"ذي تلغراف": نقاط ضعف دبابات "أبرامز" تحرج الناتو
بعد شهرين من دخول دبابات "أبرامز" الخدمة في أوكرانيا، يتم الآن سحبها من خط المواجهة، وقد دمير روسيا حتى الآن خمس من الدبابات الـ 31 التي تم تسليمها لكييف العام الماضي.
صحيفة "ذي تلغراف" البريطانية، تنشر مقالاً لهاميش دي بريتون جوردون، وهو خبير أسلحة، تناول فيه نقاط ضعف أسلحة "الناتو" المقدمة إلى أوكرانيا، والتي اكتشفتها القوات الروسية خلال الحرب ودمّرت عدداً منها.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
تم الترحيب بوصول دبابات "أبرامز" الأميركية إلى أوكرانيا باعتبارها نقطة تحوّل في الحرب. وبتكلفة تبلغ نحو 10 ملايين دولار للوحدة، كان من المفترض أن توفر "أبرامز"، مقاتلة "الناتو" القوية، القبضة المدرعة التي ستخترق الخطوط الروسية. لكن التكتيكات تتطور بسرعة في الحرب، وقد أدى استخدام روسيا طائرات المراقبة والطائرات من دون طيار القاتلة، إلى خسائر فادحة في صفوف أساطيل الدبابات الأوكرانية. وهذا أمر مثير للقلق بالنسبة إلى حلف شمال الأطلسي، وإذا وجدت روسيا نقاط ضعف حرجة في دروعنا، فإن حدودنا بدأت تبدو معرضة للخطر للغاية.
وتعهدت واشنطن بتقديم 31 دبابة من طراز "أبرامز" لأوكرانيا في كانون الثاني/يناير من العام الماضي. وصلت الدفعة الأولى في أيلول/سبتمبر. لقد ظهرت أخيراً لأول مرة في القتال في شباط/فبراير من هذا العام، مع إصدار أول مقطع فيديو لها في 25 شباط/فبراير. وفي يوم 26، سجل الروس أول عملية تدمير لـ "أبرامز".
وبعد شهرين من دخولها الخدمة، يجري الآن سحب دبابات "أبرامز" من خط المواجهة. وقد دُمّرت بالفعل خمس من الدبابات الـ 31 التي تم تسليمها العام الماضي.
في ظاهر الأمر، يعد هذا إدانة دامغة لضعف نظام الأسلحة الذي نشأ قبل قرن أمام أسلحة القرن الحادي والعشرين. لكن فائدة الدبابة التي ظهرت في معركة "كامبراي" عام 1917 لم تتضاءل في ساحات القتال في أوكرانيا عام 2024، لو تم استخدامها كما ينبغي لها أن تكون.
والجدير ذكره، أنّ الأوكرانيين لا يستخدمون أحدث وأفضل طراز من "أبرامز"، إذ تمت إزالة بعض الميزات التي تجعل الدبابة أكثر متانة وقوة لتجنب وقوعها في أيدي الروس.
ويرتكز عمل "أبرامز" على سمات القوة النارية والحماية والتنقل، وهي الأكثر مهارة في عمل الصدمة، حيث قدرتها على المناورة بسرعة عالية، وتوجيه لكمة ضخمة تمنحها دوراً فائزاً في المعركة. لكن، عندما تستخدم كعلبة دواء، فإنها تستغل قوتها النارية على حساب قدرتها على المناورة، ويبدو أن هذه هي الطريقة التي تنشر بها القوات المسلحة الأوكرانية، ما جعلها عرضة لهجمات الطائرات من دون طيار.
وقد تكون هناك حاجة أيضاً إلى بعض التغييرات في الدفاعات. حتى الدبابات الغربية الحديثة مثل "أبرامز" و"تشالنجر 2" تم تصميمها قبل وقت طويل من أن تصبح الطائرات من دون طيار تهديداً خطيراً في ساحة المعركة. فلا يمكننا أن نعيش في عالم حيث الطائرات من دون طيار التي تكلف بضعة آلاف من الدولارات، لها مطلق الحرية في مهاجمة الدبابات التي تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار.
لكن، في المدى القريب، يجب على أوكرانيا أن تتبنى عقلية تعتمد بشكل أكبر على حرب المناورة، إذ يمكن للعمل المسلّح السريع المشترك أن يزعزع الروس ويفككهم. وسيتطلب ذلك عمل القوة الجوية والمدفعية والمشاة معاً مع الدبابات لإحداث ثغرات في الدفاعات الروسية.
نقلته إلى العربية: بتول دياب