"هآرتس": "إسرائيل" تضغط على واشنطن لعدم العودة إلى الاتفاق النووي

الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن الدور الإسرائيلي في الضغط على الجانب الأميركي والأوروبي لعدم عودة واشنطن للاتفاق النووي، ويشير إلى أنّ ذلك الضغط يستفاد منه في الحملات الانتخابية الإسرائيلية المقبلة.

  • الرئيس الأميركي جو بايدن مستقبلاً رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة يائير لابيد - واشنطن
    الرئيس الأميركي جو بايدن مستقبلاً رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة يائير لابيد - واشنطن

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مسعى كل من رئيس الحكومة يائير لابيد، ووزير الأمن بيني غانتس، ورئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، لممارسة ضغطٍ علني على الولايات المتحدة وعلى دول أوروبا من أجل عدم العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجانب الإسرائيلي حريص، رغم ذلك الضغط، على عدم إحداث مواجهة علنية وجهاً لوجه مع بايدن، كالتي قادها نتنياهو بوجه باراك أوباما".

وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:

يتزايد في الأيام الأخيرة التقدير في "إسرائيل" بأنّ الإدارة الأميركية ستفعل كل ما أمكنها كي تُنجز المفاوضات لبلورة الاتفاق النووي المُستأنَف مع إيران. لكن على الرغم من أن فرصة التأثير على المحادثات ليست مرتفعة، تجنّد رئيس الحكومة يائير لابيد ووزير الأمن بيني غانتس ورئيس المعارضة بنيامين نتنياهو لممارسة ضغطٍ علني على الولايات المتحدة وعلى دول أوروبا. 

الثلاثة، كل واحدٍ منهم على حدا أعلن رغبته في ترؤس الحكومة المقبلة، يأملون أنّه حتى لو أنّ هذه العملية لم تُثمر لـ"إسرائيل" إنجازات تؤثر على الاتفاق بحد ذاته، فإنّ "الحملة" نفسها ستُساعدهم في الرأي العام الإسرائيلي، قبل حوالى شهرين من الانتخابات. أضف أنّ الحملة تهدف، من بين جُملة أمور، إلى دفع الاتصالات للحصول على تعويضٍ أمني من الإدارة في واشنطن، بل وحتى قد تسِم بداية الجهود حيال المرحلة القادمة: تجنيد المجتمع الدولي لاتفاقٍ بعيد المدى مع إيران أو فرض عقوباتٍ شديدة في اليوم الذي ينتهي فيه الاتفاق الحالي. 

انتقد لابيد أمس، علناً الإدارة الأميركية عندما قال إنّ الاتفاق المتبلور هو اتفاقٌ سيىء "لا يفي بالمعايير التي حددها الرئيس بايدن: وهي منع إيران من أن تصبح دولة نووية". الانتقاد كان محسوباً، ورئيس الحكومة يسعى إلى عدم مناكفة جو بايدن وفريقه بصورة فظة، خشيةَ أنّ لهجة أشد ستفاقم فقط الضرر لـ"إسرائيل". 

مصادر دبلوماسية قالت إنّ لابيد "مصمّم على عدم إحداث مواجهة علنية وجهاً لوجه مع بايدن، كالتي قادها نتنياهو بوجه باراك أوباما"، عشية التوقيع على اتفاق 2015، وذروتها كانت الخطاب في الكونغرس. وقالت المصادر: "بسبب الخطاب أخرجوا إسرائيل من غرف المداولات. رأينا أن هذا غير مجدٍ. ممنوع تعريض العلاقات مع الولايات المتحدة لخطر". 

إلى اليوم لم تنجح "إسرائيل" في التأثير على صيغة الاتفاق المتبلور، والتأثير الأساس كان في بنودٍ من خارج الاتفاق: تعهد أميركي بعدم إخراج حرس الثورة من قائمة المنظمات الإرهابية، وتعهد إضافي، ليس واضحاً بعدما إذا سيفون به، بعدم إغلاق ملفات التحقيق ضد إيران التي تُجريها الوكالة الدولية للطاقة النووية. 

في القدس، يضغطون على إدارة بايدن لعدم المرونة في قضايا إضافية أيضاً: عدم رفع العقوبات عن إيران التي ليست جزءاً من الاتفاق الأصلي وعدم منحها ضمانات اقتصادية في حال قررت الولايات المتحدة الانسحاب مرة أخرى من الاتفاق. أياً يكن، في المستوى السياسي مدركون لحقيقة أنّ الولايات المتحدة غير معنية بتحقيق طلب "إسرائيل" المركزي الذي قدّمته في السنوات الأخيرة – وضع تهديدٍ عسكري مُهم ورادع لإيران. على أي حال، "إسرائيل"، بحسب التقديرات، ليس لديها حتى الساعة هذه القدرات. 

في موازاة الحوار مع الأميركيين، لابيد يعمل أيضاً مع دول أوروبا. ففي الأيام الأخيرة تحدث مع الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولف شولتس، وعبّر عن تقديرات تفيد بأنّ هناك تداعيات كثيرة لرفع العقوبات عن إيران لم تؤخذ بالحسبان. وانتقد مسلكية ممثلي الدول في غرف المفاوضات وتساءل ما إذا كان ممثلو الاتحاد الأوروبي يستخدمون التفويض الذي مُنح لهم بطريقة صحيحة. حسب قول مصدر دبلوماسي، رغم أنّ الإثنين [ماكرون وشولتس] كان مصغيين له، المحادثات لم تُثمر توافقات كثيرة.