"نيويورك تايمز": عن التوازن الذي يجب أن يؤمنه بايدن

يواجه شعار حملة بايدن، "إعادة البناء بشكل أفضل"، معضلة جوهرية هذا العام: كيف يُظهر أنه سيتجاوز سياسات إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، حتى في الوقت الذي يبشر فيه بفخر بإنجازاته كنائب رئيس له.

  • بايدن يقبل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية
    بايدن يقبل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه عندما يخاطب جو بايدن الأمة الليلة (أمس) في اللحظات الختامية للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، سيتحدث لأول مرة بصفته المرشح الرئاسي الرسمي لحزبه. لكن المهمة التي أمامه ستكون مهمة مألوفة.

فأمام أكبر جمهور متلفز في حياته المهنية، سيكون التحدي الكبير الذي يواجهه بايدن هو إتقان عمل توازن دقيق - بين الجناح اليساري الصاعد للحزب الديمقراطي والناخبين المعتدلين، بمن في ذلك الجمهوريون، الذين يبحثون عن بديل معتدل للرئيس دونالد ترامب. 

النبأ السار بالنسبة للمرشح بايدن أن هذه كانت، إلى حد ما، قصة حياته المهنية. على مدى ما يقرب من أربعة عقود في مجلس الشيوخ، كان بايدن معروفاً بأنه صانع صفقات وبراغماتي، وهو أفضل بكثير في التعامل مع الرياح السياسية.

الخبر غير السار هو أن هناك الكثير من الموازنة التي يتعين القيام بها.

يواجه شعار حملة بايدن، "إعادة البناء بشكل أفضل"، معضلة جوهرية هذا العام: كيف يُظهر أنه سيتجاوز سياسات إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، حتى في الوقت الذي يبشر فيه بفخر بإنجازاته كنائب رئيس له.

يتعلق ذلك بمسألة إلى أي مدى ينبغي أن يتحرك بايدن عندما تتاح للديمقراطيين الفرصة للفوز بعدد كبير من الناخبين الجمهوريين المعتدلين الساخطين.

وقال جيم مانلي، الاستراتيجي الديمقراطي المخضرم، مشيراً إلى خطاب السناتور بيرني ساندرز في الليلة الأولى من المؤتمر: "قام ساندرز بدوره من خلال إعطاء تأييد قوي جيد لنائب الرئيس. الليلة أعتقد أن على نائب الرئيس أن يسدد له من خلال الاعتراف ببعض القضايا التي أثارها التقدميون - مع عدم إبعاد بعض أولئك الموجودين في الضواحي ..".

لقد بذل الديمقراطيون جهداً لتسويق بايدن كخيار مستساغ للجمهوريين المناهضين لترامب، مسلطين الضوء على تاريخه كصانع اتفاقات بين الحزبين: تأليفه لقانون العنف ضد المرأة وصداقاته مع أعضاء مجلس الشيوخ في كلا الحزبين الرئيسيين. تضمن الأمر كذلك خطابات من جمهوريين مشهورين مثل كولن باول، وزير الخارجية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وجون كاسيش، الحاكم السابق لأوهايو، وعلاقة وثيقة مع السناتور جون ماكين الذي توفي عام 2018.

لكن فكرة التعاون بين الحزبين تبدو غريبة اليوم، مما يجعل التحدي الرئيسي الذي يواجهه بايدن هو أن يوحد التحالف داخل حزبه ويوسعه.

قال مانلي: "لا يمكنه المجازفة بالتحدث بتفاؤل شديد حول الشراكة بين الحزبين لدرجة يبدو فيها أصمًا للعصر الجديد من الحزبية المفرطة الموجودة داخل الكونغرس الحالي".

ترجمة بتصرف: الميادين نت

بعد 4 سنوات من ولاية الرئيس دونالد ترامب يخوض الأخير انتخابات جديدة للفوز بولاية ثانية، فيما يخوض الديمقراطيون معركة العودة إلى الرئاسة مستفيدين من أخطاء ترامب والمشاكل التي أغرق فيها أميركا.