"واشنطن بوست": ترامب يهرب إلى مارالاغو وإيفانكا تفكر بالترشح في فلوريدا
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيغادر واشنطن هذا الأسبوع جريحاً سياسياً، قد تم إسكاته على وسائل التواصل الاجتماعي وأضحى غير مرحب به بشكل أساسي في مسقط رأسه في نيويورك.
فمن خلال الهجرة إلى مدينة بالم بيتش، في ولاية فلوريدا، يخطط ترامب للعيش في واقع بديل من العشق والتأكيد. سيقيم الرئيس المهزوم في ناديه المذهل مارالاغو، حيث يصفق له الأعضاء الذين يدفعون الرسوم عندما يأكل وجبات الطعام أو يصعد على سطح السفينة. ومن المؤكد أنه سيأخذ نفس الحماسة الاحتفالية عندما يلعب الغولف في أحد الملعبين اللذين يحملان علامة ترامب التجارية.
في فلوريدا - وهي واحدة من ولايتين فقط فاز بهما ترامب من ولايات "ساحات القتال" في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي - سيعيش ترامب في واحة "ماغا" MAGA حقيقية، لاستخدام الاختصار لشعار حملته "اجعل أميركا عظيمة مجدداً". فقد أصبحت جنوب فلوريدا بسرعة مركزاً لسماسرة السلطة اليمينية والشخصيات الإعلامية، ويخطط بعض أبناء ترامب البالغين للانتقال إلى المنطقة.
حتى في الوقت الذي كان فيه ترامب الأسبوع الماضي، يفكر بشكل خاص في مساءلته الثانية والانتخابات التي يواصل إصراره زوراً على فوزه بها، كان مساعدوه يعملون على إنشاء إقطاعية ترامب في ولاية "الشمس المشرقة" بهدف الحفاظ على نفوذه على السياسة الجمهورية، وفقًا لحلفاء ومستشارين له طلبوا عدم الكشف عم هوياتهم.
يتحدث بعض شركاء ترامب حول مكتبة ومتحف رئاسي محتمل - يقعان على الأرجح، في فلوريدا - وبشأن ولادة سلالة عائلية، إذا ترشح أبناؤه، دونالد جونيور أو إيفانكا، لمنصب سياسي يوماً ما.
يُنظر إلى فلوريدا على أنها منصة انطلاق أفضل لعائلة ترامب من نيويورك، نظراً لشعبية الرئيس المنتهية ولايته في السابق. يتحدث البعض في فلك ترامب عن فكرة احتمال ترشح إيفانكا لمجلس الشيوخ في عام 2022، عندما تنتهي ولاية سيناتور فلوريدا ماركو روبيو. فقد أصبح ترامب منبوذاً في العاصمة واشنطن ومركزها المالي نيويورك في أعقاب أعمال الشغب في 6 كانون الثاني / يناير في مبنى الكابيتول التي حرض عليها، لكن فلوريدا توفر له مكاناً لمحاولة إعادة تأهيل نفسه.
وتوقع كريستوفر رودي، الرئيس التنفيذي لشركة نيوزماكس Newsmax، وهو صديق قديم لترامب وعضو في نادي مارالاغو Mar-a-Lago، أن الرئيس سيظل قوة قوية في السياسة والإعلام بغض النظر عن مشاكله الحالية. وأضاف رودي: "لا نعرف ما هي القضايا القانونية التي ستنشأ، ولكن بغض النظر عن ذلك، أعتقد أنه سيبقى قوة عالمية. أعتقد أنه سيحب أن يكون بعد الرئيس أكثر مما يحب أن يكون رئيساً، لأن لديك الكثير من الامتيازات من دون الكثير من القيود".
ربما كان ترامب قد تخيل وداعاً ضخماً – يكتمل حول إثارة فكرة استعادة البيت الأبيض في عام 2024 – لسحب الأنظار عن تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن ولتذكير زملائه الجمهوريين بأنه ما زال يحكم الحزب. لكن لن يكون هناك رحيل كبير في أعقاب تمرد الكابيتول.
وبدلاً من ذلك، يقوم ترامب بإنهاء رئاسته إلى حد كبير بعيداً عن الرأي العام، برغم أنه لا يزال ينوي اتخاذ بعض الإجراءات في الأيام المتبقية له كرئيس.
ولا تزال هناك خلافات حادة بين الرئيس ومستشاريه حول الجولة الأخيرة من العفو الذي قد يصدره، بمن في ذلك لأفراد من عائلة ترامب، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات. وقالوا إن الرئيس يواصل الحديث عن رغبته في العفو عن نفسه.
وبدا البيت الأبيض عبارة عن قلعة يحرسها جيش مسلح قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن يوم الأربعاء وهو الآن مهجور عملياً. وقال أحد المسؤولين "تبدو وكأنها منطقة حرب هنا".
وقضى معاونو ترامب الأسبوع الماضي في إفراغ مكاتبهم وحزم أغراضهم الخاصة. والتقط المساعدون صور الوداع ولقطات مؤطرة كبيرة الحجم لرئاسة ترامب من جدران الجناح الغربي وبحثوا عن العملات المعدنية والتذكارات الأخرى.
ترجمة بتصرف: الميادين نت