"وول ستريت جورنال": الانقسام الأميركي بشأن دعم أوكرانيا يقلق أوروبا
قادت واشنطن الحملة ضد روسيا وحشد الدعم لأوكرانيا، لكن الخلافات السياسية الداخلية تثير مخاوف بشأن الالتزام الأميركي حيالها.
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تتحدث عن قلق لدى حلفاء أوكرانيا من تراجع الدعم الأميركي لها في ظل الانقسامات القائمة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
فيما يلي النص منقولاً إلى العربية:
تلقي المعارك السياسية الأميركية وخطاب الحملة الانتخابية الرئاسية بظلالها على ساحات القتال في أوكرانيا. خاصة وأن معركة كييف لضرب القوات الروسية تعتمد على المعدات الأميركية والتدريب والاستخبارات. قاد الرئيس بايدن حملة عالمية لحشد الدعم لأوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا.
الآن ينتقد عدد متزايد من السياسيين الأميركيين، معظمهم من الجمهوريين بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا. مثلاً كانت المساعدات المقدمة لكييف نقطة محورية في معارك مجلس النواب حول تجنب الإغلاق الحكومي يوم الأحد.
مثل هذه الحجج - واحتمال تراجع واشنطن عن دورها القيادي - تثير القلق بين الحلفاء، الذين يرى الكثير منهم أن مساعدة أوكرانيا في "الدفاع عن نفسها" أمر بالغ الأهمية للأمن العالمي.
قالت سفيرة أوكرانيا لدى منظمة حلف شمال الأطلسي، ناتاليا جاليبارينكو، إن حكومتها تراقب التطورات في واشنطن ولا ترى حتى الآن أي تغيير في المساعدة.
يظهر التصويت الأخير على تمويل أوكرانيا في مجلس النواب دعماً واسعاً من الحزبين للمساعدات الأوكرانية - صوت 311 مشرعاً في مجلس النواب المؤلف من 433 عضواً هذا الأسبوع لتمرير إجراء يخصص 300 مليون دولار كمساعدة أمنية - لكن عدد الجمهوريين المعارضين آخذ في الازدياد ويشكلون الآن أكثر من نصف مؤتمر الحزب الجمهوري.
على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، قال دبلوماسيون من عدة دول تتطلع إلى دور الولايات المتحدة القيادي إنهم قلقون من أن الضغوط المحلية تدفع بايدن إلى التراجع عن الدعم للقتال الأوكراني. وأشار البعض إلى أنه في خطابه الذي استمر نصف ساعة في الأمم المتحدة ذكر أوكرانيا فقط في نهاية الخطاب.
وقلق الحلفاء يتجاوز رغبة كييف في الفوز. القلق الأعمق هو أنه إذا لم تظهر الولايات المتحدة أنها منتصرة في مسعاها (بعد أن ألقت بثقل سياسي وعسكري كبير على دعم أوكرانيا)، فإن مصداقيتها وقوتها في الإقناع ستعاني من أضرار جسيمة مع عواقب عالمية.
اهتز الإيمان بتفاني الولايات المتحدة لحلفائها وتعهداتها الدولية في السنوات الأخيرة بسبب خروجها الفوضوي من أفغانستان، والتهديدات بالانسحاب من "الناتو" والعديد من التحولات الحادة الأخرى في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.