوء سيدوم الى الأبد. مشيراً الى حديث عون في خطاب تنصيبه عن "تقديم كل الجهود والسعي للمقاومة ولتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة المتبقية وحماية بلدنا من العدو الذي لا يزال يطمع بأرضنا ومياهنا ومواردنا الطبيعية"، الذي يعتبر من حيث المبدأ ليس موضع خلاف، لكن في حالة وقوع اي حدث خطير على الحدود "سوف يضطر الرئيس إلى اتخاذ قرارات صعبة قد لا تتناسب مع حلفائه القدامى والجدد".
ويُختم المقال بضرورة أن يزن الرئيس عون مواقفه بحكمة، خاصة التي ترتبط بعلاقاته مع حليفه القديم حزب الله وحليفه الجديد تيار المستقبل، مع الإشارة إلى أنّه سيكون على الرئيس الجديد العبور في "حقل من الالغام"، وأنّ خطأه الأول قد يكون هو الخطأ الأخير. "قد حقق حلم عون بالرئاسة، ولكن هذا الحلم يمكن أن يتحوّل الى كابوس اذا كان سيتعثر في أي خطوة حساسة أمامه"، يقول هاشم.