"واشنطن بوست": حماس قادرة على تصنيع السلاح.. والفلسطينيون مستمرون بالانضمام إلى صفوفها

حوّلت حركة حماس، متاهة من الأنفاق في غزة إلى مصانع للأسلحة وتحصينات مجهزة تجهيزاً جيداً. وبعد مرور عام على بدء الحرب، لا تزال أجزاء من الحركة راسخة في مواقعها.

0:00
  • "واشنطن بوست": حماس بنت آلة حربية تحت الأرض لضمان بقائها

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تنشر تقريراً للكاتبين جوبي واريك ولوفيداي موريس يتحدثان فيه عن أنفاق حركة حماس، وعن قدرتها  على تصنيع الأسلحة محلياً، وعلى البقاء.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:

حوّلت حركة حماس متاهة من الأنفاق في غزة إلى مصانع للأسلحة وتحصينات مجهزة تجهيزاً جيداً. وبعد مرور عام على بدء الحرب، لا تزال أجزاء من الحركة راسخة في مواقعها.

وبعد مرور عام على هجمات السابع من أكتوبر، فإنّ السنوار لم ينجُ فحسب، بل إنه يضع بالفعل الأساس لإعادة ظهور المجموعة، وفقاً لمسؤولين من "حماس" قابلتهم صحيفة "واشنطن بوست".

وتتحدث الروايات عن كيف أصبحت "حماس"، تحت قيادة السنوار، تركز بلا هوادة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بما في ذلك القدرة على إنتاج الأسلحة والمتفجرات الخاصة بها، وتنفيذ عمليات معقدة تشمل الآلاف من المشاركين، مع الحفاظ على السرية التامة.

"حماس" التي بناها السنوار لم تكن مجرد جماعة بالوكالة، كما قال مسؤولون وخبراء. فمع إدراكها لقدرة "إسرائيل" على عزل غزة عن العالم، أنفقت "حماس" سنوات في إتقان آلة حرب قادرة على تصنيع ذخائرها الخاصة، وتنفيذ العمليات من دون موافقة خارجية أو حتى معرفة، ثم السماح لمقاتليها بالاختفاء داخل متاهة معقدة تحت الأرض. وتعدّ أنفاق حماس أعظم إنجازاتها الهندسية، وهي بالنسبة إلى السنوار مفتاح بقائها.

وقال غازي حمد، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست": "لقد نجحنا في تحويل المصانع  إلى مصانع تحت الأرض، لأننا كنا نعلم أنه في يوم من الأيام سوف يتم إغلاق جميع القنوات".

حماس تواصل القتال، وقد كشفت قدرات الحركة وتكتيكاتها على مدى العام الماضي مراراً وتكراراً عن التفكير التقليدي الذي كان سائداً بشأن حماس قبل السابع من أكتوبر.

بعد غزو "الجيش" الإسرائيلي لمدينة رفح، أفاد قائد إسرائيلي بأنّه لم يعثر على أي أنفاق تهريب جديدة تؤدي إلى مصر، كما كان يعتقد العديد من الخبراء.

ولكن المفاجأة الأكبر، كما يقول المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون، كانت الأنفاق داخل غزة. وكان مخططو الحرب الإسرائيليون يدركون جيداً التحدي الذي يواجهه جنود "الجيش" في محاولتهم هزيمة عدو قادر على نقل المقاتلين والإمدادات بحرية عبر ممرات تحت الأرض. ولكن حجم ومدى وتعقيد "مترو" غزة، كما أصبح يطلق عليه، تجاوز التقديرات الإسرائيلية إلى حد كبير.

وخلص مسؤولو "الجيش" الإسرائيلي في النهاية إلى أنّ ما يصل إلى 80% من أسلحة حماس تم تصنيعها في غزة، من قبل المجموعة نفسها.

وكانت القوات الإسرائيلية على علم منذ فترة طويلة بالتهديد الذي تشكّله الأنفاق، ومع ذلك، فإنّ حجم وتعقيد أنفاق المجموعة داخل غزة نفسها فاجأ الجميع، بما في ذلك أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ونظيراتها في الولايات المتحدة.

وقالت دانا سترول، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث الأولى من إدارة بايدن: "لم يفهم أحد مدى اتساع الأنفاق، أو أنّ هناك العديد من أنواع الأنفاق المختلفة".

وفي تأكيد على التقييم المشترك بين المسؤولين العسكريين الأميركيين والإسرائيليين، قالت سترول إنّ الفشل في فهم الأبعاد العديدة للأصول الاستراتيجية الأكثر أهمية لدى حماس كان "جزءاً من الفشل الاستخباري" الذي حدث في السابع من أكتوبر، وهو الفشل الذي لم يتم التعامل معه بالكامل بعد. وأضافت أنّ محاربة عدو قادر على التحرك أفقياً ورأسياً، عبر ساحة معركة تقع في منطقة حضرية مكتظة بالسكان، يشكل تحدياً عسكرياً هائلاً.

لا يزال أحد أهم أصول حماس متاحاً للحركة، حيث لا ينضب منه شيء تقريباً. ويقول المحللون إنّ الدمار الذي لحق بغزة يحفز على تجنيد الشباب.

وقال مسؤول استخباري عربي كبير "لا يوجد نقص في المتطوعين الشباب. ربما لا يتمتعون بتدريب جيد، ولكنهم سيساعدون حماس في تعويض خسائرها. هؤلاء هم الناس الذين فقدوا عائلاتهم، ولديهم دافع واحد: الانتقام". ويبدو أنّ حماس، التي لا تزال في وضع البقاء، تتحوّل بالفعل إلى مرحلة جديدة من الصراع.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.