"دوغرو خبر" التركية: وأخيراً قُطعت العلاقات التجارية مع "إسرائيل"
تركيا توقف تعاملاتها التجارية بالكامل مع "إسرائيل" والذي سيكلف الأخيرة الكثير، وهذا ما يقلق الإسرائيليين ويدفع الإدارة الأميركية لمحاولة التدخل لثني تركيا عن قرارها.
يكتب أوزقان دمير، الكاتب التركي، مقالاً في موقع صحيفة "دوغرو خبر" التركية، يتحدث فيه عن توقف التعاملات التجارية بين تركيا و"إسرائيل"، وكيف سيكلف هذا التوقف الاحتلال الكثير وهذا ما يغضب الإسرائيليين.
فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
لدى زيارته إلى العراق قبل أسبوعين صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنّ الحجم التجاري بين تركيا والعراق سيرتفع قريباً من 20 إلى 30 مليار دولار، ويشهد الاقتصاد التركي في الوقت الراهن زيادة في الحجم التجاري مع عدد من الدول الإسلامية.
فعلي سبيل المثال يبلغ الحجم التجاري لتركيا مع بعض الدول الإسلامية على النحو التالي:
مع إيران 7 مليارات دولار، مع ماليزيا 4 مليارات دولار، مع مصر 10 مليارات، مع إندونيسيا ملياري دولار، مع باكستان 1.5 مليار دولار، مع نيجيريا 2.5 مليار دولار، مع بنغلادش 1.5 مليار دولار، مع ليبيا ملياري دولار، مع قطر 2.5 مليار دولار، مع السعودية 6.5 مليار دولار، مع الإمارات العربية المتحدة 15 مليار دولار، مع الجزائر 6 مليارات دولار، والأمثلة كثيرة.
تبدو هذه الأرقام جيدة، ولكن مع الأسف ليس هناك أيّ بلد إسلامي بين أول 15 دولة من الدول الأكثر استيراداً من تركيا إذا ما استثنينا الإمارات العربية المتحدة، في حين أن كيان الاحتلال حلّ في المرتبة الـ13 .
إنّ اتخاذ قرار بإيقاف ما تزيد قيمته على 5 مليارات دولار من الصادرات خطوة تستحق التقدير في وقتٍ نجد فيه أن التضخم وصل إلى أكثر من 70%، ونسبة الفائدة وصلت إلى 50% بالتزامن مع ارتفاع أسعار الذهب والقطع الأجنبي وغيرها من المشاكل المالية التي كانت أبرز العوامل المؤثرة في نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة.
واستناداً إلى تصريحات وزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتس، الذي علّق على القرار التركي بقوله: "إنّ إهمال مصالح الشعب التركي ورجال الأعمال، واتفاقيات التجارة الدولية ما هو إلا سلوك ديكتاتوري" يتبين لنا أن هذا القرار سيؤثر في "إسرائيل" حتى على المدى القريب.
من زاوية أخرى، نجد أن احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية قراراً ضد نتنياهو وطاقمه، والاحتجاجات الجامعية المتزايدة في العالم والتي تقض مضاجع الصهيونية العالمية، والأسرى الإسرائيليين في غزّة، والخسائر العسكرية الفادحة لقوات الاحتلال؛ من العوامل التي حفزت تركيا على اتخاذ خطوات ملموسة.
وإذا أصرت تركيا موقفها هذا وأثبتت أن قرارها ليس خطوة بسيطة يمكن التراجع عنها بسهولة، فإنّها حتماً ستجبر الاحتلال على التنازل في بعض القضايا.
لكن أليس بإمكان "إسرائيل" تأمين ما كانت تستورده من تركيا عن طريق دول أخرى؟ بلى ولكن ذلك سيكلفها أكثر بكثير لأنّ البضائع التركية أرخص سعراً وشحنها إلى "إسرائيل" أقل كلفة بحكم قرب المسافة، وهذا ما يغضب الإسرائيليين، لذا حاولت الإدارة الأميركية التدخل لثني تركيا عن قرارها.
وعلاوةً على ذلك، فإنّ حاجة نظام الاحتلال لتركيا تتجاوز بكثير البضائع التي تستوردها منها.