"ذا تلغراف": ترامب يستخدم هجوم نيو أورليانز لدعم سياسته في ملف الهجرة
سواء كان الإرهابي في نيو أورليانز أميركياً أم لا، فقد رأى الرئيس المنتخب فرصة لفرض رسالة معادية للهجرة.
صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية تنشر مقالاً لجوردون راينر، ينتقد فيه قيام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باستغلال هجوم نيو أورليانز، لدعم سياسته بشأن ملف الهجرة.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
قد يبدو من الوقاحة أن يستخدم دونالد ترامب الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز لتسجيل نقاط سياسية، لكنه يعلم، مثل كل سياسي ناجح، بأنّه لا ينبغي لك أبداً أن تدع "أزمة جيدة" تذهب سدى.
بمجرد أن ادّعت قناة "فوكس نيوز" أنّ شمس الدين بهار جبار، المشتبه فيه، دخل البلاد عبر حدود تكساس قبل يومين، غرّد دونالد ترامب الابن: "هدية بايدن الوداعية لأميركا: الإرهابيون المهاجرون".
في منصة "Truth Social"، المنصة المفضّلة للرئيس المنتخب، كرّر ترامب ادعاءه السابق، ومفاده أنّ "المجرمين القادمين أسوأ كثيراً من المجرمين الموجودين في بلدنا".
بالطبع، سيَدين الديمقراطيون ترامب بسبب انتهازيته الوقحة، لكنهم سيعرفون أيضاً أنّ تعليقاته ستؤثّر في الناخبين في أميركا.
وكما حدث، تبيّن أنّ ادعاء "فوكس نيوز" بشأن عبور الحدود لا أساس له من الصحة. وبحسب المحققين، فإنّ جبّار كان مواطناً أميركياً، لكن بالنسبة إلى كثير من الأميركيين، فإن هذه التفاصيل لن تكون ذات أهمية الآن.
لقد أثبت ترامب، مرة أخرى، أنه بارع في التحكم في السرد، مهما كان ذلك مثيراً للاشمئزاز، كما ارتفع الدعم لتعهده ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين.
وكما جاءت محاولة الاغتيال الأولى الفاشلة لترامب في الوقت الملائم، من أجل إعطاء حملته الرئاسية زخماً، دفع الهجوم الإرهابي الريح في أشرعة خطته السياسية الأكثر إثارة للجدل.
سيتمّ تنصيبه في أقل من ثلاثة أسابيع، وسيتعين على كل معارض لخطته بشأن الترحيل الآن أن يؤطر حججه بعناية أكبر، مع العلم بأنّ هجوم نيو أورليانز سوف يُستخدم عصاً لضربهم بها.
في عالم السياسة الأميركية الأسود والأبيض، فإنّ أي شخص يتحدث ضد ترحيل المهاجرين غير الشرعيين سوف يخاطر الآن في أن يتم وصفه بأنه صديق للإرهابيين.
وإذا تبيّن، كما يُشتبه، أنّ الشخص الذي استخدم شاحنته الصغيرة كسلاح لقتل 15 من المحتفلين بالعام الجديد كان من أنصار تنظيم "داعش"، فإن الهجوم لن يكون هدية بايدن الوداعية، بقدر ما سيكون هدية إلى ترامب.
من خلال الحديث عن "عمل شرير خالص" في نيو أورليانز، وإخبار الجمهور الأميركي بأنّ "معدل الجريمة في بلادنا وصل إلى مستوى لم يسبق لأحد أن رآه من قبل"، جعل ترامب نفسه بطل قصته الخاصة، محارباً للجريمة، سيخلص البلاد من الأشرار.
لا يهم الآن ما إذا كان الجاني مهاجراً غير شرعي أم مولوداً في الولايات المتحدة. قالت عائلة ترامب إنّ هذا من عمل "إرهابيين مهاجرين"، وهي عبارة أخرى ستظل عالقة في أذهان الناس. وما يريده الناس في أوقات الأزمات هو القيادة القوية.
بغضّ النظر عن مدى الشكوك بشأن أساليب ترامب، فقد أوصلته إلى هذا الحد. ومن غير المرجح أن يواجه أزمة أخلاقية الآن.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.