"نيويورك تايمز": الاحتجاجات تحتل إعلانات فيسبوك بملايين الدولارات

أنفقت حملة المرشح الديموقراطي جو بايدن نحو مليوني دولار على إعلانات فيسبوك التي تشير إلى ترامب والتفوق الأبيض.

  • "نيويورك تايمز": الاحتجاجات تحتل إعلانات فيسبوك بملايين الدولارات
    تجدد الاحتجاجات في واشنطن من مختلف الشرائح الأميركية

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنه من غير المستغرب أن تصبح الاحتجاجات علفاً سياسياً سريعاً في عام انتخابات يتميز فيه الرئيس بكونه أكثر ميلاً إلى تسخير الانقسام بدلاً من علاجه.

وقالت الصحيفة إن الإعلانات على موقع فيسبوك شهدت زيادة هائلة من خلال حملة جو بايدن، والتي ضخت أكثر من 5.2 مليون دولار في المنصة في الأيام الأخيرة، بما في ذلك 1.6 مليون دولار يوم الخميس وحده، أي أكثر من الرقم القياسي لثلاث مرات للرئيس دونالد ترامب في يوم واحد.

وقال أحد إعلانات بايدن، مدعوماً بأكثر من 900000 دولار، أن ترامب "يشعل نيران التفوق الأبيض والكراهية في بلدنا". وقد تم وضع النص على عدد قليل من الصور المختلفة، بما في ذلك صورة بالأبيض والأسود لترامب وهو يمشي أمام ضباط الأمن في ملابس مكافحة الشغب بعد أن قاموا بتطهير المتظاهرين السلميين بالقرب من البيت الأبيض حتى يتمكن من التقاط صورة خارج الكنيسة. وأظهرت صور أخرى المحتجين مع لافتات تعلن "مسألة الحياة السوداء" تحت قبة مبنى الكونغرس الأميركي مباشرة.

وفي المجمل، أنفقت حملة بايدن ما يقرب من 2 مليون دولار على إعلانات فيسبوك التي تشير إلى ترامب والتفوق الأبيض، وفقًا لشركة Advertising Analytics، وهي شركة ترصد الإعلانات. وغالباً ما تكون الإعلانات مصحوبة بمشاهد من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

وتتخذ حملة ترامب الاتجاه المعاكس، حيث تنفق حوالى 120 ألف دولار على الإعلانات التي تدين "أعمال الشغب". وتتضمن الإعلانات تأكيدات لا أساس لها بأن جماعات النشطاء اليساريين هي المسؤولة عن أعمال الشغب في المدن الأميركية.

يقول أحد إعلانات ترامب على فيسبوك: "إن الغوغائيين الخطرين من المجموعات اليسارية المتطرفة يسيرون في شوارعنا ويسببون فوضى عارمة".

وتنفق الحملة حوالى 40 ألف دولار للترويج لتكرارات مختلفة للإعلان باستخدام تلك اللغة، ولكن لا يستخدم أي منهم أي صور من الاحتجاجات. وبدلاً من ذلك، يستخدمون صوراً للرئيس أو نصاً كبيراً يقول "أوقفوا أنتيفا" antifa، وهي حركة معادية للفاشية، فضفاضة لم يثبت أنها تقوم بتدبير العنف أو النهب.

الرسائل القادمة من حملتي بايدن وترامب انعكست من قبل الحلفاء وحملات الاقتراع عبر فيسبوك. تخللت المنظمات الليبرالية مثل "موف اون" MoveOn صوراً للمتظاهرين والسيد جورج فلويد، بينما هاجمت حملة إعادة انتخاب السناتور ميتش ماكونيل "النهب، وأعمال الشغب، والدمار" إلى جانب صورة للسناتور يتحدث.

وعلى شاشة التلفزيون، يسير المشهد الفوضوي من المتظاهرين بالغازات بالقرب من البيت الأبيض في منتصف إعلان جديد من Priorities USA، وهي واحدة من أكبر لجان العمل السياسي PACs الديموقراطية، حيث يقول الراوي: "بينما يقف الأميركيون من أجل العدالة، يقسم دونالد ترامب ويشعل".

بدأ بث الإعلان يوم الاثنين، ويتم توزيعه بملايين الدولارات لاستهداف ولايات "ساحة المعركة".

تم تكرار المشهد نفسه في إعلان جديد من مشروع لينكولن، وهو لجنة عمل سياسية كبيرة PAC مدعومة من الجمهوريين الذين ينتقدون ترامب. وبدأ بث هذا الإعلان خلال عطلة نهاية الأسبوع ويتضمن صورة لترامب يحمل "الكتاب المقدس" خارج كنيسة القديس يوحنا حيث يصفه أحد الرواة بأنه "جبان".

في الانتخابات التمهيدية المثيرة للجدل في مجلس الشيوخ الديمقراطي في جورجيا، ذهب جون أوسوف، المرشح السابق لمجلس النواب الذي كان يتقدم في الاستطلاعات، بمقاربة بصرية مختلفة وتناول مقتل أحمد أربيري. لقد أنفق 420 ألف دولار على إعلان يتحدث فيه إلى الكاميرا لمدة 30 ثانية كاملة، قائلاً إنه "أسوأ نوع من الفساد" عندما "يُقتل شاب أسود في جورجيا بالرصاص في الشارع، لكن الشرطة والمدعين العامين نظروا إلى الاتجاه الآخر.. لا توجد مشاهد للاحتجاجات في الإعلان.

قد لا يبلغ عمر حركة الاحتجاج سوى بضعة أسابيع، ولكن توقع أن ترى المزيد من الإعلانات التي تعرض التظاهرات، ورد الفعل عليها، في الأسابيع والأشهر المقبلة.

ترجمة: الميادين نت

نطق المواطن الأميركي الأفريقي جورج فلويد وهو يُخنق من قبل شرطي أميركي: "أريد أن أتنفس"، ومات فلويد خنقاً، آلاف الأميركيين يخرجون في تظاهرات يومية ومواجهات مع الشرطة وهم يرددون عبارة "فلويد"، ومعهم يردد العالم "نريد أن نتنفس".