"نيويورك تايمز": بعد إقالة وزير الدفاع.. الاختلاس العسكري أصبح صداعاً لأوكرانيا

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تشير إلى أنّ التحدي الجوهري الذي واجه زيلينسكي في زمن الحرب هو محاولة مواجهة الفساد الذي انتشر على نطاقٍ واسع في المؤسسات العسكرية الأوكرانية.

  • الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيف)
    الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيف)

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم الإثنين، بأنّ إقالة وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، من قبل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، جاءت بعد موجة من التقارير عن الفساد وسوء الإدارة المالية في وزارة الدفاع الأوكرانية.

وقالت الصحيفة إنّ التحدي الجوهري الذي واجه زيلينسكي في زمن الحرب هو محاولة مواجهة الفساد الذي انتشر على نطاقٍ واسع في أوكرانيا ولا سيما في المؤسسات العسكرية.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنّ الفساد كان موضوعاً محرماً طوال العام الأول من الحرب، لكن إعلان زيلينسكي إقالة وزير دفاعه ليل الأحد، رفع قضية مكافحة الفساد إلى أعلى مستوى في السياسة الأوكرانية الداخلية.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، التقى الأسبوع الماضي بـ 3 مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى لمناقشة الجهود المبذولة للقضاء على الفساد في زمن الحرب. ويأتي ذلك في الوقت الذي استخدم فيه بعض المشرعين في الولايات المتحدة الفساد كحجةٍ للحد من المُساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وقالت المديرة التنفيذية لمركز مكافحة الفساد في أوكرانيا، داريا كالينيوك إنّ السؤال الذي يجب أن نسأله هنا هو: أين الأموال؟

المدفوعات المُسبقة للأسلحة الأوكرانية اختفت!

وفي وقتٍ سابق من العام الجاري 2023، تأخّرت عقود الأسلحة التي تبلغ قيمتها نحو 980 مليون دولار عن مواعيد التسليم، وفقاً للأرقام الحكومية، واختفت بعض المدفوعات المُسبقة للأسلحة في الحسابات الإشرافية لتجار الأسلحة، وعلى الرغم من عدم ظهور تفاصيل دقيقة، تُشير المخالفات إلى أنّ مسؤولي المشتريات في الوزارة لم يُدققوا في المورّدين، أو سمحوا لتجار الأسلحة بالخروج بالمال دون تسليم الأسلحة.

وأوضحت الصحيفة أنّ المسؤولين الحكوميون اعترفوا بأنّ بعض العقود العسكرية فشلت في إنتاج أسلحة أو ذخيرة، وأنّ بعض الأموال قد اختفت، ويمثّل الإنفاق العسكري الآن ما يقرب من نصف الميزانية الوطنية لأوكرانيا، وتشير التقارير إلى وجود مصادر فساد عامة ضمن المؤسسة العسكرية.

وقبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كان المصدر الرئيسي للاختلاس هو الشركات الحكومية سيئة الإدارة، والتي كان هناك أكثر من 3000 منها في الميزانية العمومية للحكومة، وجرى استنزاف الأموال من خلال مُخططات لا تُعدّ ولا تُحصى من قبل المسؤولين الأثرياء، في حين استوعبت الميزانية الوطنية، المدعومة بالمساعدات الأجنبية، الخسائر.

وجاء أمر إقالة وزير الدفاع الأوكراني بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد المدعوم من قبل الغرب، إذ نتج عنه خسارة الكثير من القوات الأوكرانية لعديدها وعتادها في محاور عدّة أبرزها دونيتسك وزاباروجيا وأرتيوموفسك.

واليوم، أعرب رئيس برلمان القرم، فلاديمير كونستانتينوف، عن اعتقاده بأن استقالة وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، لها علاقة بفشل الهجوم المضاد الذي تشنّه القوات الأوكرانية.

وقبل أيام، تحدث تقرير في صحيفة "تلغراف" البريطانية، عن الفساد الذي يشوب إدارة العمل العسكري في أوكرانيا، على الرغم من وقوع البلاد تحت وطأة الحرب والتهجير والدمار.

وأقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الشهر الماضي، جميع الرؤساء الإقليميين لمكاتب التسجيل والتجنيد العسكري، مشيراً إلى أنّ الذين يُريدون الاحتفاظ برتبتهم سيتمّ إرسالهم إلى جبهات القتال، في حين سيجري تعيين من شارك في المعارك مكانهم.

اقرأ أيضاً: واشنطن غاضبة على زيلينسكي لفساده!