"أسوشييتد برس": المستوطنات المدمّرة على الحدود اللبنانية.. من سيعود؟
لقد جعلت "إسرائيل" عودة الإسرائيليين إلى الشمال هدفاً في حربها ضدّ لبنان، لكنّ العودة كانت بطيئة، ويرجع هذا إلى تشكيك العديد منهم في تعهدات الحكومة بضمان سلامتهم.
وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية تنشر تقريراً عن الأضرار في مستوطنة "المنارة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة الحدودية مع لبنان، وتقول إنّ عودة الإسرائيليين إلى هذه المناطق بعد وقف إطلاق النار مع لبنان بطيئة، بسبب تشكيكهم في تعهّدات الحكومة بضمان سلامتهم.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:
يقع كيبوتس "المنارة" في شمال "إسرائيل" على مقربة شديدة من الحدود اللبنانية، لدرجة أنّ عناصر حزب الله يمكنهم أن يروا ما إذا كان الإسرائيليون في "مانارا" يأكلون بذور عبّاد الشمس أو رقائق البطاطس مع البيرة.
وألحقت الصواريخ والطائرات من دون طيّار المتفجّرة أضراراً بأغلب المنازل، ممّا حوّل المجتمع الصغير إلى رمز للثمن الباهظ للقتال. كان سكان الكيبوتس البالغ عددهم 300 نسمة من بين 60 ألف إسرائيلي تمّ إجلاؤهم من قبل الحكومة من المجتمعات على طول الحدود اللبنانية خلال الحرب التي استمرت 14 شهراً.
صمد وقف إطلاق النار الهشّ إلى حد كبير، على الرغم من اختباره يوم الأحد مع مرور مهلة 60 يوماً لـ "إسرائيل" وحزب الله لسحب قواتهما من جنوب لبنان. قال مسؤولون صحيّون في لبنان إنّ 22 شخصاً على الأقل قُتلوا بنيران إسرائيلية عندما حاول المتظاهرون دخول القرى الحدودية التي لا تزال تتوغل فيها القوات الإسرائيلية.
في المقابل، يتأنّى سكان شمال "إسرائيل" في العودة، غير متأكّدين من موعد عودتهم إلى مجتمعاتهم المدمّرة أو ما إذا كانوا سيعودون إليها. ويتساءل كثيرون عن المستقبل الذي قد ينتظرهم في مكان معرّض للعنف إلى هذا الحدّ. فيما الغالبية العظمى من الأسر النازحة لم تعد إلى ديارها.
وفي الأماكن المتضرّرة بشدّة مثل "المنارة"، وجد بعض الذين عادوا إلى ديارهم أنّ منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن ومحترقة. وسوف يستغرق الأمر سنوات لإعادة بنائها.
"نحاول أن نفهم ما يمكننا إصلاحه، وما يمكننا فعله بشكل أفضل، وكيف يمكننا الاستعداد للجولة التالية (من القتال)"، هكذا قال إيغور أبراموفيتش، الذي بقي في "المنارة" أثناء الحرب ويعتقد أنّ المسألة مجرّد وقت قبل اندلاع القتال مرّة أخرى.
تمّ تدمير جميع المنازل على التلال المواجهة للبنان، مع وجود ثقوب كبيرة خلّفتها ضربات الصواريخ أو الحرائق التي اشتعلت بشدة لدرجة أنّ السيارات ذابت جزئياً. ولأنّ الكيبوتس مكشوف للغاية، على بعد 70 متراً من الحدود في بعض الأماكن، لم يتمكّن رجال الإطفاء أحياناً من الاستجابة للحرائق. وبدلاً من ذلك، اضطرّت فرقة الطوارئ لمشاهدة الحرائق عبر كاميرات المراقبة الأمنية.
بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه المجتمعات الحدودية الإسرائيلية في 8 أكتوبر 2023، بعد يوم من هجوم حماس المميت. بعد فترة وجيزة، أخلت "إسرائيل" عشرات البلدات والقرى والكيبوتسات على طول الحدود، بما في ذلك "المنارة".
لقد جعلت "إسرائيل" من عودة السكان النازحين إلى ديارهم هدفاً في حربها ضدّ حزب الله، ووعدت بتقديم حوافز لإغرائهم بالعودة. ولكنّ العودة كانت بطيئة، ويرجع هذا جزئياً إلى تشكّك العديد من السكان في تعهّدات الحكومة بضمان سلامتهم، ولأنّ الكثير من العمل لا يزال قائماً لإعادة تأهيل المجتمعات.
نقلته إلى العربية: بتول دياب