هل ينهي ترامب دور المخابرات الوطنية الأميركية؟

بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر في أميركا جرى استحداث مكتب المخابرات الوطنية التي استقال مديره جايمس كلابر قبل أيام. اليوم مع توالي التعيينات في فريق الرئيس الأميركي الجديد يجري الحديث عن خطط لدى ترامب لإنهاء دور هذا المكتب وإلغاء منصب مديره والانقلاب من جهة ثانية على إصلاحات قام بها مدير "سي آي ايه" جون برينان.

مدير المخابرات الوطنية جايمس كلابر استقال من منصبه بعيد فوز ترامب
كشف موقع "ذي انترسبت" أن فريق الأمن القومي التابع للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يناقش خططاً لإلغاء مكتب المخابرات الوطنية الذي أنشئ في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول. وتأتي هذه التقارير في أعقاب استقالة مدير المخابرات الوطنية جايمس كلابر من منصبه الخميس الماضي.
ونقل الموقع عن أحد مستشاري ترامب ومسؤول استخباراتي سابق أن فريق الأخير  اجتمع في الأيام الماضية لوضع خطط من أجل إلغاء هذا المكتب والنظر في كيفية ضم أقسامه إلى وكالات الاستخبارات الفيدرالية الستة عشر. وفي حال تمت إعادة الهيكلة فإن ذلك سيلغي القانون الذي أقرّه الكونغرس عام 2004 ويفكك أكبر بيروقراطية استخبارية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتي كانت أوصت بإنشائها لجنة الحادي عشر من أيلول.   
ووفق المسؤول الاستخباراتي السابق فإن فريق الأمن القومي يعتقد أن الجهد من أجل تحقيق ذلك سيكون فوضوياً وسيستغرق وقتاً طويلاً لكنه سيكون ناجحاً في نهاية المطاف. وأضاف المسؤول الذي يؤيد الاقتراح أن منصب مدير المخابرات الوطنية لم يكن يوماً حلاً لهجمات الحادي عشر من أيلول، قائلاً "لطالما كان من السذاجة الاعتقاد أنه يمكن اصلاح الاستخبارات الأميركية". ولفت إلى أنه "من المستحيل الحصول على معلومات استخبارية مئة بالمئة أو إجهاض كل مؤامرة إرهابية أو تسلسل كل خلية الإرهابية. سيكون هناك دائماً ثغرات".
ورفض مكتب مدير المخابرات الوطنية التعليق على هذه المعلومات لكن مصدراً مقرّباً من كلابر قال إن الأخير لم يكن على علم بخطط فريق ترامب الانتقالي.

وبحسب الموقع الأميركي فإن فريق ترامب يرى في إزالة المكتب فرصة لإعادة تنظيم بقية أقسام المجتمع الاستخباراتي، مشيراً إلى أنه يبحث أيضاً قلب الهيكلة الجديدة لوكالة الاستخبارات المركزية بقيادة مديرها الحالي جون برينان.    

وكان برينان أعاد هيكلة "سي آي ايه" العام الماضي من خلال إزالة الجدار الفاصل بين المحللين والعملاء واضعاً إياهم إلى جانب بعضهم البعض بدلاً من الوحدات الجغرافية التي كانوا يتوزعون عليها. وجاءت إعادة الهيكلة هذه بعد انتقادات داخل الوكالة لمركز مكافحة الإرهاب الذي أصبح الفرع المهيمن عليها بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر حيث اشتكى المنتقدون من أنه أضعف المهارات الأساسية للوكالة والتجسس البشري واستبعد مسألة الخبرة. وقال برينان آنذاك إن الخطوة سمحت للوكالة بأن تعكس على نحو أفضل التغييرات على مستوى التهديدات العالمية بما في ذلك الفضاء الإلكتروني. 
يذكر أن ترامب عيّن مايك بومبيو مديراً لـ"سي آي ايه" لكن من غير الواضح ما إذا كان الأخير يدعم الانقلاب على إصلاحات برينان وما إذا كان ذلك أحد شروط قبوله بهذا المنصب. 

في غضون ذلك ذكرت تقارير إعلامية أن ترامب يعتزم تعيين مايكل روجرز مدير مكتب الأمن القومي على رأس أجهزة الاستخبارات الأميركية السبعة عشر في ظل مطالبات بإقالته من منصبه تقدّم بها وزير الدفاع أشتون كارتر ومدير المخابرات الوطنية جايمس كلابر.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادرها أن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما "يفكر في إقالة روجرز من منصبيه على رأس وكالة الأمن القومي والوحدة المكلفة الحرب المعلوماتية في وزارة الدفاع بعد انتقادات وجهها إليه مسؤولون كبار بشأن السرعة التي تحرك فيها ضد تنظيم داعش وبشأن تسريبات متكررة للكثير من المعلومات السرية للغاية". 

من جهة أخرى، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن لقاء روجرز الخميس مع ترامب في نيويورك "بدون إبلاغ رؤسائه مسبقاً"، شكل "خطوة غير مسبوقة لعسكري رفيع المستوى" و"سبب استياء على أعلى مستوى في الإدارة الأميركية" بيد أن وزارة الدفاع الأميركية رفضت التعليق على هذه المعلومات.