القطريون والسعوديون يبحثون عرضاً جديداً لإنهاء الأزمة الخليجية

مسؤول قطري كبير يزور السعودية، وواشنطن تأمل في إنهاء الأزمة الخليجية التي تعيق الجهود المبذولة لمواجهة إيران.

  • القطريون والسعوديون يبحثون عرضاً جديداً لإنهاء الأزمة الخليجية
    وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني

 

 

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أميركيين وعرب قولهم إن وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد قام برحلة غير معلنة إلى الرياض في تشرين الأول / أكتوبر الماضي للقاء كبار المسؤولين السعوديين، في إطار الجهود لحل الأزمة الخليجية.

واعتبرت الصحيفة أن تلك الزيارة هي إنجاز دبلوماسي يسجّل أكثر الجهود جدية لإنهاء الخلاف الذي دام عامين ونصف العام بين حلفاء الولايات المتحدة في الخليج الغني بالطاقة. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وعرب وأشخاص مطلعين على الزيارة قولهم إن وزير الخارجية القطري قد قدم خلال الزيارة عرضاً لإنهاء الأزمة الخليجية، يتضمن قطع قطر علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين.

وأكد مسؤول عربي حصول الزيارة قائلاً إن قطر مستعدة لقطع علاقاتها مع "الإخوان المسلمين". وأشار إلى أن الرياض تدرس اقتراح الدوحة. 

لكن الصحيفة نقلت عن بعض الدبلوماسيين الأميركيين الحاليين والسابقين ومسؤولين من المنطقة، شكوكهم في إمكان حل الخلاف في المستقبل القريب.

وقال مطلعون على الأمر للصحيفة إن الزيارة السرية للوزير محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى الرياض سبقتها جولات من المحادثات الدبلوماسية كانت دولة الكويت وسيطاً في العديد منها. وأشاروا إلى أن بعض هذه الاجتماعات عقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان أواخر حزيران / يونيو الماضي.

 

واعتبر المسؤول العربي، الذي تحدث لمراسل "وول ستريت جورنال"، أن هذا الاقتراح القطري المتعلق بإنهاء العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين هو فرصة واعدة لإنهاء النزاع، كونه "عرضاً جاداً وغير مسبوق".

ولدى سؤال الصحيفة مسؤولاً قطرياً بارزاً عن المسألة قال إن بلاده قد رحبت منذ بداية الأزمة "بكل فرصة لإنهاء المقاطعة المستمرة من خلال الحوار المفتوح والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة".

أما بشأن علاقات الدوحة مع جماعات مثل "الإخوان المسلمين"، فقال: "كانت تعهداتنا دائماً هي الالتزام بالقانون الدولي وحماية حقوق الإنسان وليس لحزب أو جماعة بعينها". وأضاف: "دعمنا أسيء فهمه أحياناً من قبل أولئك الذين يسعون إلى عزل قطر، ولكن الحقائق توضح موقفنا".

ورفضت السفارة السعودية في واشنطن الاستجابة لطلبات الصحيفة التعليق على هذه القضية.

ويستعد المسؤولون السعوديون والقطريون للقاء مرة أخرى لمناقشة التفاصيل التي ستحدد بالضبط ما ترغب الدوحة في فعله لقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مطلعين على الملف قولهم إن السعودية قد تكون منفتحة على المصالحة مع قطر، إلا أن الإمارات لا يزال لدى زعيمها الفعلي ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بعض الشكوك.

وأشار نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن جيرالد فايرشتاين إلى وجود بعض التفاؤل بشأن كسر للجليد في العلاقات القطرية - الخليجية. وقال فايرشتاين، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية وسفير أميركي سابق في اليمن، إن هناك مؤشرات على التقارب بين السعوديين والقطريين إلا أنه ليس من الواضح تماماً ما إذا كانت هناك إمكانية لرؤية نفس الشيء بين الإماراتيين والقطريين.

وجاء تقرير "وول ستريت جورنال" في ظل حديث عن انفراجة في الأزمة الخليجية مع مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين في بطولة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 24" المقامة في الدوحة حالياً، وهو ما يعد مؤشراً إلى احتمال حدوث حلحلة للأزمة الخليجية.

وجاء هذا قرار المشاركة المفاجىء جاء بعد قرار سابق من تلك الدول بمقاطعة البطولة، وفي ظل أزمة خليجية مستمرة منذ أن قطعت تلك الدول الثلاث ومصر علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران / يونيو 2017، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية".