"سي إن إن": إدارة ترامب تمنع بايدن من الوصول إلى رسائل القادة الأجانب له
قالت مصادر لشبكة "سي إن إن" إن القادة الأجانب بدأوا يدركون أن وزارة الخارجية الأميركية لا تسمح لهم بالتواصل مع الرئيس المنتخب، وقد تواصلت فرقهم مع دبلوماسيين سابقين في عهد أوباما لمساعدتهم حول كيفية إرسال رسائل تهنئة إلى فريق بايدن.
نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية قولهم إن مجموعة من الرسائل من قادة أجانب إلى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن موجودة في وزارة الخارجية لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمنعه من الوصول إليها.
تقليدياً، تهتم وزارة الخارجية بجميع الاتصالات الخاصة بالرئيس المنتخب، ولهذا السبب بدأت العديد من الدول في إرسال رسائل إلى الخارجية خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولكن مع منع إدارة ترامب بايدن من الوصول إلى موارد وزارة الخارجية، لأن ترامب يرفض قبول فوز بايدن، لم يتم تلقي عشرات الرسائل الواردة.
وقالت "سي إن إن" إن فريق بايدن على اتصال بالحكومات الأجنبية من دون تدخل وزارة الخارجية، وقد أجرى بايدن العديد من المكالمات مع القادة، بما في ذلك الألمانية أنجيلا ميركل والكندي جاستن ترودو. لكن الفريق يعمل من دون الدعم اللوجستي والترجمة الذي يوفره مركز عمليات وزارة الخارجية.
وقال مصدر مطلع على الوضع "إنهم يفضلون استخدام موارد وزارة الخارجية"، وأشار إلى أن فريق بايدن يتعين عليه التعامل مع التحدي غير المتوقع المتمثل في تسهيل هذه المكالمات.
ولا يقتصر الأمر على منع وزارة الخارجية بايدن من تلقي الرسائل والمساعدة ومن التحضير للمكالمات، فقد رفض وزير الخارجية مايك بومبيو الثلاثاء الاعتراف بفوز بايدن، قائلاً إنه "سيكون هناك انتقال سلس إلى إدارة ترامب ثانية، مثيراً بذلك ضجة دبلوماسية صاخبة.
كما يُمنع بايدن من الحصول على نفس الإحاطات الاستخباراتية التي يحصل عليها الرئيس، والمعروفة باسم الموجز اليومي للرئيس، وإذا استمرت إدارة ترامب في منع انتقال نموذجي بالقرب من يوم التنصيب في 20 كانون الثاني / يناير، فهناك مخاوف من أن إدارة بايدن ستلعب لعبة اللقيطة في اليوم الذي يتولى فيه منصبه.
وقالت مصادر لشبكة "سي إن إن" CNN إن القادة الأجانب بدأوا يدركون أن وزارة الخارجية الأميركية لا تسمح لهم بالتواصل مع الرئيس المنتخب، وقد تواصلت فرقهم مع دبلوماسيين سابقين في عهد الرئيس باراك أوباما لمساعدتهم حول كيفية إرسال رسائل تهنئة إلى فريق بايدن. وقال دبلوماسيون أجانب للشبكة إن بعض الحكومات الأجنبية تشعر أنها تبحر في متاهة غير مألوفة.
وطلبت شبكة CNN من وزارة الخارجية والفريق الانتقالي لبايدن التعليق على الخبر.
في الماضي، سهلت وزارة الخارجية عملية أكثر سلاسة. وقال دينيس ماكدونو، الذي خدم في إدارة أوباما وعمل مع أوباما خلال الفترة الماضية: "لقد كان مفيداً أن تقوم مكاتب الدولة بإجراء المكالمات وتقديم خدمات الترجمة، وكنا ممتنين لتعاون إدارة الرئيس السابق جورج بوش الإبن لتحقيق ذلك" خلال عملية الانتقال.
وأوضحت مصادر متعددة أن المكالمات التي تتم في الوقت الحالي ليست حساسة للغاية، وحتى خلال فترة انتقالية جيدة، لا يتم إجراؤها عادة على خطوط آمنة.
وقال ماكدونو "تم التعامل مع هذه المكالمات في الماضي في خطوط مفتوحة. إنها مكالمات تهنئة"، مضيفاً أن كلا الجانبين يقدمان قراءات، وهو ما يتفق مع البروتوكول.
وغالباً ما أجرى أوباما هذه المكالمات مع قادة أجانب على هاتفه الخلوي عندما كان الرئيس المنتخب، كما أوضح مسؤول في وزارة الخارجية عمل على إجراء تلك المكالمات في ذلك الوقت. لكن المكالمات كلها مرت عبر مركز العمليات، مما يعني أن هناك سجلاً حكومياً للمكالمات التي أجراها.
المسؤولون المهنيون في وزارة الخارجية مستعدون لمساعدة فريق بايدن عندما يحين الوقت.
وقال ديفيد مارشيك، مدير مركز الانتقال الرئاسي في الشراكة للخدمة العامة: "نفذت الوكالات القانون بأمانة قبل الانتخابات. المواد جاهزة، المكاتب جاهزة، كل شيء جاهز، ينتظرون الضوء الأخضر".
يعمل فريق بايدن - المؤلف من العديد من المسؤولين الحكوميين السابقين ذوي الخبرة – حالياً من دون دعم وزارة الخارجية، وقد أرسل قراءات لجميع المكالمات، مما يساعد في حفظ السجلات. وقال مصدر مطلع على الوضع الحالي إنهم يبذلون جهداً لإضفاء الطابع الرسمي على العملية وسيستخدمون موارد وزارة الخارجية عندما تكون متاحة.
وقالت "سي إن إن" إن هذا تناقض صارخ مع الانتقال بين إدارتي أوباما وترامب. في ذلك الوقت، اختار الرئيس المنتخب ترامب عدم استخدام موارد وزارة الخارجية. بدلاً من ذلك، أجرى مكالماته من برج ترامب وقاوم استخدام نظام الدعم والتنسيق الحكومي، مما يعني أن المترجمين والموظفين جلسوا ينتظرون من دون أي عمل بينما كان ترامب يجري مكالماته بنفسه، حسبما قال مسؤول في وزارة الخارجية لشبكة CNN في ذلك الوقت.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية لشبكة CNN إنه منذ مغادرة بايدن البيت الأبيض كنائب للرئيس، كان بإمكانه الاتصال بمركز عمليات وزارة الخارجية لإجراء مكالمة مع زعيم أجنبي. يُسمح للرؤساء ونواب الرئيس السابقين باستخدام المورد وقتما يرغبون. ولكن الآن، نظراً لأنه الرئيس المنتخب، فإن إدارة ترامب تمنع بايدن من استخدام تلك المنشأة.
ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم