"الغارديان": اختيار بايدن لملابس "رالف لورين" يتناسب مع لغة التنصيب الرصينة
أفادت التقارير أن ملابس الرئيس المنتخب ستكون من ماركة الأزياء "رالف لورين" الرصينة، وهي خطوة من شأنها أن تشير إلى الابتعاد عن عهد ترامب المضطرب.
قالت مجلة "وومينز وير دايلي" إن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن سيرتدي بدلة من ماركة الأزياء الأميركية الشهيرة "رالف لورين" في حفل تنصيبه الرئاسي الأربعاء المقبل 20 كانون الثاني / يناير، في خطوة أثارت جولة من التكهنات حول معناها ودوافعها في وقت الأزمات في الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه ظاهرياً، لا يمثل اختيار بايدن لـ"رالف لورين" اهتزازاً كبيراً: فهذه علامة تجارية للأزياء ذات صورة كلاسيكية شاملة لجميع الأميركيين، من جوائز الأوسكار إلى المركز التجاري، فهي فاخرة وعالية الجودة ومتوسطة الكلفة ويمكن الوصول إليها. ومن المتوقع أن تكون بدلة بايدن أحادية الصدر وذات زرين، في ظل أزرق غامق مع قميص أبيض أو أزرق فاتح.
ونقلت الصحيفة عن إيما مكليندون، التي نظمت عرض أزياء "موضة السلطة" في متحف FIT في نيويورك أن "رالف لورين هي علامة تجارية أصبحت مرادفة لأميركا على المسرح العالمي، بدءاً من الحملات الإعلانية الخاصة بشركة بريبي preppy، وصولاً إلى الأزياء الموحدة باللون الأحمر والأبيض والأزرق التي صممتها شركة رالف لورين للفريق الأولمبي الأميركي".
ولكن مثل الكثير في الحياة العامة الأميركية، لا تنفصل خيارات بايدن عن سياقها السياسي. وتتناسب "رالف لورين" مع الحالة المزاجية الرصينة وغير المبهرجة التي سيجري فيها التنصيب في واشنطن، حيث تنتهي اضطرابات السنوات الأربع من حكم دونالد ترامب في أعقاب هجوم على مبنى الكابيتول من قبل حشد من اليمين.
ويمكن كذلك قراءة خيار "رالف لورين" على أنه رد خفي على حقبة ترامب السابقة المضخمة. وقال مايكل زاكيم، مؤلف كتاب "تاريخ الأزياء الرجالي في الجمهورية الأميركية": "أليست بدلة رالف لورين يُفترض أن تكون تعبيراً عن التقليل من الأهمية، والموثوقية الرصينة وحتى القدرة على التنبؤ؟". وأضاف زاكيم: بفرق ثلاث سنوات بينهما، بايدن ولورين كلاهما عضوان في ما يسمى "الجيل الصامت". إنه شكل رجولي من التواضع غير المتبجح الذي لا يُفترض في الواقع أن يلاحظه أحد، وهو ما يعكس تناقضاً واضحاً مع اندفاع ترامب المرضي وحاجته إلى الاهتمام".
لقد ارتدى رؤساء الدولة الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء أزياء "رالف لورين"، بمن فيهم ميلانيا ترامب، التي ارتدت فستاناً أزرق شاحباً في حفل تنصيب ترامب. وكونه أحد المصممين القلائل الذين صمموا ملابس السيدة الأولى المنتهية ولايتها، فقد دعا هاشتاغ #boycottralphlauren على تويتر إلى مقاطعة "رالف لورين". وقال ماكليندون: "لقد ارتبطت تصاميم لورين في كثير من الأحيان بنساء الجناح الغربي أكثر من الرجال".
وبالإضافة إلى ميلانيا، كشفت ماكليندون أن هيلاري كلينتون ارتدت بدلة بيضاء من "رالف لورين" في مناسبة قبول ترشيحها للرئاسة في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لعام 2016. وقالت: "بهذه الطريقة، يمكن النظر إلى اختيار بايدن لماركة رالف لورين على أنه وحدوي - اختيار علامة تجارية أميركية مدعومة من كلا الحزبين"، والتي تتناسب بالتأكيد مع موضوع التنصيب "أميركا الموحدة".
وقالت "الغارديان" إن علامة "لورين" التجارية الثابتة قد تكون مبالغاً فيها بالنسبة للبعض، ولكن هناك مقارنة سعيدة مع بايدن، الذي لم يتغير أسلوبه الخاص كثيراً منذ سبعينيات القرن العشرين.
ومع ذلك، فإن اختيار مصمم الافتتاح يختلف بمهارة عن الاختيار المتوقع لشركة "بروكس برازرز" Brooks Brothers، التي رفعت دعوى الإفلاس العام الماضي. فقد ارتدى 41 من الرؤساء الـ45 السابقين هذه العلامة التجارية، بمن فيهم باراك أوباما وترامب.
وقالت دجوردجا بارتليت، محررة كتاب "الموضة والسياسة": "من الواضح أن [بايدن] يشعر بالراحة في ملابسه ويعرض الصورة التي هي، في نفس الوقت، شبابية وناضجة".
وأضافت: يعيد "رالف لورين"، المنتج محلياً، تأكيد رسالة استثنائية أميركية. من الناحية الأيديولوجية، يعد أسلوب بايدن شهادة بصرية للأميركانية في نسختها الأكثر مثالية. ملابسه سهلة تذكر الأميركيين والعالم بالأوقات التي كانت فيها أميركا عظيمة بلا مجهود".
وعندما اتصلت صحيفة الغارديان بشركة "رالف لورين"، رد المتحدث باسمها بالقول: "للأسف، لا يمكننا التعليق".
ترجمة بتصرف: الميادين نت