"يديعوت أحرونوت": "إسرائيل" في حفرة استراتيجية تزداد عمقاً
نتنياهو يريد عودة السيطرة على قطاع غزة، وهذا هو القرار الأسوأ على الإطلاق الذي سيضع "إسرائيل" في حفرة متنامية.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تنشر مقالاً لرئيس مجلس "الأمن القومي" الإسرائيلي سابقاً، غيورا آيلند، يتحدّث فيه عن واقع "إسرائيل" بعد 11 شهراً على الحرب، قائلاً إنّها في حفرة استراتيجية تزداد عمقاً.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
بعد مرور 11 شهراً على الحرب، تجد "إسرائيل" نفسها في حفرة استراتيجية تزداد عمقاً. حتّى العروض الملأى بالغطرسة التي يقدّمها رئيس الوزراء لا يمكنها إخفاء الواقع القاسي. كيف وصلنا إلى هذا الوضع الذي نقاتل فيه في سبع ساحات ونفشل في الانتصار في أي منها؟
الحدث المؤسس لهذا الواقع هو بالطبع 7 أكتوبر، ولكن بعد ذلك مباشرةً، اتخذت "إسرائيل" 3 قرارات استراتيجية خاطئة. الخطأ الأول كان اعتماد سردية وكأننا نقاتل في غزة ضد منظمة إرهابية، لكن في الواقع نحن نقاتل دولة غزّة التي قامت فعلياً عام 2007.
كان على جلسة "الكبينيت" التي انعقدت آخر شهر آب/أغسطس أن تقرر بين أمرين: الأول هو الموافقة على صفقة، مع كل التنازلات المؤلمة، لما في ذلك من تحقيق لمزايا هي: إعادة الأسرى، وبالتالي رأب الشرخ في "إسرائيل"، ووقف إطلاق النار في غزة الذي يفتح إمكانية تسوية في الشمال، وتركيز الجهود في الضفة الغربية التي تعد اليوم ساحة أخطر من غزة. كل ذلك يتيح فرصة لتحسين وضع "إسرائيل" في العالم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. والأمر الثاني هو التخلي عن الصفقة ومواصلة القتال في غزة.
ويفترض أنصار الخيار الثاني أنّه سيؤدي إلى "نصر مطلق"، وهنا يكمن الفشل. إنّ مواصلة الحرب بالطريقة التي نديرها منذ 11 شهراً لن تؤدي إلى انتصار. سيؤدي ذلك إلى أسوأ ما في العالم: حيث سيموت الأسرى، وسنتخلى أيضاً عن فوائد إنهاء الحرب في غزة، وأيضاً لن ننتصر.
وبدلاً من ذلك، كشف رئيس الحكومة عن مسألة "فيلادلفيا" التي في جعبته، وطلب من الكابينت التصويت على هذا البند الثانوي فقط.
القرار بشأن محور "فيلادلفيا"، إضافة إلى رغبة رئيس الحكومة في أن يكون "الجيش" الإسرائيلي هو من يوزع الغذاء على السكان، يعني ضمناً أنّ نتنياهو غير معني بصفقة أسرى، وأيضاً لا يريد الانتصار على "حماس". إنّه يريد عودة سيطرة "إسرائيل" على قطاع غزة، بالضبط كما يطالب سموتريش وبن غفير. وهذا هو في الواقع الخطأ الثالث، الأسوأ على الإطلاق، الذي اختارته الحكومة.
إنّ استمرار هذا الاتجاه سيضع "إسرائيل" في حفرة متنامية من المشكوك في أننا سنعرف كيف نخرج منها.