صحيفة هندية: هل يمكن لممر جابهار أن يحل مكان قناة السويس؟
صحيفة "حبل المتین کلكتة" الأسبوعیة الهندية تقترح استخدام ممر جابهار الإيراني بدلاً من قناة السويس، على خلفية تعطل المرور في القناة والأضرار التي تنتج عن ذلك.
تحدثت صحيفة "حبل المتین کلكتة" الأسبوعیة الهندية، في مقال عن إمكانية استخدام ممر جابهار بدلاً من قناة السويس، بعد حادثة السفينة "إيفير غرين" مؤخراً. وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:
إن ربط ميناء جابهار بالبحر الأسود عن طريق سكك الحديد، سيقلل من أهمية قناة السويس لصالح ممر جديد. فيما تقع جابهار في محافظة سيستان وبلوجستان جنوب شرق إيران، ويمثل بوابة ايران المائية على المياه الدولية، باعتباره الميناء الإيراني الوحيد الذي يطل على المحيط الهندي.
أثبتت التجربة أن تعطيل المرور في قناة السويس، يتسبب بأضرار جسيمة للسفن التجارية التي تنوي عبور القناة. بينما بإمكان هذه السفن أن تفرغ حمولتها في جابهار، ثم تحملها إلى البحر الأسود عن طريق البر. ويستغرق ذلك نحو 15 يوماً أقل من عبورها قناة السويس. فبالإضافة إلى تقليل التكاليف، سيقصر الطريق، ويحقق ذلك إيرادات كبيرة لإيران.
تمتد قناة السويس، بين ميناء بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط شمالاً، وحتى ميناء السويس على خليج السويس جنوباً. ويصيب تعطيل المرور فيها اقتصاد مصر والتجارة العالمية بضربة موجعة.
يشير الرئيس التنفيذي لمنطقة جابهار الحرة عبد الرحيم كردي، إلى إمكانية استبدال قناة السويس بممر جابهار. ما يدل على رؤيته لتحقيق إيرادات مربحة في المستقبل ولا يمكن استبعاد الأمر بناءً على وثائق تاريخية.
في ضوء الأمن المستتب في الأراضي الإيرانية، مع احتمال تعطيل المرور في قناة السويس مجدداً في المستقبل، فإن توفير طريق بديل وآمن للقناة ضرورة لا مفر منها. والتجار يدركون ذلك جيداً، فإن ربط سكة حديد منطقة جابهار الحرة إلى السكك الحديدية في البلاد، تقلل مخاوف التجار وتقلص الطريق البحري الطويل، وتطور الموانئ وترفع عائدات البلاد من النقد الأجنبي.
وبما أن جابهار یطل على المحيط الهندي، فهو يعتبر بوابة للدول المطلة عليه وعلى آسيا الوسطى والقوقاز وأفغانستان، ما يفسح المجال أمام استخدام الأراضي الإيرانية، وميناء جابهار كممر للتجارة الخارجية.
إبرام اتفاق جابهار الثلاثي
قامت إيران في السنوات الأخيرة، بتعزيز البنى التحتية الأساسية في جابهار لتوفیر أرضية مناسبة من أجل توسيع التبادل التجاري، بهدف اتصال شرق البلاد ودول الجوار بالاقتصاد العالمي عبر هذه المنطقة الحرة. وتجسدت جهود إيران هذه، في إبرام اتفاق جابهار الثلاثي، بين طهران وكابول ونيودلهي، وكذلك التعاون مع أفغانستان لتلبية احتياجات هذا البلد وربطه بالمياه الحرة العالمية.
بلغت قیمة الاتفاقية الموقعة بین إیران والهند 85 مليون دولار، وتهدف إلى تطوير وتدشين المرحلة الأولى من ميناء الشهيد بهشتي في جابهار. وتنص على تعزيز البنى التحتية فی منطقة جابهار التجارية الحرة.
هذا ويعد میناء جابهار بوابة الهند نحو آسيا الوسطى، وتعتبره أفغانستان بوابتها الرئيسية إلى جنوب آسيا.
جابهار مرشح ليكون ثالث أكبر مركز تجاري في إيران
إن ميناء جابهار ولما له من البنى التحتية والقدرات الهائلة والطاقات الكامنة، إلی جانب موقعه الاستراتيجي المهم، مرشح لیکون ثالث مركز تجاري في إيران. ويضاهي في مواصفاته مينائي "بندر عباس" و"الإمام الخميني" في الجنوب.
تعتبر الإجراءات التنموية التي نفذت خلال السنوات القليلة الماضية في مدينة جابهار وسواحل مكران، في ظل الحظر الأميركي، مدعاة للاعتزاز والفخر، لأن هذه المنطقة الاستراتيجية ليست لإيران فحسب، بل للمنطقة بأكملها، لأنها تلعب دوراً مهماً في ممر الترانزيت من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال. ما يؤكد ضرورة تنميتها وإكمال المشاريع التي يتم تنفيذها لتأدية دورها بشكل أفضل ومتكامل.