"ذي تلغراف": الجيش الأميركي لن يصمد أمام تهديد الطائرات المسيّرة
بعدما أغلق مسؤولو الجيش الأميركي العديد من وحدات الدفاع الجوي، يبدو أنهم اليوم غير قادرين على مواجهة تهديد الطائرات المسيّرة المتزايدة.
صحيفة "ذي تلغراف" تنشر مقالاً للكاتب ديفيد أكس، وهو مراسل عسكري أميركي، يتحدث فيه عن تهديد الطائرات المسيّرة وقدرة الدفاع الجوّي الأميركي على مواجهتها.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
لفترة طويلة، افترض الجيش الأميركي أنّ القوات الجوية الأميركية ستحميه من طائرات العدو. ولهذا السبب، أغلق الجيش في التسعينيات العديد من وحدات الدفاع الجوي قصيرة المدى أو "SHORAD". تسارعت هذه العملية خلال الحرب في العراق وأفغانستان، إذ كان الجيش يقاتل عدواً من دون طائرات.
وحتى عام 2014، انخفض عدد مركبات الدفاع الجوي إلى نحو 300 مركبة قديمة، كل منها تطلق صواريخ "ستينغر" الموجهة بالأشعة تحت الحمراء إلى مسافة 3 أميال، وذلك لحماية مليون جندي إذا حسبت القوات العاملة والاحتياطية.
لم يتوقع الجيش الأميركي أنّ روسيا وأوكرانيا ستقومان اليوم بتسليح عديدهما بطائرات من دون طيار صغيرة ورخيصة الثمن (FPV)، وستقذفانها على بعضهما بعضاً بمعدل عشرات الآلاف شهرياً.
تخيل ماذا سيحدث للجيش الأميركي في ساحة معركة تعج بالطائرات من دون طيار الصغيرة! بالتأكيد، القوات الجوية الأميركية لن ترسل مقاتلة شبح من طراز "F-35" بقيمة 100 مليون دولار لمحاولة -وربما تفشل- إسقاط طائرة من دون طيار بقيمة 500 دولار من طراز "FPV" تحلق على ارتفاع 10 أقدام فوق الأرض مباشرة فوق خط المواجهة.
لقد تغيرت حسابات الدفاع الجوي. والآن، يجد الجيش الأميركي نفسه عاجزاً عن الدفاع عن نفسه في مواجهة واحد من أخطر التهديدات التي يواجهها. وقد بدأ قادة الجيش في استيعاب حجم مشكلة الدفاع الجوي التي يواجهونها، لكن هل يحلّون المشكلة بالسرعة الكافية؟
يعتمد الجيش الأميركي على برنامجين رئيسيين لإعادة بناء دفاعاته الجوية قصيرة المدى، ومنح قوات الخطوط الأمامية فرصة القتال ضد أسراب الطائرات من دون طيار القاتلة:
الأول ما يسمى "M-SHORAD"، وحرف "m" يعني "المناورة"، وهو يتضمن راداراً وقاذفة "ستينغر" بأربعة صواريخ ومدفعاً آلياً من عيار 30 ملم ومركبة مدرعة من طراز "سترايكر" ذات ثماني عجلات بتكلفة 9 ملايين دولار لكل مركبة.
ويقوم الجيش بشراء 162 مركبة من هذا النوع، وهو ما لا يكفي حتى لاستبدال مركبات "Avengers" القديمة. وتتمثل الخطة في تجهيز الإصدارات المستقبلية من "M-SHORAD" بمدفع ليزر وصاروخ جديد ومحسن، وسوف يحتاج الجيش إلى المئات منهم، إن لم يكن ألفاً منهم وبسرعة، لكن الجيش لا يخطط لاختيار شركة لتصنيع الليزر حتى العام المقبل.
هناك نظام آخر للدفاع الجوي قصير المدى قيد التطوير للقوات الأميركية يتمثل بشاحنة بضائع مزودة بقاذفة 18 طلقة لصواريخ "Sidewinder" الموجهة بالأشعة تحت الحمراء بطول 10 أميال أو صواريخ "Hellfire" الموجهة بالرادار، والتي يصل مداها إلى 6 أميال.
هذه الشاحنات (IFPC) التي تبلغ قيمتها 15 مليون دولار كبيرة جداً وبحاجة إلى مرافقة الدبابات والمشاة على طول خط المواجهة. ولا يزال الجيش يعدل تصميمها. ومن المقرر إجراء الاختبار عام 2026. ويخطط الجيش لشراء أكثر من 250 منظومة منها حتى عام 2028، وهذا عدد قليل جداً وبطيء جداً.
والأسوأ من ذلك، يستخدم كل من هذين النظاميين للدفاع الجوي صواريخ تكلف أكثر بكثير من تكلفة طائرة من دون طيار "FPV". وبسبب تكلفتها، هناك نقص في المعروض.
وفي ظل التخطيط الحالي، فإن ذخيرة "SHORAD" قد تنفد إذا استخدمت في الحرب. لذا، إنّ مشكلة الدفاع الجوي ليست مجرد مشكلة مركبة؛ إنّها مشكلة الذخيرة أيضاً.
وإذا تمكن الجيش من مضاعفة استثماراته في هذه المركبات الجديدة، فقد يكون - في غضون خمس سنوات أو نحو ذلك - جاهزاً لتهديد الطائرات من دون طيار، ولكنْ هناك احتمال كبير لأن يصبح تهديد الطائرات من دون طيار أكبر بكثير خلال 5 سنوات.
إلى أيّ مدى سوف يتخلف الدفاع الجوّي الأميركي؟ وكم عدد الجنود الأميركيين الذين سيموتون في ساحة معركة مستقبلية، لأن مسؤولي الجيش في عام 2024 لم يقدّروا تماماً مدى خطورة طائرة من دون طيار بقيمة 500 دولار؟ وكم عدد الطائرات التي يمكن للعدو إطلاقها؟
نقلته إلى العربية: بتول دياب