استنكار فلسطيني لمزاعم مدير "الأونروا" حول "دقة" القصف الإسرائيلي
ذكر تقرير تلفزيوني إسرائيلي أن تدمير الأبراج السكنية الفلسطينية كان وسيلة لتنفيس الطياريت الإسرائيليين عن إحباطهم لفشلهم في منع الفصائل الفلسطينية من إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.
-
مدير وكالة الأونروا، ماتياس شمالي، منحاز إلى العدوان الإسرائيلي على غزة.
أدانت منظمات المجتمع المدني الفلسطينية وحركتا حماس والجهاد الإسلامي التصريحات التي أدلى بها مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حول القصف الإسرائيلي الذي استمر 11 يوماً لقطاع غزة المحاصر بعد أن وصفها بأنها نُفِّذت "بحرفية" و"دقة"، بحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
وكان ماتياس شمالي، مدير عمليات وكالة الأونروا في قطاع غزة، صرّح للقناة 12 الإسرائيلية يوم الأحد الماضي: "أنا لست خبيراً عسكرياً، ولكن من وجهة نظري كانت هناك دقة عالية في قصف الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الـ11 الماضية". وأضاف: "نعم، لم يضربوا، مع بعض الاستثناءات، أهدافاً مدنية، لكن ضراوة تلك الضربات وشدتها كانت محسوسة بشدة".
وتابع شمالي: "قتل أكثر من 60 طفلاً، كان 19 منهم يذهبون إلى مدارس الأونروا. لذلك أعتقد أن الدقة كانت موجودة ولكن كانت هناك خسائر غير مقبولة وغير محتملة في الأرواح على الجانب المدني".
وقالت حركة حماس في بيان إنها "صُدمت بتصريحات شمالي للقناة 12 الإسرائيلية بشأن العدوان الأخير على غزة". وأضافت أن تصريحاته "بررت استهداف المدنيين ومنازلهم، وسعت إلى التقليل من حجم الخسائر"، واتهمته بـ"الإشادة بقدرة جيش الاحتلال" الإسرائيلي.
وفي بيان مشترك، قالت شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية ومجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية إن تصريحات شمالي "تتجاهل تماماً الجرائم التي ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأضاف البيان: "من المؤسف أن السيد شمالي، الذي يرأس واحدة من أهم المنظمات الدولية المسؤولة عن حماية ومناصرة حقوق اللاجئين الفلسطينيين في غزة، قد أدلى بتصريحات غير مباشرة تشيد بحرفية ودقة الجيش الإسرائيلي، في حين أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بحق الشعب الفلسطيني".
وتابع البيان: "بدلاً من الدعوة إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع، بدا أن السيد شمالي يدافع عن أعمال الجيش الإسرائيلي".
وأفادت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت في المجموع 248 فلسطينياً في غزة، بينهم 66 طفلاً، في الفترة ما بين 10 و21 أيار / مايو، وأصابت 1948 آخرين.
وقد دمر جيش الاحتلال تسعة مبانٍ شاهقة وسويت بالأرض بفعل الضربات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك برج الجلاء الذي يضم مكاتب العديد من شركات الإنتاج الإعلامي ووكالات الأنباء الدولية بينها وكالة أسوشيتد برس الأميركية، مما أثار إدانة من قبل وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان.
وذكر تقرير تلفزيوني إسرائيلي أن قصف طيارين من سلاح الجو الإسرائيلي لتدمير الأبراج السكنية الفلسطينية كان وسيلة للتنفيس عن إحباطهم لفشلهم في منع الفصائل الفلسطينية المسلحة من إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.
وتحدث عدد من الطيارين الإسرائيليين من دون الكشف عن هويتهم للقناة 12 الإسرائيلية الأسبوع الماضي عن تجربتهم في تحليق الطائرات الحربية فوق القطاع الفلسطيني خلال المعركة الأخيرة. وقال طيار إسرائيلي للقناة 12: "ذهبت في مهمة لتنفيذ غارات جوية مع شعور بأن تدمير الأبراج هو وسيلة للتنفيس عن الإحباط بشأن ما يحدث لنا ونجاح الجماعات في غزة".
وقد أصدر شمالي اعتذاراً يوم أمس الثلاثاء، وقال إن "الدقة العسكرية والتطور العسكري لا يبرران أبداً الحرب". وكتب تغريدة على تويتر: "الملاحظات الأخيرة التي أدليت بها على التلفزيون الإسرائيلي أساءت وألحقت الأذى بأفراد أسرهم وأصدقاؤهم قتلوا وجرحوا خلال الحرب التي انتهت لتوها. أنا آسف حقاً لأنني سببت لهم الألم".
ومع ذلك، انتقد بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هذا الاعتذار - الذي كتب في سلسلة من ثماني تغريدات - لعدم ذكر "إسرائيل" بالاسم والتلميح بدلاً من ذلك إلى "الرعب من السماء" للإشارة إلى القصف الإسرائيلي.
بدوره، أكد عضو مكتب لجنة العلاقات الوطنية في "حركة الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل، أن "تصريحات شمالي، "مردودة عليه، ودور الأونروا هو حماية الشعب الفلسطيني، وليس إعطاء التبريرات لجيش الاحتلال لارتكاب مزيد من المجازر".
وقال المدلل في تصريح صحافي مساء أمس: "ماتياس شمالي نصب نفسه ناطقاً بلسان جيش الاحتلال، وهو يرى هذا القتل والتشريد وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها". وأكد أن "العالم رأى الحرفية العالية لجيش الاحتلال التي تحدث عنها ماتياس شمالي في قصف غزة، والذي لم يكن هدفه إلا قتل الأطفال والنساء والشيوخ".
وأضاف: "ماتياس شمالي عودنا دائماً على ارتكاب ممارسات إجرامية ضد اللاجئين الفلسطينيين من خلال سياسة التقليصات وفصل الموظفين"، مبيناً أن "هناك 254 شهيداً فلسطينياً من بينهم 66 طفلاً و39 إمراة ونحن نتساءل هل كان هؤلاء مقاتلين؟".
نقله إلى العربية: الميادين نت