لواء في الاحتياط الإسرائيلي: نحتاج إلى عقد على الأقل لاستعادة أمننا القومي

يعود الحديث في "إسرائيل" عن هشاشة الجبهة الداخلية وسوء استعدادها لأي حرب مقبلة، ويجري الإشارة إلى نقاط ضعفها التي تحتاج إلى سنوات لتجاوزها.

  • لواء في الاحتياط الإسرائيلي: نحتاج إلى عقد على الأقل لاستعادة أمننا القومي
    بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مناورات تهدف إلى تعزيز الجبهة الداخلية

كتب اللواء في قوات الاحتياط الإسرائيلي إسحاق بريك مقالاً في موقع "القناة 12" يعلّق فيه على المناورات الإسرائيلية الأخيرة، ويعرب فيه عن استيائه من عدم إيلاء القيادة العسكرية والسياسية الاهتمام الكافي للجبهة الداخلية، ويقترح مجموعة من الإجراءات لزيادة الجهوزية. وفي ما يلي المقال منقولاً إلى العربية.  

في هذا الشهر، من 1 إلى 5 تشرين الثاني/نوفمبر، تجري قيادة الجبهة الداخلية مناورة الجبهة الداخلية الوطنية، بالتعاون مع جميع هيئات الطوارئ والإنقاذ، حيث تم تفعيل صفارات الإنذار في العديد من البلدات في جميع أنحاء البلاد. كان الغرض من المناورة  هو التدرّب على سيناريوهات حرب متعددة الساحات، حيث سيتم إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة دون طيار يومياً نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

العديد من صواريخ العدو الدقيقة ستوجه إلى التجمعات السكانية والبنية التحتية، مثل الكهرباء وخزانات المياه والغاز والوقود، وكذلك إلى قواعد الجيش الإسرائيلي البرية، وقواعد سلاح الجو، ومصانع الأمونيا، والمؤسسات الحكومية وما شابه ذلك.

مهاجمة العدو ستؤدي إلى أعمال عنف بين العرب واليهود في المدن المختلطة وفي البلدات والقرى، وكذلك قطع الطرقات أمام الشرطة. ومن المتوقع أن يكون عدد الضحايا هائلاً إلى جانب تدمير مباني وبنى تحتية في جميع أنحاء البلاد.

هذا السيناريو المتطرف واقعي على الرغم من قيام قادة الجيش بإهمال المشكلة لسنوات وتجاهلها، قائلين إنّ حزب الله لن يجرؤ على إطلاق صواريخ علينا، لأننا سنعيد لبنان إلى العصر الحجري. هذه التصريحات وغيرها من التصريحات المتغطرسة والمتبجحة على مر السنين أدت إلى تجاهل الوضع الخطير. نتيجة ذلك، لم تعد الجبهة الداخلية إلى الحرب.

في الآونة الأخيرة، انفتحت أعين المستويات الأمنية والسياسية. لقد استوعبوا المشكلة بعد 15 عاماً من الجمود العقلي، والانشغال بالعلاج بدلاً من الجوهر، وذر الرماد  في عيون الجمهور على الرغم من أنّ التهديد الوجودي لـ"إسرائيل" في تلك السنوات قد تكثف كما لم نكن نعرفه من قبل. لقد خسرنا وقتاً ثميناً، وهو وقت حاسم في بلورة أمننا القومي. النتيجة التي سأعطيها للمستوى الأمني ​​والجيش ووزارة الأمن، وفقاً لاختبار النتيجة في آخر 15 عاماً، هي نتيجة فاشلة!

لسوء الحظ، تم جر المستوى السياسي بعد المستوى الأمني ​​وأصبح مطية. لم يبقَ لنا إلا أن نأمل بأن تتعافى القيادة الأمنية والمستوى السياسي، وأن تخرج من مأزقها وتبدأ في سحب العربة العالقة عميقاً في الوحل. إذا فعلوا ذلك، فسوف يستغرق عقداً من الزمن على الأقل، لاستعادة اللون على خدودنا وإعادة خلق أمننا القومي. كل ذلك على أمل أن لا تندلع حرب قبل ذلك الوقت.

أنا مقتنع أنّه بدون وعي الجمهور وبدون الضغط على قادته للقيام بالفعل وإنقاذ البلاد من الانقراض، لن يتحرك شيء في الواقع. هذه هي القضايا التي يجب على المستويين الأمني ​​والسياسي دفعها قدماً لها بحزم وإخلاص:

1- تحديث النظرية الأمنية التي لم تتغير منذ الخمسينيات من القرن العشرين، والتي حدد فيها بن غوريون بضرورة نقل القتال إلى أراض العدو. منذ ذلك الحين، تدفقت كميات كبيرة من المياه في نهر الأردن وتغيرت خريطة التهديدات على "إسرائيل" بالكامل. مكوّنها الأساسي هو تحول الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى الساحة المركزية في حرب متعددة الساحات. ولهذه الغاية، يجب تكييف النظرية الأمنية مع وضع يتم فيه إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية يومياً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية حتى لو عبرت قواتنا الحدود وقاتلت على أرض العدو.

2- يجب نقل مسؤولية إعداد الجبهة الداخلية في الروتين والحرب إلى إدارة وزارة الأمن الداخلي (أو إلى وزارة يتم إنشاؤها لهذا الغرض) والتي ستكون وظيفتها الرئيسية من الصباح إلى المساء إعداد السلطات للحرب وإدارة الجبهة الداخلية في زمن الحرب.

3- تتبع لهذه الوزارة الهيئات التالية: الشرطة الإسرائيلية، مصلحة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، قيادة الجبهة الداخلية، "راحيل" (سلطة الطوارئ الوطنية)، بالإضافة إلى وظائف من الوزارات الحكومية التي لها صلة بهذه المجالات.

4- إعادة تأهيل الجيش البري، خاصةً وحدات الاحتياط، التي هي القوة الأساسية للجيش البري، إعادة تأهيل مبنية أيضاً على مسح أجرته منظومة العلوم السلوكية في الجيش الإسرائيلي قبل بضعة أشهر بين جنود وقادة وحدات الاحتياط. يظهر الاستطلاع حوالي ألف شاهد على خطورة الوضع في جهاز الاحتياط وعدم ثقته في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي.

في هذا الاستطلاع، ظهرت النتائج التالية: 50% من الجنود لا يشعرون بالحاجة إلى الاحتياط. فقط 64% من القادة و45% من الجنود ينظرون إلى تماسك الوحدة بشكل إيجابي (انخفاض حاد). 67% فقط من القادة يؤمنون بقدرة وحدتهم على أداء مهمة (تراجع حاد). 70% من القادة و 50% من الجنود يعتقدون أنّ التدريب غير فعال. و 60% من الجنود والقادة لا يثقون بأنّ الجيش الإسرائيلي سيوفّر لهم المعدات اللازمة لإكمال المهمة. 

5- تعزيز الذراع الإستراتيجية لـ"إسرائيل" من خلال إنشاء سلاح صواريخ (صواريخ أرض - أرض) للإطباق على أهداف مزودة بأجهزة الكشف وأجهزة الاستشعار  التي تصل بغضون ثوانٍ قليلة وتدمّر الهدف. من الضروري أيضاً الدخول في خضم الأمور من خلال مشروع وطني في مجال الليزر الدفاعي والهجومي، وبالتأكيد مواصلة تعزيز القدرات السيبرانية في الدفاع والهجوم. سلاح الجو، وهو الذراع الاستراتيجية لـ"إسرائيل"، على الرغم من أدائه الجيد في الحروب السابقة ضد طائرات العدو، لم يعد فعالاً، وقدراته معدومة ضد التهديد الجديد التي تتبلور كحلقة خانقة حول " إسرائيل" في السنوات الـ15 الماضية: صواريخ، قذائف صاروخية، طائرات بدون طيار. لقد تلقينا أمثلة على ذلك في عدة جولات في غزة بشكل عام ، وفي عملية "حارس الاسوار" الأخيرة بشكل خاص.

6- يجب التحضير لتشكيل حرس وطني لدعم الشرطة وحرس الحدود في مواجهة أعمال الشغب الشديدة لمتطرفين مسلحين يشاغبون في "إسرائيل" في الحرب القادمة. ما حصل من أعمال الشغب في عملية "حارس الاسوار" لا يقارن بما سيحدث في الحرب المقبلة.

7- إعادة مجلس الأمن القومي الذي تشكّل كعبرة من حرب "يوم الغفران" إلى العمل بحسب نية المشرع. وتتمثل المهام الرئيسية لمجلس الأمن القومي في القيام بعمل أركاني نوعي في حالة الروتين للتأكد من أنّ الدولة والهيئات مستعدة لسيناريوهات الطوارئ.