"نيويورك تايمز": الإمارات أول دولة عربية تطلق محطة للطاقة النووية
يثير إطلاق منشآة البركة النووية مخاوف بشأن العدد المتزايد من البرامج النووية في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير لها إن الإمارات العربية المتحدة هي أول دولة عربية افتتحت محطة للطاقة النووية يوم السبت الماضي، مما يثير مخاوف بشأن العواقب طويلة المدى لإدخال المزيد من البرامج النووية إلى الشرق الأوسط.
وأضاف التقرير أن هناك "دولتين أخريين في المنطقة - إسرائيل وإيران - لديهما بالفعل قدرات نووية. تمتلك إسرائيل ترسانة أسلحة غير معترف بها، ولدى إيران برنامج مثير للجدل لتخصيب اليورانيوم تصر على أنه مخصص للأغراض السلمية فقط".
وقالت الإمارات، وهي دولة صغيرة أصبحت مركزاً إقليمياً ومركز أعمال دولي، إنها قامت ببناء المنشآة لتقليل اعتمادها على النفط الذي دعم البلاد وأغنى دول الخليج منذ عقود. وقالت إنه بمجرد تشغيل جميع وحداتها الأربع، ستوفر المحطة التي صممتها كوريا الجنوبية ربع إنتاج الكهرباء في البلاد.
وقالت الصحيفة إنه "سعياً لتهدئة المخاوف من أنها كانت تحاول بناء القوة لاستخدامها ضد منافسيها الإقليميين، فقد أصرت الإمارات على أنها تعتزم استخدام برنامجها النووي لأغراض الطاقة فقط. لكن مع وجود إيران في مواجهة مع القوى الغربية بشأن برنامجها النووي و"إسرائيل" في الجوار والتوترات الشديدة بين دول الخليج، يرى بعض المحللين أن المحطة الجديدة - وأي منشآة قد تأتي لاحقاً - صداع أمني وبيئي. كما بدأت دول عربية أخرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، تخطط لبرامج للطاقة النووية".
ويعاني الشرق الأوسط بالفعل من العداوات التي وضعت السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد إيران وقطر وحلفاء إيران الإقليميين. وادعى أحد هؤلاء الوكلاء، جماعة الحوثيين ومقرها اليمن، هجوماً على منشآة البركة النووي عندما كان قيد الإنشاء في عام 2017.
وقالت الصحيفة إنه يعتقد على نطاق واسع أن إيران تقف وراء سلسلة من الهجمات على منشآت النفط السعودية وناقلات النفط التي تمر عبر الخليج خلال العام الماضي.
وكتب بول دورمان، الباحث في معهد الطاقة بجامعة كلية لندن، في مقال افتتاحي في آذار/ مارس الماضي: "إن استثمار الإمارات في هذه المفاعلات النووية الأربعة يهدد بمزيد من زعزعة استقرار منطقة الخليج المضطربة، وإلحاق الضرر بالبيئة وزيادة إمكانية الانتشار النووي"، مشيراً إلى الإمارات العربية المتحدة لديها خيارات أخرى للطاقة، بما في ذلك "بعض من أفضل مصادر الطاقة الشمسية في العالم". وأضاف أن "طبيعة اهتمام الإمارات بالطاقة النووية قد تكون مخفية في مرمى البصر – وهو انتشار الأسلحة النووية".
لكن الإمارات قالت إنها درست مسألة الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة قبل رفضها لصالح الطاقة النووية لأنها تلك المصادر لن تنتج ما يكفي لاحتياجاتها.
وقالت الصحيفة إن الإمارات كي تقدم أدلة على أن نواياها سلمية، تشير إلى تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي راجعت مشروع براكة، ومع الولايات المتحدة، التي وقعت معها اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية في عام 2009 تسمح لها بتلقي المواد النووية، والمساعدة التقنية من الولايات المتحدة مع منعها من تخصيب اليورانيوم وأنشطة تطوير قنابل أخرى محتملة".
وقالت "نيويورك تايمز" إن كل ذلك لم يقنع قطر، التي تقدمت في العام الماضي بشكوى إلى مجموعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول محطة البركة، واصفة إياها بأنها "تهديد خطير لاستقرار المنطقة وبيئتها".
وتمثل صادرات النفط الإماراتية حوالى ربع إجمالي ناتجها المحلي الإجمالي. وعلى الرغم من تدفق النفط، فقد استوردت كميات متزايدة من الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة جزئياً لتشغيل محطات تحلية المياه الكثيفة الطاقة.
وقال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، الحاكم الفعلي للإمارات، على تويتر يوم السبت: "نشهد بفخر بدء تشغيل محطة براكة للطاقة النووية، بما يتماشى مع أعلى معايير الأمان الدولية".
والمنشأة النووية الجديدة، الواقعة في المنطقة الغربية على الساحل، بالقرب من قطر والسعودية، هي الأولى من بين عدة محطات نووية محتملة في الشرق الأوسط. وتخطط مصر لبناء محطة طاقة بأربع مفاعلات نووية.
وتبني السعودية كذلك مفاعلاً نووياً مدنياً في الوقت الذي تسعى فيه لاتفاق تعاون نووي مع الولايات المتحدة، على الرغم من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قالت إنها لن توقع مثل هذا الاتفاق إلا إذا تضمن ضمانات ضد تطوير الأسلحة.
ترجمة: الميادين نت