"نيزافيسيمايا": الصين تعرض على روسيا محاربة الثورات الملونة معاً

صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تتحدث عن الشراكة الروسية الصينية ، وتقول إنها يمكن أن تتطور إلى تحالف عسكري سياسي.

  • يدعو وانغ يي روسيا والصين إلى دعم بعضهما البعض ولكن إلى حد معين.
    يدعو وانغ يي روسيا والصين إلى دعم بعضهما البعض ولكن إلى حد معين.

صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تتحدث عن العلاقات الروسية الصينية، وعن المخاوف المشتركة بين بكين وموسكو. فيما يلي المقال المنقول إلى العربية كاملاً:

وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مؤتمر صحفي جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي بالرديفين، وقال إن الاتفاق الروسي الصيني سيتم ملؤه بمحتوى جديد. ودعا واشنطن إلى إزالة القيود غير الحكيمة على التعاون والعمل معاً بشأن قضايا مثل التغير المناخي وتفشي الأوبئة. وأوضح وانغ يي أن بكين لن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية ولن تتخلى عن تايوان، وأعرب أيضاً عن أمله في حلّ الخلافات الحدودية مع الهند.

تصريحات رئيس الدبلوماسية الصينية جاءت على هامش جلسات البرلمان والمجلس الاستشاري السياسي الشعبي (الهيئة الاستشارية الرئيسية التي تعقد تحت قيادة جمهورية الصين الشعبية) مرة واحدة في السنة، لكنها تزيح الستار امام العالم لتقديم الأطباق التي يتم إعدادها في المطبخ السياسي للصين.

المنتدى الحالي، الذي من المقرر أن ينتهي يوم الخميس، لم يكن استثناء. ووزير الخارجية، عضو مجلس الدولة الحكومة وانغ يي، قدّم الكثير من الطعام الفكري للصحفيين والمحللين.

ويتعلق أحد التصريحات الغامضة بالمعاهدة الروسية الصينية بشأن حسن الجوار والصداقة والتعاون، والتي سيتم الاحتفال بالذكرى السنوية العشرين للتوقيع عليها هذا العام. وسوف يكون هذا الحدث معلماً تاريخياً، كما ذكرت صحيفة جلوبال تايمز الصينية التي تديرها الدولة. وتدعي الصحيفة أن الطرفين وافقا على تمديد المعاهدة وملئها بمحتوى جديد. لكن ماذا يعني هذا بالضبط ؟ يمكن الحكم على ذلك من خلال كلمات الوزير بأن الصين وروسيا ستواصلان التعاون في مكافحة الثورات الملونة، والتضليل، وضمان الأمن السياسي بشكل مشترك في عام 2021".

وتضيف الصحيفة انه "كلما زادت الفوضى والاضطرابات في العالم، كلما كان الأمر أكثر أهمية لدفع التعاون الصيني الروسي إلى الأمام. وأكّد الوزير يي أن الصين وروسيا، كسند استراتيجي لبعضهما البعض، هما أيضاً شريكان حقيقيان في القضايا الملحة على جدول الأعمال العالمي".

وووفق الصحيفة، فأنه "من المستحيل مقاومة الثورات الملونة بالبيانات وحدها". ويقول محللون صينيون إن القوتين سيتعين عليهما إقامة تبادل للمعلومات الاستخبارية والتعاون في مجال الأمن السيبراني والشؤون العسكرية.

ويقول يانغ جين، الباحث المبتدئ في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إنه من الضروري إقامة تعاون ثنائي ضد الثورات الملونة المحتملة، حيث تواجه الصين وروسيا تحدياً من قبل القوى الخارجية.

وتحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها احتواء تطور الصين وروسيا، والسعي إلى الإطاحة بحكومتيهما وتشجيع الاحتجاجات بحجة حماية حقوق الإنسان. في روسيا، يقول المحلل، كانت النتيجة مظاهرات لدعم أليكسي نافالني، وفي الصين-خطابات في عام 2019 ضد اعتماد قانون بشأن تسليم سكان هونغ كونغ إلى المحاكم في جمهورية الصين الشعبية.

وباختصار، تدفع المخاوف المشتركة بكين وموسكو إلى أحضان بعضهما البعض. ومع ذلك، ما مدى قرب هذا العناق؟ وكما يقول الخبراء الصينيون بحذر، فإنه لم يصل بعد إلى إبرام تحالف عسكري، لأنه سيكون "غير مرن" و "يخلق مشاكل".

وفي مقابلة مع "نيزافيسيمايا"، أشار أندري كارنيف، رئيس كلية الدراسات الشرقية للصحة والسلامة والبيئة، إلى أن: "النقاش حول ما إذا كانت الشراكة الروسية الصينية يمكن أن تتطور إلى تحالف عسكري سياسي يجري أيضا بين الخبراء السياسيين الروسيين".

ويعتقد معظمهم أن صيغة الشراكة أكثر ملاءمة لاحتياجات البلدين. ومع ذلك، فإن بعض أنواع التعاون بالفعل تتجاوز الشراكة الاستراتيجية. وعلى سبيل المثال، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "روسيا ستساعد الصين على إنشاء نظام إنذار مبكر من الهجمات الصاروخية النووية، وهذا بالفعل يشكّل عنصراً من عناصر التحالف العسكري".