"سي إن إن": هل انقلبت إمبراطورية مردوخ الإعلامية ضد ترامب؟
هناك إشارات إلى أن عالم مردوخ الإعلامي ربما بدأ يدير ظهره لترامب. فقد بدأت قناة فوكس نيوز بتغيير لهجتها ووصف بايدن بالرئيس المنتخب.
قال موقع "سي إن إن" الأميركي إنه خلال الأيام العديدة الماضية، كانت هناك تكهنات كبيرة بأن عالم روبرت مردوخ يغيّر مواقفه بينما يستعد لعالم ما بعد الرئيس دونالد ترامب.
وأضاف الموقع أن هناك بعض الدلائل على أن أذرع إمبراطورية مردوخ الإعلامية قد اتخذت موقفاً أكثر حزما ضد الرئيس ترامب. لكن هناك مؤشرات أخرى على أن مردوخ لا يزال في معسكر ترامب.
وأشار الموقع إلى أن إعلاميي قناة "فوكس"، الذراع الأساسية لإمبراطورية مردوخ، لا يستسلمون. فهذه هي النقطة الأكثر وضوحاً لأن الوجوه الأكثر وضوحاً في إمبراطورية مردوخ الإعلامية، هم دعاة الدعاية المؤيدون لترامب، فلم يتراجعوا عن دعمه بعد.
فقد ظل كل من المقدمين تاكر كارلسون وشون هانيتي ولورا إنغراهام وشخصيات أخرى في قناة "فوكس" يرددون خطاب ترامب غير النزيه الذي يقوّض نزاهة العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة منذ أيام.
وقال موقع "سي إن إن" إن الخطاب الصادر عن أكبر نجوم "فوكس" ليس فقط غير مسؤول، بل إنه خطير، وإن المديرين التنفيذيين في عائلة مردوخ و"فوكس" هم الذين يمنحونهم الضوء الأخضر، مما يسمح لذلك بالحدوث على الهواء. فإذا انقلب مردوخ بالفعل على ترامب، فمن المؤكد أنه لم يبرز بعد في أقوى ذراع في إمبراطوريته الإعلامية.
ومن الصعب معرفة ما يجب فعله عند قراءة أوراق مردوخ، لكن مذكرتين حصلت عليهما "سي إن إن" يوم الجمعة وجهتا مذيعي قناة "فوكس" وغيرهم من الموظفين بعدم تسمية جو بايدن "بالرئيس المنتخب" عندما تتحدث الشبكة عن السباق الرئاسي.
وقالت المذكرات إن على فوكس "الابتعاد" عن استخدام الوصف، وبدلاً من ذلك تقول شيئاً مثل أن بايدن لديه "أصوات انتخابية كافية للفوز بالرئاسة".
ولتبرير الموقف غير المعتاد، استشهدت المذكرات بخطوات من قبل فرق ترامب القانونية للطعن في النتائج. وقالت إحدى المذكرات "سنبلغ كلا الجانبين حتى يكون هناك مزيد من التوجيه".
وبعد تقرير لقناة "سي إن إن"، الذي أشار إلى أن التوجيه يمكن أن يتغير، أنكرت "فوكس" أن المذكرات التي حصلت عليها "سي إن إن" كانت بمثابة توجيهات على الإطلاق. وسرعان ما بدأ المذيعون يشيرون إلى بايدن بـ"الرئيس المنتخب" في نقاشاتهم حول السيناريوهات الافتراضية.
وأضاف تقرير "سي إن إن" أنه صحيح أن بعض مذيعي "فوكس" الذين يعملون في ما يسمى بقسم "الأخبار المباشرة" في الشبكة بدوا أكثر عدوانية يوم الجمعة في صدهم لمعلومات من حلفاء ترامب. المذيع بريت باير، على سبيل المثال ، ضغط على النائب الجمهوري السابق نيوت غينغريتش مراراً على الهراء الذي كان يقوله على الهواء.
ولكن من الصحيح كذلك أنه في كل مرة ضغط فيها مذيع فوكس على ضيف، بدا وكأنه يستمتع بمعلومات سيئة أو يضخمها. على سبيل المثال، بينما ضغط باير على غينغريتش، قالت مارثا ماكالوم إنها "توافق تماماً" مع الأسئلة التي طرحها حول رواية مشبوهة تتعلق بمركز عد الأصوات في ديترويت.
ورأى تقرير "سي إن إن" إن ذلك يحسب نقطة لأولئك الذين يعتقدون أن مردوخ فصل نفسه عن ترامب. فقد أكد أحد إعلاميي مردوخ البارز، الأسترالي اكول آلان، أنه سيتقاعد العام المقبل من رئاسة تحرير صحيفة "نيويورك بوست"، حسبما أفادت كاتي روبرتسون من صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الجمعة.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أفادت فيه روبرتسون أن المحررين في "ذا نيويورك بوست" طلبوا من الموظفين أن يكونوا أكثر صرامة في تغطيتهم لترامب، حيث تلوح في الأفق هزيمة.
ومنذ عودته إلى "ذا نيويورك بوست" في عام 2019، كان آلان شخصية رئيسية في صحيفة التابلويد، حيث شكّل التغطية ووجهها في اتجاه مؤيد لترامب. ففي الصيف الماضي، على سبيل المثال، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن آلان أمر بإزالة قصة تتهم ترامب بالاعتداء الجنسي. لذا، فإن أنباء رحيل آلان العام المقبل تثير الدهشة أكثر من مفاجأة.
وقال الموقع إن هناك علامة أخرى على أن عالم مردوخ ربما بدأ يدير ظهره لترامب. فقد كتبت هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" التابعة لشبكة مردوخ مساء الجمعة أن "من يفوز يحتاج إلى تنازل الآخر ليكون قادراً على الحكم".
وكتب مجلس الإدارة، الذي اعترف بحق ترامب في اتخاذ إجراءات قانونية إذا كان لديه دليل على ارتكاب مخالفات، أن "إرث ترامب سيتضاءل إلى حد كبير إذا كان عمله الأخير هو رفض مرير لقبول هزيمة مشروعة. وسيبتعد المسؤولون الجمهوريون، وفي النهاية وكذلك الجمهور الأميركي الذي يريد أن يرى حسم الانتخابات".
ترجمة بتصرف: الميادين نت