مسؤول إسرائيلي سابق: إسرائيل لن تخرج منتصرة من هذه الجولة
لقد دخلت "إسرائيل" في هذه المعركة في ظروفٍ دونية، لأسبابٍ سياسية شخصانية لنتنياهو. حركة حماس انتصرت في هذه الجولة منذ بدايتها، و"إسرائيل" لن تخرج منتصرة منها.
سلسلة تحليل لنائب رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً عيران عتصيون نشرها عبر حسابه على "تويتر"، حول المعركة بين غزة والاحتلال الإسرائيلي، وما يحدث في الداخل الفلسطيني من تظاهرات واشتباكات.
وفيما يلي ترجمة التغريدات:
اقترب وقت الخلاصات، فلنبدأ:
إسرائيل لن تخرج منتصرة من هذه الجولة. لقد دخلت إليها في ظروفٍ دونية، لأسبابٍ سياسية شخصانية لنتنياهو. حركة حماس انتصرت في هذه الجولة منذ بدايتها، عندما زرعت وعي "حامية القدس"، وشلّت الكنيست، ثم مطار بن غوريون ثم غوش دان. نعم، هكذا يبدو أثر وعي استراتيجي.
الأضرار التي ألحقها الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية العسكرية والاقتصادية لحماس ستعوّض لكن لا يمكنها أن توازن الأثر الاستراتيجي المذكور أعلاه.
التصوّر المسبق ضرب الاستخبارات مرة أخرى عندما فشلت في تقدير نيات وقدرات حماس، وهو يواصل ضرب صناع سياسة تفعيل القوة، الذين يخطئون في الاعتقاد أن عدّ جثث، وقنابل، وأهداف وطائرات يُنتج وعياً - "انتصاراً".
التصور هو خاطئ على عدة مستويات:
الأول، تجاهل الفارق الهائل بين الجماهير المستهدفة. هناك ثلاثة أنواع من الجماهير المستهدفة: الفلسطينيون، الإسرائيليون والعالم الغربي. كلهم يشاهدون - لا الصور نفسها، لكن يرون صور عالمٍ مغاير تماماً. الجمهور الوحيد الذي ينفعل إيجاباً من خط الدعاية الإسرائيلي هذا، وبحق، هو الجمهور الإسرائيلي.
ثانياً، الخط الإعلامي الذي يقدّم إسرائيل على أنها تدافع عن نفسها من هجمات ليس فعّالاً.
صور انتصار حماس، أعضاء الكنيست في الملجأ، هروب حشود من سكان تل أبيب على شاطئ البحر إلى الملاجئ، وسقوط صواريخ قرب مطار بن غوريون أو في منشأة خط أنبوب نفط إيلات وعسقلان، لا تُنتج تعاطفاً تجاه إسرائيل وسط غالبية الجماهير الهدف، ونعم تُنتج تعاطفاً متزايداً تجاه حماس وسط جمهورها الهدف – الفلسطينيون والعالم العربي والمسلم.
هذه الجولة مُربكة لأن فيها قديم وفيها جديد. القديم هو كل ما نعرفه إلى حد الإنهاك من الجولات السابقة بين "إسرائيل" وحماس في غزة، بالنسبة لغالبية الجمهور - الهدف. أما الجديد هو الفوضى داخل "إسرائيل"، وفي الشوارع. المصلحة الإسرائيلية هي الفصل بين القصتين، لتقديم غزة وحماس كمشكلة "منظمة إرهابية".. والاضطرابات في إسرائيل على أنها مسألة داخلية إسرائيلية، أو توتر عرقي يشبه ما رأيناه في مدن الولايات المتحدة أو باريس أو لندن.
المصلحة الفصل بين قصة 1967 وقصة 1948.
لكن مصلحة حماس، الشراكة والمصالح الكاملة بين كل الأحزاب الفلسطينية، والربط بين القصتين وبين النضالين.
وهكذا، وجدت وزارة الخارجية البائسة نفسها توبّخ دولاً أوروبية احتجت على طريقة معالجة الشرطة الإسرائيلية للعربدة والاضطرابات في شوارع إسرائيل، بزعم أنه "تدخّل في شؤون داخلية"، وفي المقابل يطلب عضو الكنيست سابقاً غلعاد إردان من كل أعضاء مجلس الأمن "إدانة حماس التي تقصف مدنيين".
القصة خرجت عن السيطرة، النزاع خرج عن السيطرة، والحكومة الإسرائيلية المقبلة سيكون عليها إعادة التفكير بمجمل سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، في كافة القطاعات.
بداهةً إذا بقي نتنياهو في بلفور، لن يكون هناك أي إعادة تفكير كهذه. الرجل مكبّل، حقيقةً ومجازاً. مكبل بنضال بقائه، مكبّل بـ25 سنة من وضعٍ جدّ محدد مع النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، ومكبّل للكاهانيين والعنصرية الدينية – القومية. حتى لو لم يكن مجرماً تسلسلياً في تضارب مصالح جوهري مع "إسرائيل" ومواطنيها، ليس هناك أي فرصة لأن يمر بثورة وعمره 74 سنة وبعد 15 سنة كرئيس للحكومة.