"ناشونال انترست": كيف تعزز برامج التدريب الخارجية الأميركية الدفاع الوطني
من الضروري أن تستفيد الولايات المتحدة من برامج التدريب والفرص والتمارين الحالية مع الحلفاء والشركاء لتعزيزها وتوسيعها في مواجهة المنافستين، الصين وروسيا.
كتب الكولونيل السابق في القوات الجوية الأميركية كريستوفر مولدر، وهو باحث عسكري كبير في مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن التابع للمجلس الأطلسي، مقالة في مجلة "ذا ناشونال انترست" الأميركية رأى فيها أن على الولايات المتحدة أن تستفيد من فرص برامج التدريب المشتركة مع الحلفاء والشركاء لتعزيز مصالحها.
وقال الكاتب: تخيل عالماً حيث يمكن لطالب بريطاني أن يركب طائرة نفاثة مملوكة لألمانيا ويتم توجيهه من قبل طيار مدرب يوناني في قاعدة أميركية في الولايات المتحدة. في حين أن هذا قد يبدو بعيد المنال أو خيالياً، إلا أنه واقع برنامج ENJJPT في قاعدة شيبارد الجوية، في تكساس.
وأضاف: بصفتي مدرب طيران سابقاً وقائد سرب دعم العمليات في برنامج تدريب الطيارين النفاث المشترك بين أوروبا وحلف الناتو (ENJJPT)، يمكنني أن أشهد أن الاستثمار في برامج التدريب الأجنبية كجزء من استراتيجية دفاع وطنية قوية يستحق الالتزام بالموارد. يعزز التدريب معاً في بيئة متعددة الجنسيات العلاقات الحليفة والمحلية، ويعزز العمليات متعددة الجنسيات، ويبني قابلية التشغيل المشترك، ويكسر الحواجز الثقافية، وتنتج عنه القدرة المستقبلية على الاستفادة من المزايا النسبية لحلفائنا وشركائنا.
فخلال زيارته الأولى لوزارة الدفاع الأميركية - البنتاغون، كلف الرئيس الأميركي جو بايدن الجيش الأميركي بـ"الدفاع عن المصالح الحيوية (للبلاد) وردع العدوان والقتال والفوز". وتخطط إدارته للاعتماد بشدة على الحلفاء والشركاء في التحديات الحالية والمستقبلية، مع التركيز على برامج التدريب الأجنبية كجزء من الحل السياسي الأوسع لتعزيز العلاقات القائمة وبناء علاقات جديدة. ورأى الباحث أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى حلفاء وشركاء لمواجهة منافستيها من القوى العظمى، الصين وروسيا، والتهديدات غير التقليدية مثل الأوبئة، وحرب المنطقة الرمادية. لذلك، يجب على الولايات المتحدة الاستفادة من ميزة التدريب التي سعى إليها أسلافنا بعناية لضمان أن الجيش الأميركي مستعد للرد. يجب أن نوسع فرص التدريب هذه بأهداف قوية للولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا لتحقيق هذا التوجّه بأفضل الممكن. يجب على الإدارة الأميركية أن تدرج التدريب الأجنبي، بجميع أشكاله وأحجامه، كركيزة فرعية رئيسية لاستراتيجية الدفاع الوطني المقبلة.
وقال الكاتب إنه نظراً لأن المنظمات واللجان توصي وتخصص موارد كبيرة للتكنولوجيا الناشئة والتأكيد عليها داخل مجلس الأمن القومي الأميركي، فإن دمج الذكاء الاصطناعي والتدريب الفضائي جنباً إلى جنب مع الحلفاء والشركاء لمواجهة التأثير التكنولوجي للصين أمر لا بد منه. سيؤدي هذا التدريب إلى كسر الحواجز من خلال تحدي معايير التصنيف القديمة، وفتح آفاق جديدة للشركاء.
وأضاف أنه يجب أن تشارك وزارة الدفاع ووكالة التعاون الأمني الدفاعي مع وزارة الخارجية لتحديد فرص التدريب الإضافية التي تعزز المصالح الأميركية. الإشارة الوحيدة إلى التدريب في "استراتيجية الدفاع الوطني" الحالية هي: "سوف نتدرب على المهام القتالية المتطورة في تحالفنا، التدريبات الثنائية والمتعددة الجنسيات".
ورأى الباحث أنه يجب أن تشمل استراتيجية الدفاع الوطني لإدارة بايدن التدريب والتمارين الأجنبية باعتبارها ركيزة فرعية أساسية متداخلة تحت ركيزة الحلفاء والشركاء. يمكن أن تتضمن الركيزة الفرعية إشارات إلى فرص التدريب المتزايدة من خلال نمو متواضع على أساس سنوي حتى عام 2025 لزيادة القدرات والقدرة وقابلية التشغيل البيني لردع الصين وروسيا والجهات "الخبيثة" الأخرى. ولتمويل تدريبات وتمارين إضافية، يجب أن تخصص مبادرة الردع في المحيط الهادئ لقانون تفويض الدفاع الوطني للعام المالي 2022 موارد إضافية إلى الركيزة الفرعية للتدريب على إدارة الأمن الوطني.
وخلص الكاتب إلى أنه من الضروري أن تستفيد الولايات المتحدة من برامج التدريب والفرص والتمارين الأجنبية الحالية من خلال تقويتها وتوسيعها. ولا بد من ظهور فرص جديدة مع استقطاب الحلفاء والشركاء من قبل الولايات المتحدة للتخفيف من النشاط الشائن للصين وروسيا. وقال: دعونا نستغل ميزة "القيادة بالدبلوماسية" من خلال التدريب جنباً إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا في الأساليب التقليدية وغير التقليدية. لقد قطع فيروس كورونا شراكات التدريب الأجنبية وتسبب في توتر العلاقات بشكل عام. مع خروج العالم من سبات "كوفيد"، يجب على الولايات المتحدة تسخير ميزة التدريب الاستراتيجي من خلال تقنينها في استراتيجية الدفاع الوطني. سيؤدي تبني عقلية قوية لبرنامج التدريب الأجنبي، كما هو موضح في شمال تكساس في برنامج ENJJPT، إلى توسيع وتعزيز ميزة التدريب الاستراتيجي التي تتمتع بها الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها وشركائها ، على منافسينا الكبار.
وختم بالقول: "يجب علينا جميعاً أن نبحث عن الفرص الناشئة لتقوية العلاقات والشراكات والقدرات وإمكانية التشغيل البيني التكنولوجي، فبرامج التدريب الأجنبية مكان رائع للبدء.
نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم