في مقابلة مع"إسرائيل هيوم": نائب سابق في وكالة الطاقة يدعو لاستهداف إيران
هاينونن انهى المقابلة بتقديم نصيحة للإدارة الأميركية الجديدة بشأن أي اتفاقٍ نووي جديد مع إيران: "لا تتعجل. ابنِ تحالفاً إقليمياً دولياً".
في مقابلة حصرية مع صحيفة "إسرائيل هيوم" يكشف نائب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية أولي هاينونن، تفاصيل عن عمله في إيران ومعاينته للمواقع النووية، ويؤكد أن هجوم "إسرائيل"على إيران سيساعد في كسب الوقت لكنه لا يحل المشكلة. وفيما يلي النص المترجم :
هجوم إسرائيلي ضد النووي الإيراني يمكن تنفيذه من ناحية تقنية، ويمكنه مساعدة "إسرائيل" في كسب وقت لكنه لن يحل المشكلة كليًا ، هذا ما يقوله الدكتور أولى هاينونن، نائب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية سابقاً، في مقابلة حصرية مع "إسرائيل هيوم".
البرنامج النووي لإيران يعرفه هاينونن، 75 سنة، عن قربٍ وثيق. فبعد كل شيء، قضى أياماً كاملة في منشآت تحت الأرض في إيران، عندما كان البرنامج النووي في بدايته، ثم لاحقاً بعد توسّعه وتطوره. وتولّى مناصب كثيرة في الوكالة الدولية للطاقة النووي، وصولًا إلى منصب الثاني في المنظمة، وكان في إطاره مسؤولاً عن الرقابة النووية في كل العالم.
المقابلة معه أُجريت عبر (تطبيق) "زوم"، عندما سئل كم مرة بالضبط كان في إيران، اعترف: "ضيّعت العد. عدة مرات لا بأس بها، ربما 25 سنة، كنتُ هناك لسنوات، أحياناً خمس أو ست مرات في السنة، لكني لم أحصها أبداً".
بُعد الوقت حاسم هنا، لأنه يسمح في فهمٍ مباشر لحجم التطور التكنولوجي الذي مر به النظام في طهران وسعيه الحثيث نحو سلاحٍ نووي. هاينونن يتابع العملية من أولها، في وقتٍ ما من منتصف الثمانينات من القرن الماضي، خلال الحرب الإيرانية العراقية، ويضيف قائلاً : "في البداية شعرتُ بعدم ارتياح كبير حيال عدة أبعاد للبرنامج. كنتُ في كل المواقع النووية عدا موقع فوردو، لكنّا علمنا عنه لعدة سنوات قبل مغادرتي. كانت لدينا أوقات جيدة وأوقات صعبة، صعود وهبوط".
من أجل تجسيد الجملة الأخيرة تذكّر هاينونن طرفة في زيارة لمنشاة النووي في آراك، وهي منطقة صناعية في وسط إيران. فيقول: "علمنا بآراك في سنة 2002، وكانت فيها أبعاد كثيرة غير عادية". خلال إحدى زياراته وجد نفسه يسأل الإيرانيين حول 1600 جهاز طرد مركزي جديد في الموقع، والذين كانوا "جديدين بالنايلون". أحد الخبراء الإيرانيين أجابه: "لكننا لم نجرّبها أبدًا!" مثال واحد على الحوار المرتبك والحافل بالتناقضات، الذي دار على مدى سنوات، بين الجمهورية الإسلامية والغرب. ويضيف هاينونن: "كانت هناك آلاف الآلات. هذا ببساطة غير منطقي".
معرفة أين المهاجمة
الحديث مع من كان نائباً لرئيس الوكالة الدولية للطاقة النووي أخذ منعطفاً مثيراً للاهتمام، عندما سُئل عن إمكانية شن هجومٍ عسكري إسرائيلي في إيران، بهدف تدمير البرنامج النووي.
يوضح هاينونن: "تقنياً، هجوم كهذا ممكن، رغم أن بعض المواقع ستكون مهاجمتها أصعب من غيرها. لكن كل هذه المسألة تبدأ بأمرٍ واحد: عليك معرفة ما الذي تقصفه، لأنك إذا كنت لا تعلم ، فأنت في مشكلة جدّية. من السهل القول إن الأمر سيتطلب قصف نطنز، فوردو. ربما هناك مواقع تخصيب إضافية. يجب معرفة ما هو وضع تلك المنشآت: هل لا زالت هناك؟ هل نعرفها؟".
بحسب هاينونن، الهجوم يمكن أن يساعد في كسب وقت، لكنه لا يقضي على المشكلة. ينبغي أن نتذكر أن إيران ليست سوريا أو العراق: دائماً لديها خطة دعم، الإيرانيون لا يضعون كل بيضهم في سلة واحدة، وأنا واثق من أنهم اتّخذوا إجراءات كي تواصل أجزاء من البرنامج العمل أيضاً في حال هجوم".
هاينونن اختار إنهاء المقابلة بتقديم نصيحة للإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، مع التشديد على الرئيس جو بايدن، في كل ما يتعلق باتفاقٍ نووي جديد مع إيران: "لا تتعجل. ابنِ تحالفاً إقليمياً دولياً".