"يديعوت أحرونوت": زيارة الأسد إلى الإمارات تكشف هشاشة حلفاء "إسرائيل"

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تتحدث عن تطورات عديدة متعلقة بإيران والولايات المتحدة الأميركية وشكل المنطقة مستقبلاً، والنتائج المترتبة على ذلك.

  • حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم والرئيس السوري بشار الأسد

كتب مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يوسي يهوشع، مقالاً عالج فيه قضية إزالة حرس الثورة الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية، وأثر التغيرات المتسارعة في المنطقة على العلاقة بين حلفاء الأمس واليوم. 

وهذا نص المقال منقولاً إلى العربية: 

نشر هاكرز إيرانيون، يوم أمس، وثائق إضافية تعود إلى رئيس الموساد ديفيد برنيع. يبدو أنّ الأمر يتعلق هذه المرة بقسيمة راتب. بحسب مصادر في "إسرائيل"، الحديث عن وثائق سُحبت من هاتف زوجته، ويمكن الافتراض أنّه إذا كان الأمر كذلك، فإنّنا سنرى المزيد من التفاصيل لاحقاً، بعضها مسلٍّ وبعضها أقل تسلية. هذا يفرض فحصاً من الموساد. ولا تزال هذه الحادثة – التي تستهدف الوعي في إطار الحرب المستمرة منذ زمن بين البلدين – هي الأقل أهمية من بين الأحداث التي جرت في نهاية الأسبوع. 

الأولى والأكثر إقلاقاً هي حقيقة أنّ الإدارة الأميركية تريد إخراج حرس الثورة الإيراني من قائمة منظمات الإرهاب. ما فعله الأميركيون هو أنّهم في البداية أطلقوا بالون اختبار من أجل رؤية ردة الفعل الإسرائيلية التي قد تمر بهدوء مثلما يمر الاتفاق النووي بأسره. لكن هذه المرة، يُسجّل لرئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد أنّهما ردّا بإدانة مشتركة شديدة اللهجة وخارجة عن المألوف على محاولة إلغاء تصنيف حرس الثورة منظمة إرهابية، ووصفا الخطوة بأنّها "إهانة للضحايا، وتمحو واقعاً موثّقاً عليه إثباتات قاطعة".

بينيت ولابيد كررا البديهي والمعروف بأنّ حرس الثورة الإيراني هو حزب الله في لبنان، هو الجهاد الإسلامي في غزة، هو الحوثيون في اليمن، وهو الميليشيات في العراق. حرس الثورة يقف وراء هجمات على مواطنين وجنود أميركيين في كافة أنحاء الشرق الأوسط. وهنا يجب أن نتذكّر ونذكّر بأن الإيرانيين سبق وحاولوا في الماضي إخراج حرس الثورة من قائمة الإرهاب وتلقّوا صدّاً قوياً. 

الآن يحاولون استغلال الحماسة الأميركية لإنجاز اتفاقٍ سريع معهم. وعدا عن تخفيف العقوبات الذي سيضخ مئات المليارات للإيرانيين وتقليص وقت الوصول إلى قنبلة نووية، هم يحاولون وقد ينجحون، في ضوء الرد الركيك من واشنطن، في تسجيل هذا الإنجاز الإضافي.

هذه المجريات، التي تتضمن خروج الأميركيين من الشرق الأوسط، تعزّز إيران. القراءة الحكيمة لخارطة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وخشية العالم من مواجهة مع دولة تملك سلاحاً نووياً، مفهومة لحلفاء الولايات المتحدة في الخليج. 

في البداية، لم يرد قادة السعودية والإمارات، في خطوة خارجة عن المألوف، على اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن، بل واهتموا بتسريب الخبر.

وقبل يومين، في خطوة غير مألوفة لأول مرة منذ 11 عاماً، وصل الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة رسمية إلى الإمارات. وأُفيد بأنّه "جرى بحث التعاون الذي سيخدم مصالح البلدين". هذا أغضب الأميركيين، الذين أصدروا بيان إدانة أعربوا خلاله عن عمق خيبتهم وقلقهم.

بيان الإدانة يذكّر قليلاً بالبيان الإسرائيلي ضد القرار الأميركي بحق حرس الثورة الإيراني، وهو يعلّمنا كم أنّ العلاقة بحلفاء الأمس هشّة اليوم. القلقون اليوم هم الإماراتيون والسعوديون، الذين يتلقّون هجماتٍ بصواريخ وطائرات مسيّرة، ويرون كيف أنّ الأميركيين لا ينبرون للدفاع عنهم، لذلك يقومون الآن بدراسة مسارهم من جديد. 

"إسرائيل" تتصرف بحذرٍ كبير. كل هذا يفرض عليها إعادة التفكير بمبنى القوة العسكرية بفعل الاتفاق الجديد مع إيران، ومواصلة الولايات المتحدة الخروج من المنطقة.