"لو موند دبلوماتيك": "الهاسبارا".. وسيلة مضلّلة لتحريف وقائع الحرب
من أجل الدفاع عن مصالحها، وفرض خطابها وإسكات منتقديها وتقديم نفسها كضحية، تمتلك "إسرائيل" شبكة واسعة من السفراء والدعاة وتوجيهات صارمة لوسائل الإعلام الإسرائيلي والغربي.
صحيفة "لو موند دبلوماتيك" الفرنسية تنشر مقالاً لـ آلان غريش، مقتطفاً من كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "فلسطين: شعب يرفض أن يموت". يتناول المقال كيف يقوم الاحتلال الإسرائيلي ببثّ الأكاذيب بشأن جرائمه، وكيف تقوم وسائل الإعلام الغربية بتبنّي هذه الأكاذيب بدلاً من نقل الوقائع.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
من أجل الدفاع عن مصالحها، وفرض خطابها وإسكات منتقديها من خلال تقديم نفسها في أغلب الأحيان كضحية لأعدائها العرب، تمتلك "إسرائيل" شبكة واسعة من السفراء والدعاة. وتزداد استراتيجية هذه الشبكة فعّالية مع استفادة "إسرائيل" من تعاطف عدد كبير من وسائل الإعلام الغربية معها.
قال الفيلسوف الفرنسي فولتير ذات مرة: "أكذب كالشيطان بجرأة وعلى الدوام". نصيحةٌ أخذها القادة العسكريون الإسرائيليون على محمل الجد، خاصة فيما يتعلق بغزة. فماذا إذاً عن خطة وسائل الإعلام المتمثلة في التدقيق الصارم في مزاعمهم؟
بينما كانت الصواريخ ترسم خطوطاً بيضاء عبر سماء الليل في ليلة رأس السنة في العام الماضي، عبّر الكولونيل أوليفييه رافوفيتش عن غضبه من وسائل الإعلام بأسلوب وقح قائلاً: "للأشخاص الذين يتساءلون لماذا يتعيّن على إسرائيل القضاء على حماس، إليكم الإجابة. يقوم إرهابيو حماس بقصف المدن الإسرائيلية بشكل عشوائي في منتصف الليل بالتزامن مع بداية السنة الجديدة، ومن واجب "إسرائيل" اقتلاع على هذا التهديد من جذوره".
لم ترد أي معلومات عن وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين، إلّا أنّه في 31 كانون الأول/ديسمبر، استمرّ قصف "الجيش" الإسرائيلي لغزة من دون انقطاع، ما تسبّب في مقتل ما يصل إلى 300 شخص، تماماً مثل أي يوم آخر. وبعد بضعة أيام، تجاوز العدد الإجمالي للفلسطينيين الذين تمّ قتلهم 22 ألف شخص ثلثهم على الأقل من الأطفال. وعشية عيد الميلاد، أسفرت الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين عن مقتل 100 شخص؛ ورغم ذلك لم يعلّق رافوفيتش على هذه الحادثة.
ورافوفيتش هو ضابط احتياط في "جيش" الدفاع الإسرائيلي مولود في فرنسا ورئيس سابق لوفد الوكالة اليهودية لـ"إسرائيل" إلى فرنسا، التي تساعد المواطنين الفرنسيين على الهجرة إلى "إسرائيل". ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أصبح متحدثاً دائماً باسم "الجيش" الإسرائيلي في وسائل الإعلام الفرنسية، وهو الدور الذي أداه أيضاً في الحروب السابقة ضد غزة. وفي عام 2015، انضم إلى حزب أفيغدور ليبرمان، "إسرائيل بيتنا"، في وقت كان ليبرمان، بصفته وزيراً للخارجية، يفكّر في تهجير مواطنين فلسطينيين؛ وهذه جريمة يعاقب عليها القانون الدولي.
إنّ تبنّي هذا الموقف اليميني المتطرّف لم يمنع رافوفيتش من تطوير علاقات ودية مع الحكومة الفرنسية ووسائل الإعلام في البلاد. ويبدو أنه يوجّه دعوة مفتوحة للقنوات التلفزيونية والإذاعية ولا يخشى أن يتمّ استجوابه مباشرة وعن كثب. ومن المؤكد أنّه يستفيد من علاقات زوجته روكسان رواس رافوفيتش، التي تشغل منصب عضو في اللجنة التنفيذية لنقابة أرباب العمل الفرنسيين MEDEF وتترأس مجموعة StudioFact Media Group، التي تعمل مع هيئة الإذاعة الوطنية العامة France Télévisions، والقناة البرلمانية LCP وإذاعة بلجيكا الناطقة بالفرنسية RTBF. وقد أنتجت فيلماً وثائقياً لصالح قناة "فرنسا 2" بعنوان "حماس: الدم والسلاح"، الذي تمّ عرضه في 24 تشرين الأول/أكتوبر. ومن غير المستغرب أن تتبنّى الموقف الإسرائيلي نفسه الذي يتبنّاه زوجها.
هذا وقد غابت ردود عالم الإعلام الباريسي الصغير عن هذه الحقائق، وهو ما كشفت عنه مدوّنة الصحافي جاك ماري بورجيه. ففي عام 2022، استحوذت صحيفة "لو باريزيان" اليومية على حصة 30% في مجموعة "ستوديو فاكت". في غضون ذلك، أفاد المرصد الإعلامي "أكريميد" عن وجود تحيّز تام خلال تغطيتها لما يجري في قطاع غزة، موضحاً أنّه "بين 8 تشرين الأول/أكتوبر و20 كانون الأول/ديسمبر، لم تظهر كلمة "قصف" في أي من الصفحات الأولى البالغ عددها 74 صفحة، على الرغم من أنّ الحرب في الشرق الأوسط احتلت حيّزاً كبيراً من مساحتها، مع 18 عنواناً رئيساً و19 عموداً. كما يشير المرصد إلى أنّ صحيفة "لو باريزيان" تمثّل "وجهة نظر واحدة فقط: كيف ترى الحكومة الإسرائيلية غزة وتقدّمها لبقية العالم". وعلى مدى أكثر من شهرين، لم يظهر وجه أي مدني فلسطيني على صفحتها الأولى".
كتب فولتير ذات مرة أنّ "الكذب لا يُعدّ خطيئة ما لم يتسبّب بأذىً". فهو فضيلة عظيمة جداً عندما يفعل الخير يجب على المرء أن يكذب مثل الشيطان بجرأة ودائماً، وليس استحياءً أو لبعض الوقت فحسب. لذا، اكذبوا يا أصدقائي، اكذبوا. وسأردّ لكم هذا الجميل يوماً ما". قد يكون هذا الشعار هو نفسه الذي يحمله جميع القادة العسكريين في كل مكان، لكن "إسرائيل" حوّلته إلى موهبة استثنائية في ما يسمى بالدول الديمقراطية. وأضافت إليه ميزة تفتقر إليها الدول الأخرى وتتمثّل في انطلاق المسؤولين ووسائل الإعلام الغربية من الافتراض الذي يقول إنّ "إسرائيل" تقول الحقيقة.
ينطق رافوفيتش بالأكاذيب بلا خجل. ويخترع أكاذيبَ حول أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر وما تلاها، كقوله أنّ "امرأة حامل تمّ نزع أحشائها وأنه تمّ احتجاز أطفال إسرائيليين في أقفاص". وقد نفى، في مواجهة كل الأدلة، مسؤولية "الجيش" الإسرائيلي عن مقتل ضحايا "مذبحة الطحين" التي حصلت في 29 شباط/فبراير وقضى في خلالها أكثر من 100 مدني بالرصاص الحي. ومع ذلك، وعلى الرغم من أكاذيبه الواضحة، لا يزال يتلقّى ترحيباً حاراً من عدد من وسائل الإعلام الفرنسية التي قلّما تحقّق في مدى صحة تصريحاته.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك رافوفيتش ورقة رابحة تُدعى برنارد هنري ليفي الفظيع، الذي قال عنه: "عملياً، في كل أزمة دولية كبرى تضع إسرائيل في مواجهة مع جيرانها، أجد برنارد هنري ليفي حاضراً على الأرض". فهو الرجل الذي غطّى الحروب التي شُنّت ضد قطاع غزة جالساً على برج الدبابة ومن مركز قيادة إسرائيلي. وهو موجود دائماً مع "الجيش" ولم يرَ أيّ شيء غير مناسب، لا جرائم ولا انتهاكات للقانون الدولي. ودفاعاً عن الدعم الذي يقدّمه ليفي، يستخدم رافوفيتش حجة سخيفة مفادها أنّ "الجيش" الإسرائيلي هو "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"!
وهذا هو أسلوب الخطاب نفسه والسفسطة نفسها المستخدمة في صحيفة "لوفيغارو" في تشرين الأول/أكتوبر 1960 من قبل أنصار الجيش الفرنسي في الجزائر المرموقين آنذاك، الذين أدانوا جبهة التحرير الوطني وحلفاءها الفرنسيين بعبارات يمكن، مع تعديل طفيف، أن تنطبق على الوضع في فلسطين اليوم: "من المخجل أن نقول أو نكتب أنّ فرنسا تقاتل الشعب الجزائري الذي انتفض من أجل استقلاله. فالحرب في الجزائر هي صراع فرضته على فرنسا أقلية من المتمردين المتعصّبين والإرهابيين والعنصريين، تعمل تحت إمرة قادة مسلحين ومدعومين مالياً من الخارج".
ولطالما نجحت "إسرائيل" في الترويج لحملاتها الدعائية (الهاسبارا) وتصوير نفسها على أنها ضحية العرب الأشرار، ونشر أخبار كاذبة لا يتم فضحها إلا بعد إحداثها أضراراً جسيمة. فقد أعلنت صحيفة "فرانس سوار"، استناداً إلى تقرير من "تل أبيب"، فجر الخامس من حزيران/يونيو 1967، أنّ مصر قامت بمهاجمة "إسرائيل" (وهو أمر منافٍ للحقيقة). وبعد عقود من الزمن، عندما قُتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية في 11 أيار/مايو 2022، ادّعى "الجيش" الإسرائيلي في البداية أنّها ربما قُتلت على يد "إرهابيين"، ليقول بعدها إنّها "وقعت في مرمى النيران المتبادلة". ولم يعترف إلا في وقت لاحق بأنّ جندياً إسرائيلياً أطلق خمس رصاصات باتجاهها عن غير قصد. وقد خلصت التحقيقات، بما في ذلك التحقيق الذي أجرته شبكة "سي أن أن"، إلى أنها ربما قُتلت عمداً. وقد حظيت قضيتها بتغطية إعلامية استثنائية بسبب جنسيتها الأميركية وشهرتها الواسعة.
الرواية الإسرائيلية لا تحتمل الشك
في أغلب الأحيان، تؤخذ الرواية الإسرائيلية على محمل الجد، ويتمتع الأفراد الذين يقتلون المدنيين أو الصحافيين الموجودين في الأراضي المحتلة بحصانة كاملة. ووفقاً للجنة حماية الصحافيين، انضمت "إسرائيل" في عام 2023 إلى مجموعة الدول العشر التي لها تاريخ سيّئ في سجن الصحافيين. هذا وتملك "إسرائيل"، في الداخل الإسرائيلي وخارجه، عدداً هائلاً من السفراء والمحرّضين الذين يتحدثون لغة البلد الذي يقيمون فيه ويمكنهم الغوص في تعقيدات سياساته وإعلامه، ونشر رسالة حكومتهم المضللة في كثير من الأحيان.
علاوة على ذلك، تتمتع "إسرائيل" بميزة كونها تُعدّ "دولة غربية". وقد أوضح أحد صحافيي شبكة "سي أن أن" إلى أين يؤدي هذا التحيّز، قائلاً: "يُحظر استخدام كلمتي جريمة حرب وإبادة جماعية. وسيتم الإبلاغ عن القصف الإسرائيلي في غزة باعتباره تفجيرات غير منسوبة إلى جهة معيّنة، حتى يقرّر الجيش الإسرائيلي قبول المسؤولية أو إنكارها. ويتم تبنّي الاقتباسات والمعلومات المقدّمة من الجيش الإسرائيلي والمسؤولين الحكوميين بسرعة، في حين أنّ تلك الواردة من الفلسطينيين تخضع للتدقيق الشديد والمعالجة البطيئة".
إنّ المجتمع الإسرائيلي مترابط وقائم على توافق قوي في الآراء، ويُجمع على قول: "نحن نعيش ضمن نطاق أراضينا المُحقة ونريد ببساطة الحفاظ على حياتنا من شر العرب الذين يريدون إبادتنا". من المهم أن نفهم أنّ مخاوف الإسرائيليين حقيقية حتى لو تم استغلالها من قبل قادتهم. فحتى قبل الحرب، عندما كانت تحصل اشتباكات، لم يقم أي صحافي إسرائيلي بزيارة الضفة الغربية، ناهيك عن قطاع غزة، باستثناء عدد قليل من المراسلين.
لذا، فإنّهم يكرّرون البيانات الصحافية الصادرة عن "الجيش" الإسرائيلي، ولا يرون بالفعل ما يحدث في الأراضي المحتلة، تماماً كما ظل الكثير من الفرنسيين غير مدركين لما حدث في الجزائر ما لم تنفجر قنابل في باريس أو يُقتل جنود فرنسيون. ومع ذلك، وهذا فرق مهم، يختلط اليهود الإسرائيليون مع المواطنين الفلسطينيين في "إسرائيل" في المدن المشتركة، ويمكنهم رؤية ما يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون على نطاق أضيق. لكنهم قرّروا أن هذا الأمر لا يعنيهم. وفي شهر شباط/فبراير، عارض 70% من الإسرائيليين تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
ووصف الأكاديمي الإسرائيلي سيباستيان بن دانيال "محاكاة ساخرة للصحافة"، حيث أنّ "التمجيد المستمر للجيش والاستعداد لأخذ تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على محمل الجد يقنعان الجمهور خطأً بأن كل شيء على ما يرام". ويضيف أنّ هؤلاء المراسلين "في كثير من الأحيان يكرّرون ما يقوله لهم المتحدث الرسمي، وفي بعض الأحيان يحذفون السند وينشرون الرسائل كمادة إخبارية".
توجيهات "الجيش" الإسرائيلي للصحافة
في 23 كانون الأول/ديسمبر 2023، نشرت مجلة "The Intercept" توجيهات "الجيش" الإسرائيلي للصحافة الإسرائيلية بشأن عملية السيوف الحديدية، والتي، على حد علمي، لم تنشرها أي وسائل إعلام فرنسية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر أمر كهذا لحرب معيّنة، لأن الرقابة دائمة على جميع المسائل التي تعتبر حساسة، إضافةً إلى جرائم "الجيش" الإسرائيلي الموضوعة على رأس القائمة. و"يتضمن القرار ثمانية مواضيع يُحظر على وسائل الإعلام نشر تقارير عنها من دون الحصول على موافقة مسبّقة من الرقابة العسكرية الإسرائيلية. وتتناول بعض المواضيع القضايا السياسية الساخنة في "إسرائيل" وعلى المستوى الدولي، مثل المعلومات المحرجة المحتملة عن الأسلحة التي تستخدمها "إسرائيل"، ومناقشات اجتماعات مجلس الوزراء الأمني، والأسرى الإسرائيليين في غزة.. كما تحظر المذكّرة الإبلاغ عن تفاصيل العمليات العسكرية، والاستخبارات الإسرائيلية، والهجمات الصاروخية التي ضربت مواقع حسّاسة في "إسرائيل"، والهجمات الإلكترونية وزيارات كبار المسؤولين العسكريين إلى ساحة المعركة".
وتمتلك "إسرائيل" وسيلة إعلامية في فرنسا وهي قناة " i24" التلفزيونية التابعة لباتريك دراهي. فعند حدوث أزمة هناك، ترسل وسائل الإعلام مجموعة من الصحافيين إلى "إسرائيل" وفلسطين لا يعرفون المنطقة ولا يتحدثون العربية، فمن أين يحصلون على معلوماتهم؟ من قناة "i24". حتى إنهم ينطقون كلمة حماس على الطريقة الإسرائيلية "خماس".
كذلك يشمل تأثير دراهي شبكة "BFMTV" الإخبارية، التي كان يملكها حتى آذار/مارس 2024. وقد سلّط التحقيق الذي أجري في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 الضوء على كيفية عمل هذه الشبكة. وفي هذا السياق، يقول أحد أعضاء هيئة التحرير المخضرمين: "عندما اشترى دراهي جميع أسهم الشبكة في عام 2018، تم تحويل تغطية أحداث منطقة الشرق الأوسط التي كان يقدّمها أحد المراسلين إلى قناة "i24". وكانت الذريعة تتمحور حول جمع الموارد، لكنها لا تزال تسبّب مشكلة في الموقف التحريري. وخلال الأيام الأولى للصراع الحالي، أغرقوا الشبكة بخبراء ومراسلين من قناة " i24" بطريقة بسيطة وعملية وملتبسة.
وعقب الحرب في أوكرانيا، حظرت الدول الأوروبية قناة "روسيا اليوم"، وندّدت بالتدخّل الأجنبي غير المقبول. في المقابل، يمكن القول إنّ "إسرائيل" تُعدّ الكيان الأكثر تدخّلاً في شؤون الدول الأوروبية، ولا سيّما فرنسا، من دون أن تحرّك السلطات ساكناً. إلّا أنّ الأمر لم يكن دائماً على هذا الحال. ففي كانون الثاني/يناير 1969، وبعد إصدار باريس قراراً يقضي بوقف تزويد "الجيش" الإسرائيلي بقطع غيار الطائرات المقاتلة الفرنسية "ميراج"، كتب ديغول: "الجدير بالملاحظة أنّ التأثيرات الإسرائيلية باتت محسوسة إلى حد كبير في الأوساط القريبة من الوسائل الإخبارية". في مطلق الأحوال، إذا أعربت، بصفتك فرداً أو صحيفة، عن قلقك بشأن مثل هذا التدخّل، فهناك استنتاج واحد محتمل ألا وهو أنك معادٍ للسامية!
نقلته إلى العربية: زينب منعم