"نيوزويك": توقيف 7 أميركيين مسلحين في دبي بطائرة خاصة متوجهة إلى أفغانستان
أفادت التقارير أن المسلحين الأميركيين الذين أوقفوا في مطار دبي قد خططوا لمساعدة جهود الإجلاء في أفغانستان.
كشفت مجلة "نيوزويك" الأميركية في تقرير حصري لها عن برقية لوزارة الخارجية الأميركية تفيد سبعة مدنيين أميركيين مسلحين كانوا يحاولون شق طريقهم إلى أفغانستان عبر الإمارات العربية المتحدة اعتقلوا في 31 آب / أغسطس الماضي.
وقالت البرقية التي اطلعت عليها "نيوزويك" ونقلها إلى العربية "الميادين نت" إن مجموعة المواطنين الأميركيين اعتقلوا الثلاثاء الماضي وأفرجت عنهم الشرطة الإماراتية بكفالة في مطار دبي الدولي بعد أن "وصلوا على متن طائرة خاصة تحمل أسلحة نارية".
وجاء في البرقية أن التقارير أفادت "أن الركاب خططوا لمساعدة جهود الإجلاء في أفغانستان ولكن لم يكن لديهم خطط سفر معتمدة بعد ذلك"، مضيفة أن القنصلية الأميركية العامة في دبي "تتواصل مع السلطات بشأن هذه القضية".
وذكرت البرقية أنه بحلول منتصف ليل 31 آب / أغسطس الماضي، غادرت آخر طائرة عسكرية أميركية أفغانستان، مما يشير إلى نهاية جهد حربي استمر عقدين وإخلاء فوضوي شمل كلا من المسؤولين الأميركيين وعشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم أفغان، ممن عملوا مع حكومة الولايات المتحدة طوال الصراع.
وقالت "نيوزويك" إنه حتى بعد أن انتهى الإخلاء الأميركي، يبدو أن البعض كان على استعداد لتولي زمام الأمور بأيديهم.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية للمجلة اعتقال هؤلاء الأميركيين. وقال متحدث باسم الوزارة: "نحن على علم بتقارير عن مواطنين أميركيين اعتقلوا ثم أطلق سراحهم في دبي. عندما يتم احتجاز مواطن أميركي في الخارج، فإننا على استعداد لتقديم جميع الخدمات القنصلية المناسبة. نظراً لاعتبارات الخصوصية، ليس لدينا أي تعليق آخر حالياً".
كما أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه تم إطلاعهم على الوضع. وقال متحدث باسم المكتب لـ"نيوزويك": "مكتب التحقيقات الفيدرالي على علم بالأمر ولكن ليس لديه تعليق آخر في هذا الوقت".
ولم ترد سفارة الإمارات في واشنطن على طلب "نيوزويك" للتعليق.
وقوبلت أخبار هذه القضية برد صارخ من النائب الأميركي ريتشي توريس من نيويورك، نائب رئيس لجنة الأمن الداخلي، الذي قال إنه يجب التحقيق مع المجموعة بسرعة لتحديد ما كانوا يخططون للقيام به بالضبط وما إذا كانت لديهم علاقات أم لا بالمجموعات الهامشية المحلية المتطرفة.
وقال توريس في تصريحات أرسلها إلى "نيوزويك" إن "محاولة مسلحين أميركيين دخول أفغانستان لأسباب غير معروفة أمر يدعو للقلق. يجب على وزارة العدل التحقيق في هوية هؤلاء الأشخاص، وما هي نواياهم ودوافعهم، وما هي الروابط، إن وجدت، التي تربط هؤلاء الأفراد بالتطرف هنا في الوطن".
وقد حذر المطلعون على الجهود الدبلوماسية غير المستقرة الجارية بين واشنطن وحركة طالبان، الخصم التاريخي، من أن الإجراءات غير المصرح بها من قبل المواطنين أو الجماعات الأميركية قد تلحق المزيد من الضرر.
وقال أحد كبار مسؤولي إنفاذ القانون المنخرطين في مكافحة الإرهاب والاستخبارات، والذي رغب في عدم الكشف عن هويته، لمجلة نيوزويك إن مثل هذه الأنشطة تمثل "خطراً على العمليات ومصادر المعلومات الموجودة". وأضاف: "يمكن أن يقوّض ذلك علاقات الاتصال التي يمكن أن تكون هشة في تلك المنطقة".
وقال المسؤول إن السبعة وغيرهم ممن قد يحاولون أن يحذوا حذوهم قد يثيرون اهتماماً غير مرغوب فيه من الدول الأجنبية، مما يزيد من تعقيد المسعى المستعصي بالفعل للتنسيق مع "طالبان" والدول الأخرى القريبة والبعيدة.
وأوضح المسؤول أن من المحتمل أن يواجه هؤلاء الاعتقال في الولايات المتحدة، وأن معالجة الأمر ستبدأ، وسيتحرك الجهاز الدبلوماسي الأميركي بهدوء لتحقيق نتيجة إيجابية.
وقالت المجلة إن هذه الدبلوماسية شائكة بشكل خاص بالنظر إلى تعقيد العلاقات الأميركية مع أفغانستان الآن في أعقاب استيلاء "طالبان" على السلطة. فقد أقرت إدارة الرئيس جو بايدن بالعمل مع "طالبان" بصفتها سلطات الأمر الواقع في البلاد، لكن لا واشنطن ولا أي قوة عالمية أخرى أقامت علاقات رسمية مع الإمارة الإسلامية.
وأشارت المجلة إلى أن هذا الحادث قد يتسبب في حدوث مشكلات دبلوماسية وقانونية، خاصة وأن بعض العاملين بصفتهم منظمات خاصة في جميع أنحاء الجسر الجوي الأميركي من مطار حامد كرزاي الدولي في كابول الذي انتهى في 31 آب / أغسطس تم الكشف عن أنهم من احتياطيي الجيش الأميركي. فبالنسبة لأفراد القوات المسلحة الأميركية، حتى أولئك الذين ليسوا في الخدمة الفعلية، فإن القبض عليهم وهم يقومون بمثل هذه العمليات غير المشروعة يمكن أن تكون له آثار خطيرة على تصريحهم الأمني العسكري.
وأشارت المجلة إلى أن من الخسائر المحتملة الأخرى لهذه المغامرات سمعة المنظمات الخاصة الأخرى التي تقوم بوسائل مشروعة للمساعدة في تسهيل خروج أولئك الذين يسعون إلى الفرار من أفغانستان. هذه الجماعات، التي تضم العديد منها قدامى المحاربين الأميركيين الذين خدموا جنباً إلى جنب مع المترجمين والأفراد الأفغان، تتعرض الآن لخطر من مجموعات غير رسمية، وأحياناً مسلحة، في بلد تمتلك فيه الولايات المتحدة بالفعل تاريخاً مضطرباً في استخدام مقاولي الدفاع.
نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم