بلومبرغ: السعودية تدرس شراء الغاز من "إسرائيل" ونقل نفطها عبر إيلات
موقع بلومبرغ الأميركي يكشف أن السعودية تدرس شراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي، وتبحث نقل نفطها عبر خط أنابيب إسرائيلي في إيلات إلى أوروبا.
كشف موقع بلومبرغ الأميركي في تقرير له أن السعودية تدرس شراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي، وذلك نقلاً عن عضو سابق في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أحدث دليل على "حميمية العلاقات بين الطرفين المتعاديين رسمياً".
وقال الموقع إن الدولتين قد ناقشا بناء خط أنابيب من شأنه أن يربط المملكة العربية السعودية بـ"إيلات"، على حد قول أيوب قرا، الذي استشهد بمحادثات مع "كبار المسؤولين" في المنطقة، في مقابلة له مع بلومبرغ في القدس المحتلة.
وقد تم اختيار مدينة إيلات (في فلسطين المحتلة)، التي تقع على خليج العقبة وتبعد حوالى 40 كيلومتراً (24.9 ميلاً) عن الحدود ، لقربها من السعودية.
ولفت الموقع إلى أن مشروع طاقة بهذا الحجم سيتطلب علاقات دبلوماسية رسمية بين "إسرائيل" والسعودية ومن المرجح أن يؤدي إلى رد فعل سياسي. وأشار "بلومبرغ" إلى أن "إسرائيل" لا تزال غير شعبية إلى حد كبير في العالم العربي بسبب معاملتها للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال في الضفة الغربية وتحت الحصار في غزة. وأضاف أن "إسرائيل" والسعودية قد اتحدتا خلف أبواب مغلقة في خصومتيهما لإيران، لكن إضفاء الطابع الرسمي على التحالف قد لا يزال من الصعب تحقيقه.
وكان قرا، وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق، أحد أقرب مستشاري نتنياهو في العلاقات مع الدول العربية وكان من بين حفنة من أعضاء الحكومة الإسرائيلية الذين ظهروا علانية في دولة خليجية في العام الماضي. وقال "هذا يتعلق بالاهتمام المشترك".
لم يرد ممثلو وزارات الطاقة في "إسرائيل" والسعودية على طلبات التعليق من "بلومبرغ". ولم يرد مركز الاتصالات الدولية التابع لوزارة الإعلام السعودية على اتصالات الموقع.
وذكر الموقع أن "الشركات الإسرائيلية عثرت على كميات هائلة من الغاز في المياه الإسرائيلية منذ حوالى 10 سنوات، لكنها كافحت من أجل تحقيق إمكانات تحويلها إلى وقود. لقد وقع الشركاء الذين يقومون بتطوير أكبر خزان في "إسرائيل" (فلسطين المحتلة) على عقود بقيمة 25 مليار دولار ولكن لا يزال لديهم أكثر من 80٪ من الخزان غير مرتبط بأي مشترين". وأضاف بلومبرغ: "يمكن أن تساعد السعودية في سد هذه الفجوة: تخطط المملكة لاستثمار أكثر من ستة أضعاف هذا المبلغ في الغاز خلال العقد المقبل، جزئياً لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء الرخيصة".
وأشار الموقع إلى الجغرافيا السياسية يمكن أن تعيق طريق المشروع مذكراً باندلاع تظاهرات حاشدة في عمان في عام 2016 بعد أن وقعت الشركات التي تقوم بتطوير أكبر حقول الغاز البحرية في "إسرائيل" عقداً بقيمة 10 مليارات دولار مع الأردن، حيث يوجد ملايين من أصل فلسطيني، منوهاً بأن هذا المشروع يجب أن يشهد التدفقات الأولى من الغاز بحلول نهاية العام.
وقال "بلومبرغ": "بينما يجادل بعض السعوديين بأن تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" هو دمج طبيعي للمصالح، يعارض سعوديون كثيرون الفكرة بشدة. فالمقاومة الشعبية قوية لدرجة أن مجموعة من أكثر من 2000 مواطن من مختلف دول الخليج قد وزعت عريضة على الإنترنت العام الماضي "لوقف جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني". لقد وقعوا على أسمائهم الكاملة - وهي خطوة نادرة في منطقة حيث حرية التعبير محدودة"..
وقال قرا "إنه في الوقت الذي اعتاد زعماء العالم العربي أن يكونوا متحدين خلف الفلسطينيين، إلا أن هذا الدعم بدأ يتراجع بسبب التوترات بين إيران ودول الخليج السنية". وقال إن السعودية وحلفاءها الإقليميين يقومون الآن بالنفاق تجاه القضية الفلسطينية، ويسعون إلى تطوير روابط عسكرية واقتصادية مع "إسرائيل" لمواجهة إيران. وأضاف "كل ما يهمهم (الخليجيون) هو أمن ومستقبل بلادهم".
وكشف "بلومبرغ" أن جزءاً من المناقشات بين المسؤولين يتركز على ممر جديد للطاقة من شأنه أن يربط السعودية بخط أنابيب إيلات - عسقلان الإسرائيلي. وقال قرا إن هذا سيسمح للمملكة بتصدير نفطها إلى أوروبا والأسواق إلى الغرب في الوقت الذي تتجنب فيه طريقاً بحرياً حيث تتهم الولايات المتحدة إيران بتنفيذ هجمات عدة ضد السفن التجارية.
يشار إلى أن "شركة أنابيب إيلات – عسقلان" قد تأسست عام 1968، وتمت ملكيتها بشكل مشترك بين إيران و"إسرائيل" وسهلت صادرات النفط من إيران إلى أوروبا. وانتهت تلك العلاقة بعد وصول آية الله روح الله الخميني إلى السلطة في طهران في عام 1979 وإعلانه "إسرائيل" كعدو للجمهورية الإسلامية.
ترجمة: الميادين نت