"ناشيونال إنترست": لماذا لم تغادر القوات الأميركية سوريا؟

مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية تقول إنّ الانسحاب من سوريا قد يكون الخطوة التالية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

  • ناشيونال إنترست الأميركية نقلاً عن خبراء: هناك عوامل عدة معقدة وبارزة حول التزامات أميركا تجاه الشركاء الإقليميين.
    ناشيونال إنترست الأميركية نقلاً عن خبراء: هناك عوامل عدة معقدة وبارزة حول التزامات أميركا تجاه الشركاء الإقليميين.

كتب الصحافي تريفور فيلس في مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، تحدث مراراً وتكراراً عن أنّ الولايات المتحدة تسعى لإنهاء "حروبها" في منطقة الشرق الأوسط، مما دفع بعض المراقبين إلى القول إنّ "الانسحاب من سوريا قد يكون الخطوة التالية، مع توقعات لتداعيات سياسية قد يسببها انسحاب ثانٍ لإدارة بايدن، التي عانت بشدّة في استطلاعات الرأي بسبب سوء إدارتها للانسحاب من أفغانستان". 

وبالنظر لانسحاب الولايات المتحدة البارز من أفغانستان في آب/أغسطس الماضي، والتزامها على الأقل من الناحية النظرية، بمغادرة العراق، فقد تزايدت التكهنات بأنّ انسحاباً مشابهاً قد يحدث في سوريا، حيث لا يزال هناك ما يقرب من 900 جندي أميركي.

تتركز القوات الأميركية في سوريا في الشمال الشرقي ذي الأغلبية الكردية، حيث يقدمون مساعدة لمسلحي "قوات سوريا الديمقراطية" ضد فلول "داعش"، لكن القوات الأميركية دخلت إلى سوريا، دون إذنٍ من الحكومة السورية، في عامي 2014 و2015.

وبعد هزيمة تنظيم "داعش" انخرطت القوات الأميركية في الاشتباكات المستمرة على الحدود السورية التركية، على خلفية تمتع قيادات "قسد" بصلات عميقة مع "حزب العمال الكردستاني"، وهو حركة قومية كردية سبق أن نفذت هجمات داخل تركيا.

وبينما تعتبر تركيا والولايات المتحدة "حزب العمال الكردستاني" جماعة إرهابية، يختلف البلدان فيما يتعلق بـ"وحدات حماية الشعب الكردية"، التي لعبت دوراً  في هزيمة "داعش"، بحسب زعم الموقع، وهي مدعومة أميركياً بشكلٍ مباشر مما يغضب تركيا، التي تمارس الضغوط على واشنطن لسحب قوّاتها من المناطق الكردية مما يتيح لها التدخل وإطلاق يدها.

في تشرين الأول/أكتوبر 2019 وافق الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب بشكلٍ مثير للجدل على طلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وسحب القوات الأميركية فجأة من جزء من شمال شرق سوريا وهو انسحاب أدى على الفور إلى هجوم تركي، مخلفاً عواقب فوضوية.

في النهاية، وعلى الرغم من أنّ ترامب وعد بالانسحاب من سوريا، إلا أنّ الخطوة وما أثارته من جدلٍ داخل أروقة البيت الأبيض دفعه إلى استمرار تمركز القوات هناك حتى نهاية فترة رئاسته.

ومع ذلك، فقد تحدّث الرئيس جو بايدن مراراً وتكراراً عن أنّ الولايات المتحدة تسعى لإنهاء "حروبها الأبدية" في الشرق الأوسط، ما دفع بعض المراقبين إلى القول إنّ الانسحاب من سوريا قد يكون الخطوة التالية.

وفي الوقت عينه، لاحظ الخبراء أنّ هناك عوامل عدة معقدة و بارزة حول التزامات أميركا تجاه الشركاء الإقليميين.

وذكرت قنوات إخبارية فضائية أن "المسؤولين في واشنطن أشاروا إلى أنّ الولايات المتحدة ليس لديها خطط فورية لمغادرة سوريا، وأنه تمّ إرسال تأكيدات إلى قادة قوات قسد بأنّ الولايات المتحدة ستبقى".

وتشمل الاعتبارات الأخرى التداعيات السياسية التي قد يسببها الانسحاب الثاني لإدارة الرئيس بايدن، التي عانت بشدّة في استطلاعات الرأي بسبب سوء إدارتها خلال انسحابها من أفغانستان.

نقله إلى العربية بتصرف: حسين قطايا - الميادين نت