"كوميرسانت": الحديث عن روسيا إمّا جيد أو مؤجل
صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقول إن دول الاتحاد الأوروبي ليست مستعدة بعد للتوصل إلى توافق في الآراء حول الحوار المستقبلي مع روسيا، وتؤكد على أن هذا الأمر هو السبب في عدم مناقشة القمة لملف العلاقات مع روسيا.
تناولت صحيفة "كوميرسانت" موضوع روسيا في القمة الأوروبية المنعقدة افتراضياً في بروكسل، وفيما يلي النص المترجم:
قالت صحيفة "كوميرسانت"الروسية إن القمة الأوروبية التي انطلقت في بروكسل افتراضياً يوم الخميس ولمدة يومين هي قمة الاتحاد الأوروبي، حيث يفترض أن يحدد المشاركون استراتيجية جديدة للاتحاد الأوروبي في العلاقات مع روسيا.
ومع ذلك، وعلى خلفية الموجة الثالثة من COVID-19 في أوروبا، لم يناقش قادة الدول مثل الموضوع المثير للجدل في قمتهم ، لكنهم قرروا الانتظار لعقد اجتماع وجهاً لوجه.
وبدلاً من ذلك، ركّز اليوم الأول من القمة على مناقشة حملة التطعيم وعلى المؤتمر عبر الفيديو مع الرئيس الأميركي جو بايدن".
الصحيفة تابعت قولها: بأن "دول الاتحاد الأوروبي ليست مستعدة بعد للتوصل إلى توافق في الآراء حول الحوار المستقبلي مع روسيا، وهذا هو الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه من رفض مناقشة العلاقات مع موسكو في قمة الاتحاد الأوروبي".
"كوميرسانت" أضافت أنه منذ بضعة أشهر جرى مناقشة حقيقة أن بروكسل ستبدأ في مراجعة استراتيجيتها للعلاقات مع موسكو في اذار/ مارس. وكانت هذه المناقشة هي التي دفعت رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل ، لزيارة موسكو لأول مرة منذ عدة سنوات في شباط / فبراير الماضي، ورئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، لإجراء محكالمة هاتفية مع فلاديمير بوتين مطلع هذا الاسبوع.
ورأت الصحيفة الروسية أنه أصبح من المعروف أن "المناقشة الاستراتيجية" لن تحدث هذه المرة، وبحسب "كوميرسانت" يرجع ذلك رسمياً إلى حقيقة أن اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يجري غيابياً (عبر الفيديو) ، وليس حضورياً. وبدلا من ذلك، أبلغ السيد ميشيل من جانب واحد المشاركين في القمة عن مضمون المكالمة مع الرئيس الروسي.
"كوميرسانت" أكدت أن "ما يدل على أن المكالمة لم تكن ذات فائدة كبيرة هي تلك التصريحات العامة التي تلتها من كلا الجانبين.
الصحيفة استندت إلى ما أعلنه الكرملين، عن أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قيّم الحالة غير المرضية للعلاقات الروسية الأوروبية، التي تطورت بسبب النهج غير البناء ، وأحياناً المواجهة من جانب الشركاء في الاتحاد الاوروبي"، مؤكدا أن موسكو تريد العودة الى "الشكل الطبيعي" للعلاقات، لكنها لا ترى اهتماماً من الجانب الأوروبي في ذلك. إن بروكسل، على العكس من ذلك، ألقت بالمسؤولية عن التطبيع على روسيا".
"كوميرسانت" قالت استناداً إلى المجلس الأوروبي: "إنه من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي، لا يمكن للعلاقات مع روسيا أن تتطور في الاتجاه البنّاء إلا إذا كان هناك تقدّم مطرّد في قضايا مثل تنفيذ اتفاقيات مينسك حول شرق اوكرانيا، ووقف الهجمات الهجينة (المركبة) والهجمات السيبرانية على الدول الأعضاء واحترام حقوق الإنسان".
وأضافت قائلةً: "وفي الوقت نفسه، نقل عن السيد ميشيل قوله إن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا آخذة في الانخفاض، ولا تزال قائمة الخلافات حول العديد من القضايا. وربما، في هذه الظروف، لم يتمكن الدبلوماسيون ووزراء خارجية الدول المشاركة، الذين يتم تقليدياً إعداد جدول أعمال مؤتمرات القمة المستقبلية في اجتماعاتهم، لم يتمكنوا من التوصل إلى توافق في الآراء حول ما يجب القيام به بخصوص العلاقات المعلقة مع موسكو.
وقد أزيلت هذه المسألة بالفعل من جدول أعمال القمة. وقد يتم إعداد جدول أعمال أكثر موضوعية للمناقشة حول روسيا لقمة الاتحاد الأوروبي المقبلة، والتي من المقرر عقدها في نهاية حزيران/يونيو حضورياً".
وختمت الصحيفة قولها بأن الحديث عن روسيا في الاتحاد الاوروبي يبقى مؤجلاً حتى ذلك الحين.