"Counterpunch.org":حقيقة العدوان الأميركي على اليمن

تصعيد الحرب في الشرق الأوسط ليس في مصلحة معظم سكان الولايات المتحدة. وبالنظر إلى التاريخ، من المعقول القول إن أي تصعيد إضافي على أي جبهة في المنطقة سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية في كل العالم.

  • "Counterpunch.org": العدوان الأميركي على اليمن

يكتب رون جاكوبس، الكاتب والمؤلف الأميركي، في موقع "Counterpunch.org" عن العدوان الأميركي الذي استهدف اليمن قبل أيام، ويصور كيف أن الولايات المتحدة لا تهدف لحماية ممرات الشحن الدولية كما تدعي، بل تعمد إلى ذلك بهدف إنقاذ "إسرائيل" ودعمها في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها في غزة.

فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

لا يهدف عدوان القوات العسكرية الأميركية والبريطانية على اليمن لحماية ممرات الشحن الدولية. ولا يتعلق بحماية القوات الإمبراطورية الأميركية في الأقاليم البعيدة عن أراضيها ولا يمت لها بصلة. ببساطة، الأمر يتعلق فقط بدعم المذابح الإسرائيلية الوحشية في غزة، للحفاظ على سيطرة وهيمنة الإمبريالية الأميركية المتعثرة على المنطقة التي تسميها الشرق الأوسط.

وإذا كانت واشنطن ولندن مهتمتين حقاً بحماية ممرات الشحن في البحر الأحمر، فإنهما ستطالبان بوقف إطلاق النار في غزة والعمل على تنفيذه. وإذا كانت واشنطن مهتمة بحماية القوات الأميركية، فإنها ستزيل تلك القوات من العراق وسوريا وكل دولة أخرى لا ترحب بها.

تفعل واشنطن المناقض تماماً. ودعمها الصارخ للمذابح الإسرائيلية في غزة ورفض جميع دعوات وقف إطلاق النار، هو الدليل الأكثر وضوحاً على ذلك. وبالمثل، فإن رفض البنتاغون سحب قواته من العراق وسوريا في رفض مباشر لمطالب حكومتي هذين البلدين يثبت أن واشنطن لا تسعى إلى السلام. إنها تسعى إلى السيطرة. ولطالما أنكرت واشنطن احتلال "إسرائيل" غير القانوني للضفة الغربية وحصارها لغزة، واستخدام هذا الإنكار لنشر القوات الأميركية على طريقة الاحتلال الإسرائيلي في كل أرجاء العالم.

فالحقيقة الناصعة أن الولايات المتحدة لا يهمها السلام، لذلك تستخدم القوة العسكرية بدل المفاوضات السياسية، التي وإن ولجت إليها أحياناً تنهج بإصدارالإنذارات النهائية باستسلام محاورها لإرادتها بالمطلق.

مع ذلك، لا يشكل الشعب الأميركي عدواً للمقاومة الفلسطينية أواليمنية، لكنهما مع معظم شعوب دول المنطقة، يعارضون القيادة السياسية والعسكرية العليا لواشنطن وإصرارها على التلاعب بمصير مجتمعاتهم ودولهم. وهم يتحدون العقلية الإمبريالية وتهديد وجودهم ومستقبلهم باستمرار، حيث لا تزال هيمنة واشنطن وعملائها على المنطقة بعيدة المنال، على الرغم من ملايين الضحايا والجرحى والمشردين الذين سقطوا بنيران القوات الأميركية. 

إن تصعيد الحرب في ما يسمى بالشرق الأوسط ليس في مصلحة معظم سكان الولايات المتحدة. وبالنظر إلى التاريخ، من المعقول القول إن أي تصعيد إضافي على أي جبهة في المنطقة سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق الأميركية كما في بقية العالم. ويشير إلى احتمال حدوث نقص أكبر في السلع. 

علاوة على ذلك، كلما زاد أي تصعيد محتمل، زاد احتمال تورط الولايات المتحدة بشكل أعمق. وبعبارة أخرى، زيادة فرصة نشر المزيد من القوات على الأرض واحتمال نشوب صراع دموي يشمل المنطقة وربما كل العالم. وكما هو الحال عادة في مثل هذه الظروف، سيقتصر المستفيدون من حرب أكبر على أولئك الذين يستفيدون من مبيعات الأسلحة وصناعة الوقود الأحفوري. هؤلاء مثل "يهوذا" وخيانته الشهيرة، يبررون بأرباحهم سفك دماء الشعوب، كما تسفك دماء الفلسطينيين في غزة اليوم.

الخبراء العسكريون في الكونغرس ووسائل الإعلام الأميركية يفضحون جهلهم تقريباً في كل مرة يفتحون فيها أفواههم. وقيادة الرئيس الأميركي جو بايدن لصناعة الحرب هي دليل على سياسة وموقف متعجرف أكثر من أي وقت مضى تجاه حياة الإنسان والبيئة. إن هؤلاء الإعلاميين الذين يهتفون للمجزرة الإسرائيلية في غزة ودعواتهم لمهاجمة إيران تثبت جهلهم واستهتارهم بالحياة البشرية.

بالطبع، ثمة من لديه فهم أفضل للمخاطر المحدقة نتيجة لسياسة العسكرة، وهم أكثر انتقاداً من أولئك الذين أدرجوا على كشوف رواتب المجمع الحربي. وهم يدركون أن توسيع العمليات العسكرية لن يخلق السلام، بل المزيد من الدمار. هدوء الموتى هو سلام وهمي.

 

نقلها إلى العربية: حسين قطايا.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.