موقع أميركي: تسريب البنتاغون تورط خطير للولايات المتحدة و"الناتو" في أوكرانيا

تكشف الوثائق شيئاً عن نجاح التجسس الأميركي ضد روسيا، خصوصاً في مجال قطاع الاتصالات وسلاح الإشارة.

  •  جندي أوكراني بالقرب من خط الجبهة في باخموت (أرشيف).
    جندي أوكراني بالقرب من خط الجبهة في باخموت (أرشيف)

تحدّث موقع "Responsible Statecraft" الأميركي عن الوثائق المسربة من "البنتاغون"، والهيئات الأمنية الأميركية الأخرى، والمتعلقة بالحرب في أوكرانيا، ورأى أنّها تؤكد ما يدركه أي شخص يقظ، بأنّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي متورطان بشكل كبير وخطر في تسليح وتدريب جنود أوكرانيا وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتية لأجل الحرب ضد روسيا.

فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

من دون المساعدة الأميركية، ربما تكون أوكرانيا غير قادرة على تنفيذ هجمات عسكرية، وفي أحسن الاحوال ستكون في موقف دفاعي ضعيف. ووفقاً للوثائق المسربة، قام البنتاغون بتقييم اللحظة الأكثر ملاءمة لشن هجوم أوكراني في منتصف شهر آيار/مايو المقبل، حين يجف الطين الناتج عن أمطار الربيع والذي يشكل عقبة جدية أمام حركة الآلات العسكرية والجنود.

بعض التفاصيل الدقيقة المسربة مثيرة للاهتمام، ومعترف صحتها من قبل مصادر في البنتاغون، وهي تتعلق بإعداد 9 ألوية أوكرانية للهجوم القادم، تم تدريبها وتجهيزها بالكامل من قبل حلف "الناتو". ويتم توفير عمليات التدريب لهذه القوات ليس فقط في دول الغرب، ولكن من قبل 71 فرداً من العسكريين الأميركيين المتمركزين داخل أوكرانيا، إلى جانب 97 من جنود العمليات الخاصة لحلف شمال الأطلسي.

لا شك أنّ الأرقام هذه صغيرة جداً، فهؤلاء الجنود لا يشكلون وحدات قتالية، والتسريب يؤكد فقط ما يفترضه المراقبون منذ فترة طويلة. مع ذلك، من الواضح أنّ وجودهم يخلق مخاطر من أن يقتلوا أو يتم أسرهم، وهذا سيمنح روسيا انتصاراً معنوياً كبراً، ويولد زخماً للانتقام الأميركي، ويؤدي إلى مزيد من التصعيد الذي لا تحمد عقباه.

من المهم الإشارة إلى أنّ الكونغرس الأميركي والجمهور الغربي عموماً، لم يتم إبلاغهم مطلقاً بوجود أي جنود من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا.

مع ذلك، نفت الحكومة الفرنسية ما كشفه التسريب عن وجود جنود من القوات الخاصة الفرنسية في أوكرانيا، على خلفية ما يمكن أن تثيره من قضايا مهمة وتتعلق بالشرعية والمساءلة الديمقراطية، والتي توجب على الحكومات الغربية التحقيق فيها بشكل رسمي وشفاف.

الأسلحة الأوكرانية المضادة للصواريخ ضد الصواريخ الروسية، قد كلفت الأوكرانيين نسبة كبيرة جداً من صواريخهم المضادة للطائرات من طراز "أس 300" من الحقبة السوفيتية، والتي ستنفذ هذا الشهر، وفق ما تشير وثائق البنتاغون. وهذا يفضي إلى معضلة للولايات المتحدة، التي سيكون عليها إما أن تزود أوكرانيا بسرعة كبيرة بالعديد من أنظمة الدفاع الصاروخي "باتريوت"، وبالتالي تستنفد بشدة احتياطياتها المحدودة، وتحرض على تصعيد القصف الروسي بغية تدمير البنى التحتية الأوكرانية.

تكشف الوثائق شيئاً عن نجاح التجسس الأميركي ضد روسيا، خصوصاً في مجال قطاع الاتصالات وسلاح الإشارة. كما يكشف عن تجسس الولايات المتحدة ضد الحلفاء المقربين، في مقدمتهم كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة. وهذا ليس مفاجئاً، بالنظر إلى الطريقة التي ثبت أن الولايات المتحدة قد تجسست فيها على الاتصالات الخاصة لأنجيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة، بالإضافة إلى قادة أوروبيين آخرين.

ومع ذلك، يجدر بنا أن نتذكر كيف تم استخدام بروباغندا التجسس الروسي على الولايات المتحدة وأوروبا، مراراً وتكراراً في السنوات التي سبقت الحرب لإثارة الخوف والعداء في الرأي العام الغربي ضد روسيا، ما يزيد من صعوبة البحث عن حلول وسط دبلوماسية ربما قد كانت منعت الحرب.

نقله إلى العربية: حسين قطايا