"جيروزاليم بوست": الصين لاعب سيء تتحالف مع إيران التي تريد إزالة"إسرائيل"
فضلاً عن أولوية الشراكة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، أثبتت الصين أنها لاعب سيء بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالاتصالات والخصوصية.
شنت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في افتتاحيتها هجوماً قاسياً على الصين معتبرة أن مصلحة "إسرائيل" وأولويتها هي مع الولايات المتحدة الأميركية، مشككة في ارتباط شركة "هواوي" الصينية بالدولة الصينية وتجسسها لمصلحتها، ومنددة بالاتفاقية الصينية الإيرانية الجديدة التي ستشمل منح طهران مقاتلات وصواريخ وهي التي تهدد بإزالة "إسرائيل" عن الخارطة.
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل" في طريقها لتوقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة، في نهاية الأسبوع - وهذا يعني أن "إسرائيل" ستتعهد بعدم استخدام أي معدات صينية في البنية التحتية لاتصالاتها. ويشمل ذلك شبكة الإنترنت "5جي" 5G الجديدة والمتقدمة، والتي فتحت وزارة الاتصالات الإسرائيلية مناقصة لها في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت وزارة الخارجية إن مذكرة التفاهم ستشمل انضمام "إسرائيل" إلى "الشبكة النظيفة" التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، والتي تهدف إلى حماية الأصول الوطنية لحلفاء الولايات المتحدة وكذلك الخصوصية الفردية من "الجهات الفاعلة الخبيثة مثل الحزب الشيوعي الصيني".
وقال مصدر حكومي أميركي: "أن تكون دولة نظيفة يفيد الأمن القومي لإسرائيل وخصوصية مواطنيها والملكية الفكرية لشركاتها التي اكتسبتها بشق الأنفس".
وأضافت الصحيفة: "لقد اتخذت إسرائيل الخيار الصحيح هنا. هذا صحيح، ويبدو واضحاً. الولايات المتحدة هي أكبر حليف لإسرائيل وهذا التحالف هو أيضاً أحد أكبر الأصول الإستراتيجية لإسرائيل. نادراً ما يكون هناك وضع يتعين على إسرائيل فيه الاختيار بين الولايات المتحدة ودولة أخرى، ولا تكون أميركا فيه في المقدمة. ولكن إلى جانب الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أثبتت الصين أنها لاعب سيء بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالاتصالات والخصوصية".
وتابعت "جيروزاليم بوست" مزاعمها قائلة: "تخضع الشركات الصينية، حتى الشركات الخاصة منها، للتدخل الحكومي، وقد أثبت عدد لا يحصى من المنتجات الصينية من مكونات البنية التحتية لاتصالات "هواوي" Huawei إلى تطبيق الوسائط الاجتماعية الشهير "تيك توك" TikTok أنه يحتوي على انتهاكات خطيرة للبيانات. هذا يضيف إلى بيانات الملايين، إن لم يكن المليارات، من الناس في جميع أنحاء العالم التي في أيدي الحزب الشيوعي الصيني".
وقالت الصحيفة: "في غضون ذلك، كان رد فعل الصين على التقرير كاشفاً. للمرة الثانية، حاول أبواق بكين التمسك بحقيقة أن اليهود فروا من المحرقة إلى شنغهاي ومن ثم إلى إسرائيل، كما لو أن البلاد مدينة لهم بشيء..".
ثم، يوم الأحد، غرد تشين ويهوا، كاتب العمود الشهير في صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، وهي وسيلة إعلامية تديرها الدولة، رداً على مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة و"إسرائيل": "هذا أمر فاضح وغير ممتن. قدمت المدن الصينية مثل شنغهاي ملاذًا آمنًا لنحو 30 ألف يهودي فروا من أوروبا النازية في الحرب العالمية الثانية، لكن إسرائيل الآن ترد الجميل بكونها كلب بودل أميركياً ضد الصين في شأن شبكة الجيل الخامس"، 5جي.
وتابعت الافتتاحية: "هذا مثير للسخرية من نواح كثيرة. بادئ ذي بدء، إذا كانت إسرائيل ستجري دبلوماسيتها بناء على كيفية تصرف الدول خلال الحرب العالمية الثانية - والتي تشير علاقاتها الوثيقة مع ألمانيا إلى أنها ليست كذلك - فستدين على أي حال أكثر بكثير للولايات المتحدة، التي لعبت دوراً رئيسياً في هزيمة النازيين. لكن المفارقة الأكبر - والأسوأ - هي أن هذا هو خط الجدل بينما تقوم الصين بتطوير علاقات أوثق مع الملالي الإيرانيين، الذين يسعون علناً إلى تدمير دولة إسرائيل. تظهر مجرد نظرة سريعة على حساب آية الله علي خامنئي على تويتر نوايا نظام الإبادة الجماعية هذا"، بحسب زعم "جيروزاليم بوست".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "من المعروف أن الحزب الشيوعي الصيني لا يأخذ التهديد الإيراني لإسرائيل على محمل الجد، وتعمل بكين على صفقة ضخمة مع إيران، والتي ستشمل، من بين أمور أخرى ، التعاون الدفاعي وبيع طائرات مقاتلة وصواريخ متطورة لطهران وغير ذلك. يوم الجمعة الماضي فقط، استخدمت الصين حق النقض ضد اقتراح أميركي بتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، والذي من المقرر أن ينتهي في تشرين الأول / أكتوبر. وهذا يجعل المخاطر الأمنية لمنح الشركات التي لها علاقات مع الحكومة الصينية إمكانية الوصول إلى خطوط الاتصالات الإسرائيلية واضحة تماماً".
وختمت "جيروزاليم بوست" قائلة: "من حق الصين إعطاء الأولوية لعلاقاتها مع إيران على العلاقات مع إسرائيل - لكن إسرائيل لها كل الحق في أخذ ذلك في الاعتبار ورفض مشاركتها في مشاريع البنية التحتية الحيوية. يجب أن تستمر علاقات إسرائيل الاقتصادية مع الصين وتزدهر، لكن يجب أن تكون حريصة على عدم التنازل عن الكثير من بنيتها التحتية الحيوية للصينيين. لقد تم بالفعل ارتكاب العديد من الأخطاء مثل (عطاء) ميناء حيفا. وليس للصين مطلقاً الحق في استخدام ذكرى الهولوكوست كسلاح في أي وقت، وبالتأكيد ليس لها الحق في التعايش مع أولئك الذين يسعون إلى محو إسرائيل من الخريطة".
ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم