"باري ماتش": الحب في زمن كورونا.. مواعيد عابرة للحدود!!
الحدود التي أغلقت منتصف الشهر الماضي لمنع تفشي الفيروس، فشلت في منع الثنائي المسن من اللقاء المباشر، صحيح أنهما يتصلان ببعضهما صباح كل يوم، ومع ذلك يلتقيان عند الظهيرة أيضا ولا يفصل بينهما سوى حاجز.
صحيفة "باري ماتش" الفرنسية تنشر مقالاً حول صداقة تجمع بين ثنائي تفصلهما حدود بلديهما بسبب تفشي كورونا في أوروبا.
وتقول الصحيفة الفرنسية إن الثنائي انغا راسموسين من الدانمارك، وكارستن توشسن هانسن من ألمانيا، يلتقيان يومياً عند الحاجز الفاصل بين حدود بلديهما، المغلقة بسبب جائحة تفشي فيروس كورونا المستجد.
المفارقة لا تكمن فقط في مكان الموعد بين الصديقين انغا وكارستن، بل في عمرهما الذي تجاوز الثمانين والمسافة التي يقطعانها يومياً من أجل قضاء ساعات مع بعضهما!
تعرفت الدانماركية انغا (85 سنة) على الألماني كارستن (89 سنة) منذ عامين، وقررا تحدي الفيروس وعدم السماح للعزل الصحي ولا التباعد الاجتماعي ولا حتى إغلاق الحدود بين البلدين، من رؤية بعضهما وجها لوجه، والحفاظ على صداقتهما المتينة.
الحدود التي أغلقت منتصف الشهر الماضي لمنع تفشي الفيروس، فشلت في منع الثنائي المسن من اللقاء المباشر، صحيح أنهما يتصلان ببعضهما صباح كل يوم، ومع ذلك يلتقيان عند الظهيرة أيضا ولا يفصل بينهما سوى حاجز.
تقود انغا راسموسن سيارتها بنفسها من غالهوس (جنوب الدانمارك) يومياً باتجاه الحدود الألمانية، بينما يقود كارستن توشسن دراجته الهوائية للذهاب بحكم أنه يقيم في سودرلوغم التي لا تبعد سوى (7,5كم ) عن الحدود.
وعرفت قصة لقاءات الثنائي الغريبة من نوعها، من خلال عمدة مدينة "توندر" (جنوب الدانمارك) الذي شاهد الصديقين الأرملين انغا وكارستن وهما جالسين بين الحدود بين البلدين، فأعجب بهما وقام بنشر صورتهما على موقع "فيسبوك"، وكتب : "لنتحدى هذه الظروف الصعبة، ولنجد الحلول معا".
يشار إلى أن الثنائي يحترم مسافة الأمان بينهما التي تحول دون انتقال العدوى.. يأخذان معهما مأكولات خفيفة ومشروبات ساخنة ويتبادلان أطراف الحديث.
وتصر انغا في تصريحات لصحيفة " "دير نوردشليسويغر" اليومية الألمانية على أن العلاقة التي تربطها بكارستن هي علاقة صداقة متينة وليست علاقة عاطفية، ولكن لقاءاتهما "غير القانونية" هي طريقتهما الوحيدة للخروج من العزلة.
وتقول انغا أيضا في تصريح لـ "دوتشي فيل" إن "هذا الوضع محزن، ولكن ما من شيء آخر يمكننا فعله".
*ترجمة: سلوى ونوس