"إسرائيل" وراء حجب المساعدات الأميركية عن الجيش اللبناني

صحيفة إسرائيلية تكشف أن قرار واشنطن حجب 105 ملايين دولار عن الجيش اللبناني جاء بضغط من مسؤولين إسرائيليين.

آليات للجيش اللبناني في عرض عسكري في ذكرى الاستقلال في آب - أغسطس الماضي

تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب حجب 105 ملايين دولار كمساعدات أمنية للبنان، مشيرة إلى أن مسؤولين إسرائيليين كانوا يضغطون على واشنطن من أجل خفض هذه المساعدات.

ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله لصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل": "لقد أوضحنا أن أي مساعدات تهدف إلى ضمان استقرار لبنان يجب أن تكون مشروطة بأن يتعامل لبنان مع صواريخ حزب الله الموجهة بدقة".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" الأربعاء: "أوضحنا في محادثات سرية مع عواصم مختلفة أن أي مساعدات تهدف إلى ضمان استقرار لبنان يجب أن تكون مشروطة بتعامل لبنان مع صواريخ حزب الله الموجهة بدقة. أي شيء أقل من ذلك سيكون إشكالياً في نظرنا".

وقالت "واشنطن بوست" إن تجميد هذه المساعدات جاء بعد يومين فقط من استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ووسط احتجاجات واسعة مناهضة للحكومة تهز السياسة اللبنانية في حين أن اقتصاد البلاد على وشك الانهيار. كما جاء في وقت تقوم فيه روسيا بتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، بعد سحب ترامب للقوات الأميركية من شمال شرق البلاد هذا الشهر. وقال نقاد إن هذه الخطوة قلصت من النفوذ الأميركي في المنطقة وكانت خيانة أميركية للحلفاء الكرد السوريين.

ونقلت الصحيفة عن وكالة رويترز قولها إن المساعدة العسكرية للبنان شملت أسلحة لأمن الحدود ونظارات للرؤية الليلية، حيث رأت واشنطن في أيار / مايو الماضي بأن "هذه المساعدات ضرورية لمساعدة لبنان، الذي يتاخم سوريا وإسرائيل(فلسطين المحتلة)، على حماية أمنه".

وبحسب رويترز، لم يذكر المسؤولون سبب منع المساعدات. وقال أحد المصادر إن وزارة الخارجية لم تبلغ الكونغرس بسبب هذا القرار.

وتابعت الصحيفة الأميركية أن الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات اقتصادية على حزب الله، المدعوم من إيران والذي أصبح الآن جزءاً من الحكومة اللبنانية. ومع ذلك، يزعم المنتقدون لهذه العقوبات أن فرض مزيد من العقوبات على حزب الله يمكن أن يقوّض النفوذ السياسي الأميركي في لبنان وفي الحرب السورية ذات الصلة والحرب الباردة مع إيران، وهو يحدث فراغاً يؤدي إلى تدخل روسيا بشكل كبير وتوسيع نفوذها في المنطقة.

وأشارت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل من جهتها إلى أن "إسرائيل" اتهمت الجيش اللبناني بعدم القيام بأي شيء لمنع حزب الله من تسليح نفسه بصواريخ موجهة بدقة، وهو برنامج تعهدت بإحباطه. وأوضحت أنه في أيلول / سبتمبر الماضي، قام مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب مارشال بيلينجسليا، بزيارة لبنان وحضّه على "اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على مسافة بعيدة عن حزب الله وغيره من الجهات الفاعلة الخبيثة التي تحاول زعزعة استقرار لبنان ومؤسساته"، وفقاً لبيان للسفارة الأميركية في بيروت.