"واشنطن بوست" تندد بمقايضة الإفراج عن لُجين الهذلول بنفي تعذيبها

السجون السعودية مليئة بالمعارضين والناشطين الذين أرادوا ببساطة التحدث عن آرائهم.

متظاهرون من منظمة العفو الدولية يتظاهرون أمام سفارة السعودية في باريس في 8 مارس / آذار (رويترز)

كتب مجلس التحرير في صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحية انتقدت فيها عرض السلطات السعودية صفقة على الناشطة السعودية المعتقلة لُجين الهذلول بإطلاق صراحها إذا أنكرت تعرّضها للتعذيب. والآتي ترجمة نص المقالة:

عندما يتعلق الأمر بشجاعة مطلقة بشأن قناعاتها، تستحق لُجين الهذلول اعترافًا كبيرًا. بصفتها ناشطة في مجال حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية، فقد ضغطت بشدة لكسب ما هو معترف به في العالم الحديث: حق المرأة في القيادة بنفسها. بسبب نشاطها، سجنت السيدة الهذلول منذ أكثر من عام وتعرضت للتعذيب. إنها لا تزال وراء القضبان، حتى عندما أعطى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الموافقة على قيادة النساء وتخفيف النظام القمعي للوصاية الذكورية.

وقد تم القبض على السيدة الهذلول وخمس نساء أخريات في أيار/مايو من العام الماضي(2018). وشنّت السلطات السعودية حملة تشويه على وسائل التواصل الاجتماعي ضدهن، ووصفتهن بأنهن "خونة" يشكلّن تهديدًا لأمن الدولة بسبب "اتصالهن بالكيانات الأجنبية بهدف تقويض استقرار البلاد ونسيجها الاجتماعي". وتعرضت الهذلول وآخرون للتعذيب بالصدمات الكهربائية والضرب والغرق بالمياه.

عرضت السيدة الهذلول على والديها خلال زيارتهما لها في السجن ندوبًا سوداء على فخذيها في كانون الأول/ديسمبر الماضي. اتهمت عائلتها سعود القحطاني، وهو مستشار كبير لولي العهد، بأنه كان حاضراً خلال بعض جلسات التعذيب وهددها بالاغتصاب وقتلها. الحكومة السعودية نفت ذلك. السيد القحطاني كان قد أشرف على فرقة الاغتيال التي قتلت جمال خاشقجي كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست" في تشرين الأول/أكتوبر الماضي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.

الآن تأتي كلمة من عائلة السيدة الهذلول عن عمل مشين آخر، علاوة على حبسها وتعذيبها. فقد قال أخوها وأختها إن السلطات السعودية اقترحت صفقة يتم بموجبها إطلاق سراحها إذا أنكرت أنها تعرضت للتعذيب. ووفقًا لعائلتها، كان المطلب الأول عبارة عن بيان مكتوب، كانت مستعدة للتوقيع عليه، لكن عندما أصر المسؤولون السعوديون على تسجيل الفيديو، رفضت. وكتب شقيقها وليد على موقع تويتر: "عندما طلب منها أمن الدولة التوقيع على وثيقة إصدار الفيديو، قامت على الفور بتمزيق المستند. أخبرتهم أنه عندما يطلبون مني التوقيع على هذه الوثيقة، فأنتم متورطون في التستر وأنتم تحاولون ببساطة الدفاع عن سعود القحطاني الذي كان يشرف على التعذيب.

وكتبت أختها لينا: "أتساءل إن كنت أخاطر بكتابة هذا. ربما سيضر أختي أيضًا. لكن لا يمكنني الاحتفاظ به بنفسي. وقد اقتُرح على لُجين صفقة: نفي التعذيب وستكون حرة. أياً كان ما يحدث، فأنا أؤكد ذلك مرة أخرى: لقد تعرضت لُجين للتعذيب الوحشي والتحرش الجنسي".

السجون السعودية مليئة بالمعارضين والناشطين الذين أرادوا ببساطة التحدث عن آرائهم. وقد دافع أكثر من دزينة من السجناء عن حقوق المرأة.

ويجب أن يكون واضحاً للمستثمرين الماليين الذين تم إغراؤهم مؤخرًا من خلال عرض شراء الأسهم المتوقع في شركة أرامكو السعودية، من هم الذين يصافحونهم. هؤلاء جبناء لم يقتلوا صحافيًا وعذبوا ناشطًا فحسب، بل حاولوا أيضًا التستر على وحشيتهم. أولئك الذين يستثمرون في عالم الطاغية يقومون بتمكين جرائمه.

 

ترجمة: الميادين نت