في الوقت الذي تصل فيه معركة حلب إلى المرحلة النهائية يبدو أن المسؤولين الأوروبيين اقتنعوا بأن مطالبهم السابقة بإسقاط الأسد غير واقعية وسط شعور متزايد بأنه جرى تهميش أميركا كشريك غربي في المفاوضات.
بدلاً من ذلك قدمت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني مقترحات جديدة لقادة المعارضة في اجتماع عقد قبل أسبوعين مع عرض بتقديم مساعدات واستثمارات لجميع الأطراف.

وتتضمن المقترحات نقل السلطة إلى المحافظات السورية بما يسمح لقوات المعارضة المعتدلة الاندماج في القوات الأمنية المحلية، وبقاء مؤسسات الدولة المركزية وإن تحت رقابة ديمقراطية أكثر في نهاية المطاف، دون أن تأتي المقترحات على ذكر مستقبل الأسد. 

وقال مصدر مقرّب من المعارضة إن ما أرادته موغريني هو تقديم خطة الاتحاد الأوروبي على أنها الحل للصراع، مضيفاً هناك عملية انتقالية لكن التفاصيل مبهمة. في المقابل في حال قبلت كل الأطراف بما يقوله الاتحاد الأوروبي سيكون هناك وعاء ضخماً من المال. وأكد دبلوماسيون أوروبيون الخطوط العريضة للمقترحات.

إن الهزيمة الوشيكة للمسلحين في حلب دفعت بجميع الأطراف إلى تكييف أوضاعها مع المستجدات. والتقى ممثلون عن المسلحين مسؤولين روس في تركيا هذا الأسبوع بشكل منفصل عن المعارضة السياسية الخارجية أو داعميهم الخليجيين والأميركيين. هؤلاء اقترحوا القبول باقتراح الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات في مقابل طرد المقاتلين المحسوبين على جبهة فتح الشام، فرع القاعدة سابقاً المعروفة بـ"جبهة النصرة".

ومن غير الواضح ما هي الحوافز التي يمكن أن تجعل النظام يقبل بمقترحات الاتحاد الأوروبي خصوصاً الآن حيث يعتقد بأنه ربح الحرب. مع ذلك فإن المتمردين تعهدوا بمواصلة القتال كما أن لديهم إدلب التي تجاور تركيا الممر الرئيسي لتزويدهم بالسلاح، والتي لا يمكن محاصرتها بسهولة.

وهدد عدد من الجماعات المسلحة اللجوء إلى تكتيكات حرب العصابات من قبيل تفجير السيارات المفخخة.